الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : ماذا بعد بيان السيسى؟ .
(05/03/2014)
بعد طول صمت خرج علينا السيسى المشير ، ليلمح برغبته فى الانتقال الى مرحلة السيسى الرئيس ، نظرا لبدءالانتقال من مرحلة السكرة الى عمق الفكره ، ويقين الاحساس ، استغلالا لطيبة الشعب ، ووهم الاعلام الذى تلقى اشارة البدء لصناعة الحاكم الملهم القديس بعد اكتشاف د. زاهى حواس أن جده الأكبر السيسى سيسى الأول بنى هرما طبقا لمنظومة النفاق المشروع للسيسى بفتوى من حزب الزور السلفى " النور سابقا " .
لن أتحدث عن هبوطه بسقف طموحاته الى أدنى المستويات بعد تخليه فجأه عن تأكيده بأن مصر ستكون قد الدنيا ، ولا عن تبنيه لرؤية الرئيس د. مرسي بضرورة تعاون الجميع للنهوض بالوطن ، ولن أعقب على حواره المزعوم مع الرئيس د. مرسى والذى يحاول فيه الترسيخ للسيسى الزعيم ولو من ورق ، لسبب بسيط أن كل أحاديثه السابقه فى هذا السياق ثبت كذبها وبشهوده هو ، وتكرار ظاهرة قول الشيىء وفعل عكسه ، وتطبيق ماسبق وأن اعتبره أمرا مستهجنا ، كخطورة تدخل الجيش فى المشهد السياسى ، والأكثر من ذلك أن كل الشعب بات يعرف عنه هذه الأخلاق ، والطباع الذميمه حتى من سبق وأن ساندوه وان كانوا مازالوا صامتين .
يقينى أن صراحة السيسى فيما قاله لم تكن نابعه لمنهج لديه به قناعه ومترسخ فى ضميره ويقينه بانقاذ مايمكن انقاذه خاصة بعد أن أصبح الوطن على وشك السقوط والانهيار بسبب ماتم من انقلاب على الشرعيه ، وماتم ترسيخه من موبقات ، وجرائم ضد الانسانيه ، وان أزرف الجميع الدمع عليها دهرا خداعا للناس ، وهروبا من لعناتهم ، الا أنها لن تجعلهم يتمكنوا من الافلات من عقاب رب العالمين .
ان حوار السيسى يجعلنى مضطرا الى طرح ملف العقيدة العسكريه بشأن حكم مصر ، والتى أرى أن الذى رسخ فى وجودها لدى كل القاده العسكريين بما فيهم السيسى نفسه أستاذهم بجهاز المخابرات عمر سليمان لندرك أن ماحدث فى 30 يونية ومايحدث الآن ماهو الا انقلاب عسكرى مكتمل الأركان ، وان توارى حول الستار الوهمى والخداع لما أطلقوا عليه بالاراده الشعبيه ، أملا فى أن يفيق الشعب من غفلته ، ووهم وخداع الاعلام المأجور له ، وقبل أن تضعف ذاكرة الشعب من كثرة الاحداث الدراماتيكيه ، وتطمس معالم وجودها تعاقب الليل والنهار ، والأيام والليالى والسنون ، وتلك الأحداث التى يشيب من هولها الولدان .
قبل الانتخابات الرئاسيه بـ 24 ساعه هدد عمر سليمان نائب رئيس الجمهوريه فى ذلك الوقت ورجل المخابرات الوحيد والأوحد ، بوقوع انقلاب عسكرى فى مصر اذا وصل الإخوان للسلطه ، وطالب الشعب بوضوح بانتخاب مرشح ليبرالى وحذر من انتخاب الرئيس د. مرسى مرشح الاخوان المسلمين ، هكذا قال بوضوح للكاتب الصحفى العربى جهاد الخازن ، والذى نشره بدوره فى عموده " عيون وآذان " الذى ينشر بصحيفه الحياه اللندنيه ونشرته جريدة الأخبار فى عددها الصادر فى 22 مايو 2012 .
قال عمر سليمان لجهاد الخازن وبالنص " ان انتخاب رئيس ليبرالى وان كان سيعانى من الاخوان الا أنه سيكون مقبولا فى المجتمع الغربى عكس مايمكن أن يحدث مع رئيس من الإخوان " وحذر من أن مصر يمكن أن تكون فى وجود الاخوان بالسلطه وسعيهم الى المشروع الاسلامى ألعن من باكستان وأفغانستان ، وقد يدفع الى حرب مع اسرائيل وى الى عزلة مصر . من هنا يتضح أن الانقلاب العسكرى اذا وصل الاخوان للحكم هو عقيدة راسخه فى وجدان هؤلاء .
الآن أدرك الجميع بعد كلام السيسى خاصة حملة المباخر أن مصر حقا على وشك الانهيار ، ولاانقاذ لها الا عبر بوابة الحوار ، والمصالحه الوطنيه التى بح صوت المحايدين أمثالى فى ترسيخها منذ بداية الأحداث دون جدوى ، بل طالنا الكثير من رزاز ، وتطاولات أقلام النفاق الذين أوصللوا الوطن بنفاقهم الى هذا المستنقع ، بل وجعل كلفة الحوار الآن باهظه بعد بحور الدماء البريئه التى سالت ، والأرواح الطاهرة التى أزهقت ، والقرارات الاقصائيه المعيبه التى صدرت فى حق الإخوان المسلمين ، والسجون التى امتلئت بالأبرياء ، والمعتقلات التى عجت بالشرفاء ، والحرائر من النساء اللاتى انتهكوا عرضهن بلاوازع من ضمير ، أو نخوه ، أو شرف ، أو كرامه ، ومع ذلك سأظل أدعم هذا الاتجاه ولكن ليس على أرضية بوس الرأس ، والمسامح كريم ، انما انطلاقا من أرضية الحق ، والشرعية ، ومحاسبة كل المجرمين الذين أوصلونا الى هذا المستنقع وأولهم المنافقين فى الاعلام ، والاقتصاص لدم الشهداء ، والافراج عن كل المعتقلين ، وحفظ كافة القضايا الملفقه بالتأكيد ، والاعتذار على ماتم من خداع لهذا الشعب ، والكذب عليه .
المصدر
- خبر: الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : ماذا بعد بيان السيسى؟ .موقع نافذة مصر