المرشد العام: الهجرة درس الإيجابية والتحرك الجاد

(26-12-2008)
كتب- خالد جمال
طالب فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين شعوبَ الأمة الإسلامية والعربية بأن تستلهم ذكرى الهجرة في وجوب التحرك الإيجابي والجاد، والمشاركة المجتمعية الفاعلة في جهود الإصلاح، وألا تستسلم للظلم الواقع عليها من الداخل أو الخارج، وأن تسعى إلى أخذ أمورها بيدها، وأن تعمل على التحرُّر من الجبن والخنوع والسلبية.
وأكد فضيلته في رسالته الأسبوعية "الهجرة بين عامين.. آلام وآمال" أن العام المنصرم يرحل مثقلاً بكثير من الأحداث الجسام؛ على الصعيد الدولي والإقليمي والمحلي، فقد استمرَّ الحصار الصهيوني الخانق لأهلنا في غزة وتعاظم هذا الحصار مع اشتراك أطراف عربية وفلسطينية فيه بصورةٍ مكشوفة، وضعفٍ عربي وإسلامي مخجل وغير قادر على وضع آليات عملية لتنفيذ قرارات المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية بفك الحصار.
وعرض فضيلته لأحداث العام الماضي على المستوى الداخلي؛ حيث توالت حملات الاعتقال الظالم لكل فئات الشعب ولكل المخلصين في هذا الوطن، من العلماء والدعاة والطلاب والأساتذة والعمال، في الانتخابات المحلية والمحاكمة العسكرية، فضلاً عن اعتقال كلِّ مَن يمدُّ يدَ المساعدة لإخواننا المحاصرين في غزة، كما استمرت الانتهاكات المسيئة لكرامة المواطن المصري في أقسام الشرطة، بالإضافةِ إلى القسوة الشديدة والعنف البالغ الذي تواجه به الشرطة المظاهرات والمسيرات والوقفات السلمية.
وأضاف أنه على الرغم من كل ما سبق فقد شهد هذا العام المنصرم إضاءاتٍ وبشاراتٍ كثيرةً؛ تُنبئ بقرب انهيار المشروع الأمريكي الصهيوني المتغطرس، وتدعو إلى التفاؤل بقرب قيام نظام عالمي أكثر عدلاً فقد سقط جورج بوش والمحافظون الجدد، وتساقط أتباعه في بريطانيا وباكستان وسقط حليفه الأكبر في الكيان الصهيوني بعد فضائح مادية وأخلاقية مشينة.
وأوضح أنه في نفس توقيت هذا السقوط تتابعت ضربات المجاهدين في فلسطين وفشل مشروع خنق غزة وحماس باعتراف توني بلير وقادة الكيان الصهيوني، وازداد الشعب المجاهد التفافًا في غزة حول الجهاد والمجاهدين، كما تعاظم التأييد الشعبي للقضية الفلسطينية في أوروبا.
وأشار إلى أنه من الإضاءات والبشارات نمو الوعي بقضايا الأمة لدى الشباب المصري، وفي هذا الصدد نقدِّر جهود كثير من شباب المدونين، وشباب 6 أبريل وغيرهم من الشباب الذين تشغلهم قضايا أمتهم، ويسعون إلى الخروج من حالة السلبية التي يحرص النظام على تكريسها في نفوس الشباب.