المرشد العام: الشعب قادر على حماية ثورته

(11-05-2011)
أكد فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين أن شعب مصر قادر على أن يحمي ثورته المباركة ومكتسباتها؛ بعد أن امتزجت دماؤه في 25 يناير، فكونت سبيكة التحرير التي صهرت فيها معادن الشعب المصري الأصيل.
وقال فضيلته خلال مؤتمر حاشد لإخوان الدقهلية بإستاد المنصورة الرياضي مساء أمس: يكفي أن يهتف الشباب الشعب أسقط النظام، فيرد عليهم شاب مسيحي ويقول: بل الله وحده هو الذي أسقط النظام، لهذا كان لأول مرة في تاريخ الإسلام أن يقول إمام الصلاة الدكتور يوسف القرضاوي: أيها المسلمون وأيها الإخوة المسيحيون، ومن العجيب أن وقف شاب يردد الله أكبر وسمع الله لمن حمده بصوت عالٍ، فقال له الناس لماذا لم تصل الجمعة فقال: أنا مسيحي وأبلغ عن صوت الشيخ يوسف!!.
وأضاف: هذا هو الشعب المصري بكل فصائله حتى إن المسيحيين يحمون إخوانهم المسلمين وهم يصلون من البلطجية، والعكس يوم قداس الأحد، هذا هو الشعب المصري الذي لم تسجل حادثة واحدة تحرش في الميدان مع وجود الشباب والفتيات.
وتابع قائلاً: لما أراد الله عز وجل أن يغير في أيام معدودة هذا النظام غيَّر هذا الشباب الجالس على (الفيس بوك)، ونزل التحرير فطلبوا الشهادة بصدق فنالوها، فكانت دماؤهم ثمنًا لهذه الحرية أفلا نسدد نحن أقساط دمائهم وهم يستأمنوننا على ثورتهم، إن دماء الشهداء تناديكم لتحافظوا على الثورة وتطالبكم بالقصاص العادل؛ لأنه المسئول الأول فاحرسوا ثورتكم بأرواحكم.
وقال إن من عجائب قدرة الله عزَّ وجلَّ أن ليلة طرد الطاغوت هي نفسها ليلة استشهاد الإمام الشهيد حسن البنا قبل 62 سنة.
وأكد أن مصر خلال العهد السابق عاشت في مرحلة تزييف التاريخ والإرادة عن عمد لخدمة مصلحة الأعداء، حتى إنه لم يكن يسمح للمصريين أن يتحاوروا ويتناقشوا إلا في شيء واحد وهو كرة القدم.
وأضاف: "كنا نعيش في ظلم وقهر وفساد واستبداد، حتى ظنَّ الناس أن مصر قد ماتت، ولكن الحقيقة أنها مرضت، فالنظام البائد أمرضها وأفقرها خلال عشرات السنين، وظنوا بذلك أنهم ملكوا، ولكن صاحب القدرة الذي يملك الملك قادرٌ على أن ينزعه منهم؛ لأنه هو الذي منحهم الملك مهما حاولوا أن يزرعوا الفرقة بين مسلمين ومسيحيين، بل بين مسلمين ومسلمين؛ ولكن إرادة الله كانت نافذة.

وعن علاقة الإخوان بالأزهر، أكد فضيلة المرشد العام أنه دعا الشيخ أحمد الطيب إلى الحفاظ على الأزهر الذي يفوق عمره الألف عام حتى لا يفسد، مشيرًا إلى أن بذرته كانت من مخزون طاهر، وأن الإخوان أخذوا أنقى بذور الأزهر، وغرسوا بذرتهم على الطهارة، فالأزهر علم يحمله الإخوان بحركة وبركة ليطبقوه.
وحذَّر فضيلته من فلول الحزب الوطني المنحل، موضحًا أنهم يريدون لهذه الثورة ألا تنجح؛ لأنهم لا يجيدون إلا الفتن ويستغلون بعض الجهال ويضعون البنزين على النار حتى تشتعل الأمور كما اعتادوا عليها.
وأكد أن ما يحدث اليوم هو من صنيع فلول الحزب الوطني وأمن الدولة وبعض وسائل الإعلام، التي ما زالت تعيش بنفس تفكير النظام السابق، مشددًا على أهمية خوف هؤلاء جميعًا من الله عز وجل، وأن يتقوا الله في مصر.
وخاطب فضيلته جماهير الدقهلية قائلاً: يا أهل المنصورة كما كنتم يدًا واحدة في مواجهة الباطل وانتصرتم على لويس التاسع؛ فلتكونوا يدًا واحدة لبناء هذا البلد، فابنكم ابن المنصورة الشيخ الشعراوي قال عن الثائر الحق: هو الذي يثور ليهدم الفساد ويهدأ ليبني الأمجاد، ومنكم ابنكم خيرت الشاطر ابن المنصورة الذي قال عنه د. رفيق حبيب: يجب أن نعتبره بطلاً قوميًّا فقد أحب مصر حبًا شديدًا، كلما أرادوا أن يحطموه بعد بناء الصرح الاقتصادي فكل مرة يهدموا ما بنى.
وأكد أن الإخوان لم يكونوا قط طلابًا للسلطة، ولو كنا نريد سلطة لكنَّا ترشحنا على منصب رئيس الجمهورية، أو لَمَا تخلى المرشد السابق عن مسئولية مكتب الإرشاد، ليضرب لنا نموذجًا للقائد والجندي، فهو يمر على مكتب الإرشاد مرتين في الأسبوع، يسأل ويساعد ونتعلم منه الجندية، حتى إنه جاءني، وقال لي إنني جئت من أجل وصية ضابط مرور، أوقفني وأنا قادم من البحر الأحمر، وقال لي مع أنني لست من الإخوان؛ ولكن أطلب منك أن تقف بجوار المرشد الجديد؛ لأن المهمة صعبة وتحتاج إلى جهد كبير.