العدوان الصهيوني على سوريا.. هدية احتفالات النصر للعرب!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
العدوان الصهيوني على سوريا.. هدية احتفالات النصر للعرب!
07-10-2003
بوش وشارون


عشية السادس من أكتوبر جاء القصف الصهيوني لبلدة (عين الصاحب) قرب العاصمة السورية (دمشق) في رسالة واضحة إلى العرب جميعًا.

عند الحديث حول انتصارات رمضان (6 أكتوبر) عام 1973م، التي نحتفل بذكراها الثلاثين اليوم، يكون محور الحديث هو التضامن العربي الرائع الذي كان أحد أسباب النصر ضمن العوامل العديدة التي نرجعها جميعًا إلى إحياء العقيدة الإسلامية بمعناها الشامل والواسع.

والرسالة الصهيوينية واضحة.. ماذا يمكنكم أن تفعلوا أيها العرب مجتمعين؟! هأنذا أضرب بقوة ضاحية لعاصمة عربية كبرى!، ها أنتم راهنتم على الدور الأمريكي لحل الصراع بيننا، وها هي تؤيد بوضوح القصف على سوريا!!

أروني- أيها العرب- ماذا أنتم فاعلون؟! لقد تركتم الفلسطينيين قبل ذلك لمصيرهم المحتوم أمام الآلة العسكرية الرهيبة، وها أنتم اليوم في اختبار حقيقي أمام ضرب دولة كبرى عربية؛ فهل بأيديكم شيءٌ أكثر من التنديد والشجب والاستنكار؟ لقد سكتُّم على احتلال بلد عربي كبير وعاصمة الخلافة الإسلامية؛ عاصمة الرشيد؛ فماذا بمقدوركم الآن أمام عدوان صارخ على عاصمة الخلافة الإسلامية، عاصمة الوليد بن عبد الملك؟

لقد سقطت عاصمة العباسيين.. فهل تسقط عاصمة الأمويين؟ اللهم لا تُرنا هذا اليوم أبدًا!!، خاصةً أنه إذا حدث فسيكون التحالف واضحًا وصريحًا، وستسقط- لا قدر الله- على يد "شارون" مجرم الحرب، الذي يمثل- أفضل تمثيل- الإفراز الحقيقي للكيان الصهيوني العنصري البغيض.

إن أمريكا وأوروبا والكيان الصهيوني درسوا عوامل انتصاراتنا في أكتوبر (رمضان العظيم)، وخطَّطوا لإفراغ كل هذه العوامل من مفعولها، وأعدوا خلال السنوات السابقة لإعادتنا إلى نقطة الصفر من جديد؛ حتى نعود إلى الحالة التي وصفها المفكر الإسلامي الجزائري الكبير المرحوم "مالك بن نبي" بـ"القابلية للاستعمار"!

كان الإيمان أكبر عدتنا، وكان شعار "الله أكبر" رمز المعركة الكبرى، وبه عرف الجنود وجهتهم وسندهم وغايتهم؛ فإلى أين وصلنا؟!

صار المسلم إرهابيًّا، وتم تفريغُ الإيمان من محتواه الحقيقي، وأصبح الدين طقوسًا وشكليات، وصارت الحرب على الإسلام- بذريعة محاربة الإرهاب- حربًا عالمية تقودها أمريكا، وتنقاد لها الدول الكبرى جميعًا، وتنساق في مسارها الدول العربية التي تخطط لتغيير مناهج التعليم الديني والمدني، وتخضع لأوامر تجديد الخطاب الديني بحذف كلمات، مثل الجهاد والمقاومة وتغيير المنكر... إلخ، وتؤمّم المساجد، وتصادر حق الدعاة في اعتلاء المنابر، وتحاصر الشباب المسلم، وتتهم الحركات الإسلامية بالإرهاب والخروج على القانون؛ لتزجَّ بالآلاف من خيرة الشباب في غياهب السجون لسنوات طويلة؛ حتى يخرجوا محطَّمين يائسين، لا يجدون مخرجًا ولا سبيلاً، وينشغلون بمداواة جراحهم وعلاج أمراضهم والبحث عن لقمة العيش.

ولا يخفى عليك أن هذا لم يعد همًّا مصريًّا، بل انتقل إلى معظم البلاد العربية من المغرب والجزائر وتونس إلى ليبيا واليمن، حتى الدول التقليدية التي بنت مشروعيتها على الإسلام انساقت في نفس الاتجاه.

كان إعداد الجيوش العربية للمعارك، والتعبئة المعنوية، والتدريب المستمر؛ هو شعار الإعداد للمعركة، فأنَّى هي الجيوش العربية اليوم؟! وقد أصبح المورد الرئيسي لسلاحها هو الراعي الرسمي للإرهاب والعدوان الصهيوني (أمريكا)!

وأصبح تخفيض أعداد الجيوش التي بدأت مع اتفاقيات السلام المزعومة أمرًا واجبًا على كل البلاد العربية، وها نحن نرى ونشاهد تسريح أحد أكبر الجيوش العربية في العراق، والوعود الأمريكية تبشرنا بجيش قوامه أربعين ألفًا فقط، لن يستطيعوا حماية حدود العراق ولا حراسة المنشآت؛ لأن تلك هي مهام الجيوش العربية في العهد الأمريكي للاحتلال الجديد.

كان التضامن العربي الرائع أحد أهم أسباب النصر؛ فانظر أين أصبحنا، حتى يُصرِّح العقيد "القذافي" أن القومية العربية والوحدة العربية وهْمٌ كبير، وأنه يجب إلغاء الجامعة العربية، وأنه سينسحب منها، ويهاجم الكويت والسعودية، ويدفع مليارات الدولارات تعويضًا لضحايا الطائرة في لوكيربي!

ونتساءل: فمن يدفع لضحايا حكم "العقيد" فيليبيا وبقية الدول العربية؟!

وها نحن نرى سلاح البترول أصبح دون فاعلية، وقد سقط أكبر ثاني بلاد النفط (العراق) تحت سنابك الخيول الأمريكية، التي باتت تهدد كل منابع النفط في العالم العربي والإسلامي حتى بحر قزوين!

وها نحن نشعر بالحزن والعار والذل ونحن نكتفي بمجرد الإدانة والاستنكار لعدوان [صهيوني] بشع على عاصمة عربية كبرى، وها نحن نشعر بالانكسار أمام مسارعة الدول العربية لتلبية طلبات، بل أوامر السيد الأمريكي، بتجميد حسابات حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتجفيف منابع الخير التي تمد الشعب الفلسطيني وأرامله وأيتامه ببعض العون والمساعدة عبر الجمعيات الخيرية، التي تتعرض لأبشع حملة أمريكية صهيونية عربية للقضاء عليها، خاصةً في السعودية، حيث كان الهدف واضحًا في حرب النصر العظيم في (رمضان- أكتوبر) ومواجهة العدوان، وإنهاء الاحتلال، وجلجلة القضية الفلسطينية؛ فما هو هدفنا اليوم؟ لا رَخَاء حققنا، ولا سلامَ أنجزنا، ولا تنميةَ في الواقع، ولا ديمقراطية حقيقية للشعب!

أين ضاعت ثمرات جهد وعرق الجنود الأبطال؟! ولماذا بددها حكامنا وساستنا الأشاوس على مغامرات فاشلة؟! وهل بمقدورنا أن نسترجع من جديد عوامل النصر التي تعود جميعًا إلى العقيدة الإسلامية الصحيحة التي تأمر بالثقة بالله، والوحدة والترابط، والتخطيط للأعداء؟! نعم، سيكون ذلك بإذن الله.

المصدر