القدس عاصمة للثقافة العربية (1)

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
القدس عاصمة للثقافة العربية (1)
الاقصى1.jpg


بقلم : سلطان الحطاب

ظلّ المسلمون يصلون باتجاه القدس التي اتخذوها قبلتهم لـ (17) شهراً وحين مات النبي(صلى الله عليه وسلم) رأى الصحابة ان يدفنوه في القدس لشدة حبه لها وذكرها باستمرار على لسانه وقد منعهم من ذلك انها كانت مازالت محتلة من الرومان واخذوا بوصيته في ان تفتح فكانت معارك مؤتة وتبوك على طريق فتحها الى ان جاءها عمر بن الخطاب يتسلم مفاتيحها من صفرونيوس اسقف الارثوذكس في المدينة المقدسة في (15) للهجرة 636 م..

لقد كانت موقع المعراج واليها كان الاسراء من مكة وقد قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) لا تشد الرحال الاّ لثلاثة مساجد منها المسجد الاقصى وعنها قال علي بن ابي طالب (عليه السلام ).. نعم المسكن بيت المقدس . القائم فيه كالمجاهد في سبيل الله ، وليأتين على الناس زمن يقول احدهم: ليتني تبنة في لبنة في بيت المقدس ..

وعن الرسول (صلى الله عليه وسلم ) قوله كيف لو رأيتم بيت المقدس ، كل من بها يزار ولا يزور وتهدى اليها الارواح وتهدى روح بيت المقدس لغيرها ..

كانت معارك مؤتة وتبوك مقدمة لفتح القدس وكذلك معركة فحل وقد جرى انتداب ابو عبيدة بن الجراح لقيادة الفتح حيث ارسل من الاردن رسالة الى اهل ايلياء ( القدس) وفيها انذار وبعد انقضاء ايام الانذار الاربعة توجه اليها وبدأ القتال وبعده قرر الروم الاستسلام بحضور الخليفة عمر بن الخطاب فارسل اليه ابو عبيدة يدعوه للحضور.

وكانت قائمة كبيرة من الصحابة الكبار قد دخلت القدس مع عمر واقامت فيها وهناك العديد منهم من دفن في القدس او مات بالطاعون في منطقة عمواس وغور الاردن .. وكان العمل الاول لعمر بن الخطاب بعد فتح القدس ان زار كنيسة القيامة وقد رفض الصلاة فيها وقت حانت فانتحى جانباً وصلى لجهة الجنوب وبعدها وقف على مكان الصخرة التي كانت مهجورة تغطيها الاقذار فأزاحها عنها بكفيه الى ان بدت نظيفة فامر ببناء مسجد في ذلك المكان وهناك روايات عديدة انه صلى في موقع المسجد الاقصى وبعد ذلك تفقد عمر المدينة ومصالح السكان فيها وتلقى الشكاوى واصلح بين الناس واعاد للكثيرين حقوقهم .

ثم عاد عمر فزار القدس مرة اخرى عام 17 للهجرة ( عام الرماد ) وهو عام جوع امر فيه عمر بارسال الحبوب من سورية وفلسطين الى البلاد الحجازية .

كما ان انتشار الطاعون في الشام و فلسطين دفعه للحضور حيث دام الطاعون (30) يوماً حصد فيه ارواح الالاف وخاصة في عمواس التي سمي باسمها طاعون عمواس وقد مات بسببه ابو عبيدة نفسه المدفون في غور ابو عبيدة (دير علا) وضرار بن الازور المدفون قرب ضريح ابو عبيدة ومعاذ بن جبل المدفون في الشونة الشمالية ويزيد بن ابي سفيان وشرحبيل بن حسنة والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو وعتبة بن سهيل وكلهم صحابة وقادة يحتضنهم ثرى الاردن .

وقد وصل عمر فصلى في القدس على شهداء الطاعون وحل مشاكل الناس واثبت امام الروم الطامعين ان جماعته مازالوا اقوياء..

ورغم ان الفتح الاسلامي ل فلسطين والقدس لم يكن الفتح الاول ولا الاخير من جيوش وامم غالبة الاّ انه حمل ل فلسطين الاسلام واللغة والعرب من الجزيرة لتكون لهم الغلبة في العدد الى جانب العرب الموجودين اصلاً في بلاد الشام وفلسطين والقدس ..

وفي القدس ضرب العرب بعد الفتح مسكوكات من النحاس نقشوا عليها اسم محمد رسول الله ورسم سيف وعلى الوجه الاخر ايلياء ( القدس ) و فلسطين وحرف م والهلال وقد اهتم العرب بالقدس منذ ذلك اليوم وكانت ابرز عواصمهم وقد كرس ذلك فيها الامويون حين بنى خلفاؤهم الاوائل مسجد الصخرة واقاموا حكومة عربية بلغة عربية وعملة عربية لها استقلالها الذي لا تستطيع قوى التزوير الداعية ان القدس كانت عند العرب مهملة ان تثبته !!!


المصدر