المرشد العام: القدس مدينة المسلمين والتفريط فيها جريمة
(24-07-2009)
كتب- عبد المعز محمد
أكد فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين أن مدينة القدس الشريف ستظل مدينةً عربيةً إسلاميةً، موضحًا في رسالته الأسبوعية التي جاءت تحت عنوان "في الإسراء والمعراج زادٌ للمسلم"، أن محاولات الكيان الصهيوني تهويد المدينة المباركة في إطار مشروعه بتهويد كيانه؛ سوف يؤدي إلى الإجهاز على ملف حق العودة للاجئين الفلسطينيين، داعيًا الشعوب العربية والإسلامية إلى ممارسة أقوى أنواع الضغط على أنظمتها للتصدِّي لهذا المخطط الإجرامي.
وأشار فضيلة المرشد العام إلى أن ما يجري الآن يجلعنا نستلهم ذكرى الإسراء والمعراج المباركة، التي كانت علامةً فاصلةً في تاريخ الرسالة النبوية، مشيرًا إلى أن ما جرى مع نبينا الكريم والمسلمين الأوائل من حصار وتضييق وتعذيب هو بعينه الذي يعيشه أهل غزة الآن، متسائلاً: من لأهل غزة خاصةً بعد صمودهم الأسطوري أمام الآلة العسكرية الصهيونية؟.. من لهذا الشعب المجاهد والمرابط على أرض غزة أمام المؤامرة الدولية والعجز والشلل العربي؟
كما أوضح فضيلته أن حصار أهل غزة جريمة كبرى أخلاقيًّا وإنسانيًّا، يشارك فيها الجميع، موضحًا أن من يسعى إلى تخفيف الحصار هم وافدون من الغرب، وكثير منهم لا يدين بالإسلام، وفي المقابل من يشدِّد الحصار ويُحكم الإغلاق هم دول الجوار من عرب ومسلمين؟!
وقال فضيلته:
- لا ندري لمصلحة من يُعتقل كلُّ من ساهم في تقديم المساعدات الغذائية والدوائية لأبناء غزة المنكوبين في حرب لم تبقِ ولم تذر.. هؤلاء تلفَّق لهم القضايا والاتهامات ويغيَّبون في السجون والمعتقلات، ومن يبرِّئْه القاضي الطبيعي يُحيلوه إلى محاكم عسكرية؛
- حيث لا توجد أية ضمانات للتقاضي، مؤكدًا أن هذا كله يتم استجابةً للمطالب الصهيونية والتعليمات الأمريكية في المنطقة؛ حتى لا يبقى في الأمة من يقف أمام غزوهم وطغيانهم واستعمارهم، وحتى لا تأخذ مصر مكانة الريادة والصدارة التي كانت عليها من قبل.
وأكد فضيلة المرشد العام أن ثوابت الإخوان في القضية الفلسطينية ترتكز على عدة أمور منها:
- أن القدسَ مدينةٌ عربية عريقةٌ، وأن دعوة زعماء الكيان الغاصب ورئيس أمريكا إلى يهودية الدولة الصهيونية يمثل الرفض لحق عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم, بل دعوة إلى طرد ما تبقى منهم.
- أن فلسطين والقدس جزء من عقيدة الأمة الإسلامية.. والتفريط فيها تفريط في كتاب الله وحضارة الأمة وعقيدتها.
- أن التنازل عن أي جزء منها لليهود أو لغيرهم، بل إن مجرد الاعتراف بأي حق لغير المسلمين فيها، ليس ملكًا لشخص أو جهة أو دولة أو جيل.
- أن محاولة فرض سلطان غير سلطان العرب والمسلمين على المدينة المقدسة يعدُّ في منطق الحق والعدل والتاريخ إطفاءً لضوء الشمس في وضح النهار.
- أن الجهاد فرض على جميع المسلمين لاستردادها، يستوي في ذلك المسلم العربي وغير العربي، فالجميع مطالب بصيانة مقدساته، وفي مقدمتها أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم ومعراجه.. وعلى ذلك أجمع علماء المسلمين.
- اليهود ديدنهم نقض العهود ونبذ المواثيق، فهم لا عهد لهم، وما يعقده أحدهم ينقضه الآخر.. (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) (البقرة: 100).
- اليهود يسعون في الأرض بالفساد وإشعال الحروب، فهم من وراء كل الحروب التي اصطلت وتصطلي بنيرانها البشرية، وهم أساس كل الفساد في الأرض: (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (المائدة: 64).
وفي نهاية الرسالة وجَّه فضيلة المرشد العام نداءً إلى حكام العرب والمسلمين دعاهم فيه إلى الاتحاد ونبذ الخلافات وعدم الاستجابة للضغوط أو التخوف من قطع المعونات؛ لأن الله عز وجل هو خير الرازقين.