المرشد العام: الجامعة الإسلامية حلمنا لربط أواصر الأمة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
المرشد العام: الجامعة الإسلامية حلمنا لربط أواصر الأمة

التاريخ:28-12-2007

كتب- أحمد رمضان

أكَّد فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدي عاكف أن الجامعة الإسلامية ظلَّت فكرةً وحلمًا يُراود الشعوب الإسلامية منذ وقتٍ طويلٍ، ورابطةً يستطيعون من خلالها قهر التحديات التي قطَّعت أواصر العلاقات بين المسلمين، وها هي اليوم تُصبح ضرورةً لمواجهة التحديات المتجددة في الوقت الراهن، وجمع الأمة على كلمة الله- سبحانه وتعالى- وهدي نبيه عليه الصلاة والسلام.

وأضاف في رسالته الأسبوعية اليوم الخميس أن بلداننا الإسلامية ظلَّت تُعاني من أَسْر التفرقة، وذاقت ويلات الصراعات فيما بينها، فلم تُفلح النظم الحاكمة في جمع كلمة المسلمين، ولكنَّها ساهمت في تأجيج الصراعات الثقافية انتصارًا لأحد المعسكرين؛ الرأسمالي أو الاشتراكي والشيوعي، وأدخلت الشعوب المسلمة في أزماتٍ سياسيةٍ ذهبت بإمكاناتها ومواردها، كما مسخت هويتها من قبل.

موضحًا أنه ترتب على تلك السياسات- والتي لا تزال قائمةً حتى اليوم- ضعفُ الروابط الثقافية والاجتماعية بين البلدان المسلمة وتضاؤلها مقارنةً بحجم العلاقات مع البلدان الغربية رغم الحصول على الاستقلال منذ ما يقرب من ستة عقودٍ خلت، وهذا ما يعتبر تحديًّا أساسيًّا أمام تلاقي الشعوب لأجل بعثٍ جديدٍ للأمة يُعيد لها مجدها العتيد.

مشددًا على أن الدعوة للجامعة الإسلامية الشعبية- بمعناها الواسع- تُصبح اليوم ضرورةً أكثر من أي وقتٍ مضى، كمهدٍ لنهضة أمة ومجتمعات تتعرض للتخريب والتشويه؛ فاليوم لا يختلف عن الأمس؛ حيث كان الاحتلال والنهب والظلم؛ فبالأمس تَنَادى العلماء الحادبون على مصلحة الأمة لتقوية الروابط بين المسلمين، والتي أضعفها الاحتلال الأوروبي، فكانت دعوتهم دائمًا إلى قيامها على أساس التكامل والتعاون والاتحاد.

واليوم، فإننا نُنادي الشعوبَ بالعمل على إحياء الدعوة لتبني الجامعة الإسلامية، ليس فقط كرابطةٍ طبيعيةٍ تُمثِّل القاسمَ المشتركَ بين المسلمين، ولكن أيضًا لمواجهة خطط وسياسات تغيير هوية الأمة ومكافحة فرض العلمانية ومناظرة التجمعات والاتحادات الدولية.

وأشار فضيلته إلى تركيز الكثير من الاجتهادات السابقة على أن الجامعة الإسلامية إما رابطةً ثقافيةً أو علاقةً تعاونيةً أو رابطةً سياسيةً، موضحًا أنها بالنسبة لنا تعني كل هذه المناشط التي تحقق تماسك الشعوب، وتسمو فوق القوميات، وتعزز التعددية المجتمعية؛ فلا تلغيها كما لا تتصادم معها قائلاً: "فإنه لا مكانَ لنظرياتِ الصراع والاستعلاء القومي لبعض المجتمعات في رؤيتنا ومشروعنا؛ فمشروعنا النهضوي والإصلاحي يقوم على التعاون والتكافل والتراحم، كما يقوم على الوسطيةِ والتعارف الذي يُؤسس على وحدانية الله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾، وبناء العلاقات بين البشر على أساس المساواة في القيمة الإنسانية والالتزامات والحقوق".

وأكَّد فضيلة المرشد أن لدينا اعتقاد راسخ بأن هذه القيم الحاكمة هي التي تُشكِّل أساس العلاقات حتى مع غير المسلمين؛ فالعلاقات تقوم على العدل ثم المساواة، فلقد اعتبر الإسلام العدل من الإيمان، كما هو القيمة العليا التي تدور حولها القيم الأخرى.

مرتكزات الجامعة الإسلامية

وحول معنى الجامعة الإسلامية كرابطةٍ ثقافيةٍ أوضح الأستاذ عاكف أنها تدور في فلك تأطير الهوية الإسلامية للأمة، وتوحيدها، وبعثها من جديدٍ لكي تكون حصنًا للقيم يقيها من تغلغلِ الأفكار الهدَّامة الساعية لتفكيكِ الأمة، وبوتقة تنصهر فيها الاختلافات بين النظم الحاكمة والخلافات المصطنعة بين الشعوب، مشيرًا إلى أن الدور الثقافي للجامعة الإسلامية ليس دورًا دفاعيًّا ضد العولمة الثقافية فحسب، وإنما وظيفته الأساسية تكمن في توفير مناخٍ ثقافي يُعزز الروابط بين الشعوب.

وأضاف أن الإخوان المسلمين يعتبرون أن الجامعةَ الإسلاميةَ كرابطةٍ سياسيةٍ تُذلل العوائق التي وضعها الاحتلال الأوروبي لبلداننا وتبعته فيه الحكومات الوريثة من أمام ضمان حرية الانتقال للأفراد، وبالتالي فإن الدعوة لتأسيس المؤتمرات الشعبية للعلماء والمتخصصين تُعدُّ واحدةً من الأشكال المُعبِّرة عن الرابطة السياسية، كما أن تطوير العلاقات فيما بين مؤسسات المجتمع الأهلي يُعدُّ دورًا مكملاً لدور المؤتمرات الشعبية؛ وذلك بما يعزز دور ومكانة التواصل الاجتماعي.

ولفت فضية المرشد الانتباه إلى أن قيامَ الجامعة الإسلامية على أساس العقيدة لا يلغي الخصوصيات الأخرى للقوميات والأعراق؛ فالرابطة تقوم على الاحترام والقبول بالتعددية، فالحضارة الإسلامية اتسعت آفاقها لتشمل عقائد وثقافات وقوميات متعددة، واحترمت خصوصيتها، وهناك الكثير من المثل الشاهدة على التجانس والاستقرار الاجتماعي التي عاشته الشعوب المختلفة في ظل الحضارة الإسلامية.

موضحًا أن التعاون والتكافل وكافة المعاملات المنضبطة بالشريعة الإسلامية هي من الأسس الفكرية للجامعة الإسلامية؛ ولذلك يجب العمل على تحويلها للتطبيق على مستوى العالم الإسلامي لتحقيق عددٍ من الأهداف أهمها تطوير المعرفة العلمية في كافةِ المجالات التنموية؛ وذلك من خلال المؤتمرات والمؤسسات البحثية الخاصة وتطوير نشاط المصارف الإسلامية كمًّا وكيفًا؛ وذلك باعتبارها مساهمًا رئيسيًّا في صياغة السياسات الاستثمارية أيضًا التخطيط لإقامة مشروعات مشتركة ذات طابعٍ إقليمي أو عالمي والحفز على المشاركة في المشروعات المشتركة القائمة.

المصدر