المرشد العام: انتهزوا ما تبقى من رمضان
(03-09-2010)
كتب- إسلام توفيق
دعا فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إلى اغتنام شهر رمضان وما تبقى منه في التخطيط والإعداد لحياة جديدة بخطة تليق بهذه الكنوز والعطايا التي أتاحها هذا الشهر، مشيرًا إلى أهمية توافر إرادة وعزيمة تدفعنا إلى العمل، والخروج من الضعف، ومقاومة الفتور، للمشاركة والإسهام في إنقاذ أوطاننا؛ للخروج من الرتابة المقعدة عن العمل والداعية إلى الدعة.
وقال فضيلته- في رسالته الأسبوعية التي حملت اسم "نفحات وعطايا رمضان"-:
- "يأتي رمضان على عالمنا فينقلب إلى عالمٍ جديدٍ في كل شيء، على مستوى الأفراد والأسر والمجتمعات والدول، رغم جراحها في فلسطين والعراق وأفغانستان، وتستقبله بفرحةٍ قلبيةٍ رغم ما تعانيه شعوبها؛ من تآمر خصومها، وتكالب أعدائها، وجهالة أبنائها، وما ذلك إلا لما اختص الله تعالى به هذا الشهر الفضيل دون غيره من شهور العام".
داعيًا إلى إعلان توبة إلى الله مما نحن فيه، توبة من حياة إلى حياة، ومن تفكير إلى تفكير، ومن آمال إلى آمال، فما أحوج عالمنا إلى الإسلام الحي في ضمائر أبنائه، رجالاً ونساءً، شيوخًا وشبابًا، كما كان في أذهان وقلوب الصحابة الكرام.
وأضاف:
- "لنبدأها توبةً من حياةِ الهوان إلى حياةِ العزة، ومن حياة الواقع المرير إلى حياة استعادة الأمجاد، ومن حياة التواني والتراخي إلى حياة العمل والجهاد، ومن التفكير المحبط إلى التفكير الإيجابي، في مواجهة الظلم والفساد والاستبداد، ومن التفكير اليائس إلى التفكير الدافع نحو تقديم التضحيات من أجل الأمن والأمان".
وشدَّد فضيلته على أهمية اغتنام ما تبقى من رمضان للبدء في حياة نحو التغيير والإصلاح، في تزكية النفس وتطهيرها وتربيتها على الطاعة؛ حتى يستشعر أفراد الأمة رقابة ربهم في كل حين، ويكثروا من ذكره، ويتلوا كتابه، ويدعوه في كل لحظاتهم، ويصحِّحوا مسارات حياتهم في المجتمع، معاملةً وخلقًا وسلوكًا، من البذل والجود والعطاء.
واستطرد د. بديع:
- "ليكن عيدنا في التحرر أولاً.. فالحرية في مناحي الحياة كلها هي العيد الحقيقي، حرية الفرد من التبعية، وحرية الوطن من الهيمنة، وحرية الأمة من سطوة غيرها عليها، فحينما يعلن القلب عن عبوديته لربه يتحرَّر من الخضوع للإنسان، والركون لأية قوة سوى القويِّ القهار".
كما دعا فضيلته إلى اغتنام ما تبقى من رمضان في الاعتكاف لنيل نفحاته التي لا تُحصى؛ من حُسْنِ الصلةِ بالله، وحلاوة الإيمان، والنقاء والمغفرة، فليس الاعتكاف إلا في تحقيق مقصوده، كما أشار العلماء، والذي يتمثل في قول كل معتكف لربه: "لا أبرح عن بابك حتى تغفر لي"، وإلى دعاء ليلة القدر؛ حيث العفو الشامل، وأنت في تهجدك تناجي الغفور: "اللهم إنك عفوٌّ كريم تحبُّ العفو فاعفُ عني"، وحيث حياة التسامح والتغافر بين الناس، وإلى أيام يتروَّح فيها الصائمون نسائم سموِّ أنفسهم، وروائح صفاء قلوبهم، وروائع علوِّ أرواحهم، من بعد أن علموا أن الملائكة تساعدهم، وتستر عليهم عيوبهم، وتعينهم على الاستغفار والمغفرة، وإلى ليلة المغفرة الشاملة، وهي آخر ليالي رمضان.
المصدر
- تقرير: المرشد العام: انتهزوا ما تبقى من رمضان موقع إخوان أون لاين