المرشد العام: الحرية لها ثمن والنضال السلمي طريقنا
(06-11-2009)
كتب- إسلام توفيق
أكد فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن مشهد أوضاع الأمة العربية والإسلامية يثير الغضب والحزن، ممَّا يُرتَكَب من جرائم بحق شعوبنا وثرواتنا، ومن إصرار البعض على الاستمرار في سياساتٍ لم تجرُّ علينا إلا الويلات والمصائب، مشيرًا إلى أن ما يجري في الملف الفلسطينيِّ نموذج مؤلم.
وقال فضيلته في رسالته الأسبوعية التي حملت اسم "الشَّهادة والتَّضحية في مواجهة الفساد والصَّهاينة" أنه لا يمكن أبدًا الفَصَل ما بين وجهَيْ العُملة، ليس لأنَّ الظُّلم واحدٌ، ولأنَّ الضَّرر واحدٌ فحسب؛ بل لأنَّه صار هناك نوعٌ من التَّحالُف غير المُقدَّس ما بين حُكْمٍ ظالمٍ واستعمارٍ غاشمٍ؛ والتقتْ أجندة الطَّرفَيْن، بما استوجب قيام نوعٍ من أنواع الشَّراكة السَّوداء ما بين كلا المشروعَيْ، "المشروع الأمريكيُّ الصُّهيونيُّ" و"مشروع الاستبداد والفساد الجاثم على صدور أبناء هذه الأُمَّة".
واستعجب فضيلته من أنَّه لا يزال البعض يُصدِّق أنَّ الكيان الصهيوني والولايات المتحدة جادون فيما يدَّعونه حول الوهم المسمَّى بـ"عملية السَّلام في الشَّرق الأوسط"، وأنه لا يزال من بني العرب والمسلمين من يُصدِّق مزاعمهم، بالرَّغم من أنهم يعلنون كل يومٍ صراحةً مواقف لا تدع مجالاً للشَّكِّ في حقيقة النَّوايا الأمريكيَّة والصُّهيونيَّة إزاء حقوقنا في فلسطين السَّليبة.
وأضاف:
- "نحن مُطالبون في الوقت الرَّاهن بتحديد الأولويَّات التي أوضحتها التَّطوُّرات التي أثَبَتَتْ أنَّ المقاومة حتى الانتصار أو الشَّهادة في سبيل المبدأ والدِّين والقِيَم، حيث لا تزال هي الخيار السَّليم، بل الخيار الوَحْيد الواقعيُّ والقابل للتَّنفيذ في مواجهة ما يجري، حيث إنَّ هذه الأُمَّة أثْبَتَتْ عبر التَّاريخ قُدرتها على الفداء في سبيل دينها وقِيَمِهَا التي تؤمن بها، وأثْبَتَتْ أكثر من مرَّةٍ أنَّها قادرةٌ على نيل حريَّتِها مهما كانت التَّضحيات والعقبات".
وشدد المرشد العام على أن حريتنا وكرامتنا لن ننالها إلا بنضال سلمي حقيقي له ثمنٌ يدَفعَهُ كل سائر على درب الإصلاح من قوته ووقته وجهده وحريته، ولن ينفك يومًا نضال الأحرار ضد المحتل عن نضالهم ضد الفاسد المستبد غير أن لكل وسائله.
واختتم رسالته قائلاً:
- "فليعلم قومنا أن روحًا جديدًا يجب أن تسري في النفوس، فأي شرف في أن ننال شهادة ونحن نقاوم محتلاً أو نُمتحن من طاغية أو فاسد أو مستبد ونحن نزيحه عن جسد البلاد وأسر العباد".