القارىء مازن ابوبكر يكتب : مصر والسودان حته واحده
بقلم:مازن ابو بكر
السؤال الذي يطرح نفسه بعد نجاح الثورة المصرية الشعبية الجماهيرية هل تعود السودان الى الوطن الام ؟ لقد اثبتت الثورة المصرية ان الشعب عندما يمسك زمام المبادرة فانه يصنع المستحيل وثورة 25 يناير تذكرنا بثورة الضباط الاحرار مع اختلاف ان الضباط الاحرار قاموا بانقلاب والشعب انحاز لهم اما ثورة 25 يناير فان الشعب قاد الثورة والجيش انحاز لهم
انني ارى ان الثورة المصرية تستطيع ان تقود المرحلة الانتقالية بالتعاون مع الجيش المصري الحضاري من اجل مصر ديمقراطية وتعددية حزبية واحترام حقوق الانسان وسوف تكون نموذجا يحتذى به ليس للعرب فقط وانما لكل دول العالم الثالث خاصة في افريقيا واسيا.
وامام الثورة ايضا تصويب اخطاء عبد الحكيم عامروتصويب ما الت اليه الامور بعد الجرائم التي ارتكبها نظام السادات ومبارك
فهناك اخطاء وخطايا
وما يذكرني بثورة الضباط الاحرار الملك فاروق مع انني اقدر هذا الملك الذي استجاب وغادر دون ان تسال نقطة دم وانجزت ثورة يونيو جلاء القوات البريطانية ووزعت الاراضي على الفلاحين ودعمت حركات التحرر في اسيا وافريقيا وبنت السد العالي بالاضافة الى دورها الاقليمي والعربي والدولي
الا ان اول اخطاء الثورة كان عدم الاستجابة لرئيس مجلس قيادة الثورة محمد نجيب الذي قال: مهمتنا انتهت فلنعود الى ثكناتنا العسكرية ونسلم مقاليد الحكم الى الشعب الممثل بالبرلمان والاحزاب وهنا تدخل عبد الحكيم عامر وصلاح نصر وانور السادات واقالوا نجيب وشوهوا الثورة بحل الاحزاب ومحاربة الاخوان المسلمين والشيوعيون وممارسة القمع من خلال صلاح نصر رئيس المخابرات
انني لا استطيع الا ان احب جمال عبد الناصر الا ان فريقه اساء له عندما مارسوا القمع في السودان مما ادى الى انسلاخها عن الوطن الام ولم يستفيدوا من هذه التجربة عندما اعلنت الوحدة مع سوريا وكرروا نفس الاخطاء وكانت النتيجة فشل الوحدة مع سوريا علما ان الشعب السوري والسوداني قوميون ولكن الوحدة لاتعني احتلال
على كل حال فان الوحدة التي يصنعها الزعماء تفشل اما الوحدة المصنوعة من الشعوب فانها حتما ستدوم
لذلك فانني ارى ان نجاح الديمقراطية في مصر سوف تجعل الشعب السوداني الذي صوت في استفتاء سابقا على الانفصال سوف يصوت لاحقا الى العودة الى الوطن الام بما فيها جنوب السودان لان شعب الجنوب راى بالانفصال ايضا سبيله الوحيد للخلاص من القمع والجوع ولكن في ظل الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية فان الشعب الجنوبي سوف ينحاز الى اعادة توحيد الوطن
مصرام الدنيا والتي تستطيع الان وتستحق ان تقود الامة العربية نحو الوحدة الاقتصادية والتي حتما سوف تؤدي الى الاتحاد العربي والذي سيكون اقوى من الاتحاد الاوروبي
مصر احمد عرابي ومصر جمال عبد الناصر سوف تعود لاحتضان القضية الفلسطينية وستفرض الحل الذي يريده الشعب الفلسطيني وليس الخنوع الى اسرائيل
ان تحرير مصر حتما سوف يحرر قطاع غزة ولن يبقى القطاع اسير لاسرائيل التي تتحكم بالمعابر حيث لاحاجة بعد الان للمعابر الاسرائيلية لان معبر رفح مع مصريكفي لقد هتف الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة الشعب يريد انهاء الانقسام لان انهاء الانقسام مدخل لانهاء الاحتلال
لم يتعظ حكم مبارك من التجربة التونسية واصر احمد ابو الغيظ ان ما حدث في تونس لن يحدث في مصر وما ان انهى تصريحه وقبل ان يصل الى منزله ليكتشف ان الاحتجاجات في الاسكندرية ازدادت وتيرتها والتي بدات قبل تونس بعد استشهاد خالد سعيد على ايدي رجال الامن المركزي وهنا كانت البداية التي توجت بخلع النظام بزمن قياسي بالمقارنة مع تونس بعد استشهاد اكثر من 300 من شباب مصر العزل
والان مرة ثانية نقول للزعماء العرب انتم امام اختبار وامام خيارين لا ثالث لهما فاما ان تباشروا بالغاء الطوارئ
وصياغة دساتير عصرية تليق بالعصروتضمن حقوق الانسان في الحرية والتعبير والعدالة الاجتماعية وتاسيس الاحزاب وتداول السطة
واما ان تلاقوا مصير بن علي ومبارك
وقبل ان انهي المقالة افادت الاخبار ان النظام العائلي في اليمن قمع مسيرات الابتهاج بالثورة المصرية وسقط قتلى وجرحى وكذلك في الجزائر
يبدو كما قال الدكتور عزمي بشارة فان هؤلاء الحكام يصرون على سفك دماء شعبهم ويصرون على اللحاق بنفس مصير بن علي ومبارك الى مزابل التاريخ
المصدر
- مقال: القارىء مازن ابوبكر يكتب : مصر والسودان حته واحده الشروق
