المرشد العام: الأمل في الشعوب بعد هرولة الحكام إلى أنابوليس

التاريخ:29-11-2007
كتب- أحمد رمضان
بينما يدعو البعض للاستماع إلى صيحاتِ الانهزام، وتتابع دعواتُ التفريط، وتتسارع مواكبُ التبعية، تقدِّم فروضَ الولاء والطاعة للاستبداد الأمريكي والطغيان الصهيوني جاءت اليوم رسالة فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام الإخوان المسلمين لتدعو الأمة كلها وعلى رأسها ولاةُ أمرِها- إلى الإصغاءِ لصوتِ العزةِ الإلهيةِ، وأن يقفوا وقفةً جادَّةً مع النفس لإعادة الحسابات، وتحديد المواقف في ضوء منهج الله، الذي سعى المستعمرُ بشتَّى الطرقِ لإقصائها عنه.
وأكد المرشد العام أن مؤتمر أنابوليس، هرول إليه العربُ وغيرُهم، بلا رؤيةٍ ولا منهج، ويريدون أن يقفزوا على الواقع الذي يعرفه القاصي والداني؛ وهو أن الصهاينة احتلوا أرضَ فلسطين، وطردوا أهلَها، وهدموا بيوتهم، وحرَّقوا أرضهم، وقتَّلوا رجالهم ونساءهم وأطفالهم.
وطالب بعدم نسيان هذه الحقيقة، وألا تغيب عن أذهاننا لحظةً، وما يتطلبه ذلك من تحركٍ جادٍّ وفعَّالٍ لتحرير الأرض واستنقاذ المقدسات.
وقال: إن كان حكام الأمة العربية والإسلامية أغفلوا هذه الحقيقة، وسعَوا لاسترضاء الإدارة الأمريكية، فإن الأمل كبيرٌ في شعوب الأمة؛ أن تكون دائمًا على مستوى رفيع في فهمِ الواقع، والتمسكِ بالحق، والدفاعِ عنه بكل الوسائل المتاحة.
وطالب الأمة بتجديد استشعار الولاءِ لله، ورفع راية الإسلام، وإقامة دولته في النفوس لتقوم على الأرض، وأضاف: واعلَموا أن الإسلام إن لم يكن بكم فسيكون بغيركم، ولكنكم لو لم تكونوا به لن تكونوا بغيره.. ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾ (محمد: من الآية 38).
وحذَّر فضيلة المرشد في رسالته من هذا التقدم العلمي والتقني وتلك المدنية التي شيَّدتها أيادي الظلم والجور، من الاستخفاف بنا أو خداعنا عبر الإعلام المزيف؛ لأن لإسلامنا منهجًا فيه سعادة الدنيا وفلاح الآخرة.
ووجَّه كلمته إلى شباب الأمة قائلاً: إن الآمال معقودة عليكم، وفي الوقت ذاته تستهدفكم كل أسلحة المتربصين بأمة الإسلام، بالجهل وبالغواية وبالتيئيس والإحباط، وكل يوم تُستَحدَثُ أسلحةٌ، مطالبًا إياهم بأن يجعلوا المعرفةَ في شتَّى المجالات النور الذي به يسيرون، وبهديه يبدِعون، وفي ضوئه يتقدَّمون.
وطالبهم بالسعي لبثِّ الأمل في نفوس مَن وراءهم، ومَن يأتي بعدَهم؛ لأن التبعةَ ثقيلة، والأحداث والخطوب متلاحقة، وتحتاج إلى همَّةِ الشباب لمواجهتها، وقال لهم: "فجدِّدوا إيمانَكم، وحدِّدوا غاياتِكم وأهدافَكم، وأول القوة قوةُ العقيدة والإيمان، وثانيها قوةُ الوحدة والارتباط؛ فآمنوا وتآخَوا، واعملوا بجدٍّ، وترقَّبوا بعد ذلك ساعة النصر، وإنه لقريبٌ بإذن الله، وبشر المؤمنين".
المصدر
- خبر:المرشد العام: الأمل في الشعوب بعد هرولة الحكام إلى أنابوليس . موقع إخوان أون لاين