الظواهري وحماس : قطيعة أم مجرد خلاف في الرأي ؟
بقلم : " الحرية"
التسجيل الصوتي للدكتور أيمن الظواهري، والذي بثته «الجزيرة» الفضائية يوم 11/3/2007، أثار انتباه المراقبين، المختصين منهم بشأن الحركات السياسية الإسلامية.
فقد شن الظواهري، في كلمته المسجلة هجوماً لاذعاً ضد حركة حماس، على خلفية توقيعها اتفاق مكة مع حركة فتح، وبرعاية سعودية، واتهمها بالخضوع للاستسلام لموافقتها على الاتفاق المذكور، كذلك اتهمها «بتسليم معظم فلسطين لليهود وبيع القضية الفلسطينية وقبلها بيع التحاكم بالشريعة للاحتفاظ برئاسة الحكومة الفلسطينية وثلث أعضائها».
وحسب الظواهري، فإن حماس بتوقيعها على اتفاق مكة «اعتدت على حقوق الأمة» وتراجعت عنها عبر قبولها باحترام قرارات الشرعية الدولية مما قال: «يؤسفني أن أواجه الأمة بالحقيقة المؤلمة فأقول عظّم الله أجرنا في قيادة حماس فقد سقطت في مستنقع الاستسلام لإسرائيل».
قال الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» إنه «في زمن الصفقة تسلم قيادة حماس لليهود معظم فلسطين».
واعتبر ذلك لحاقاً بقطار السادات الذي كان أبرم اتفاق كامب ديفيد مع إسرائيل عام 1979.
وتهكم الظواهري على الحكومة الفلسطينية، ووصفها بالمهزلة مشيراً إلى أنه لا يسمح لأعضاء هذه الحكومة «المنقسمة بين الضفة والقطاع» بالتنقل الحر أو حتى لا يسمح لرئيسها إسماعيل هنية بالتنقل أو حتى بالدخول والخروج عبر معبر رفح إلا بعد أخذ الإذن من إسرائيل ومصر، مستشهداً بحادثة جلوس هنية «على الرصيف في جو بارد» وهو عائد إلى القطاع بعد جولة خارجية.
المراقبون لاحظوا أن ردود قيادة حماس على موقف الظواهري تفاوتت في مستوى حدتها.
فأسامة حمدان، ممثل حماس في لبنان، تهكم على خطاب الظواهري، وقال «عظم الله أجر الأمة عندما يصل المستوى إلى هذا الخطاب».
ورفض حمدان اتهامات الظواهري لحماس، مؤكداً أنها لم تتنازل عن الثوابت وحقوق الأمة ـ على حد قوله ـ وقال إن اتفاق مكة الذي انتقده الظواهري «حظي بدعم وتأييد كبار العلماء المسلمين، كما نصح الظواهري بعدم الانسياق وراء الأخبار هنا وهناك.
وأوضح أن حركته «لا تقبل الانتقاد ممن ليس مطلعاً على الوضع لأن شهادته مجروحة» في غمز واضح من قناة الظواهري وجهله بتفاصيل القضية الفلسطينية حسب تفسير حماس.
الموقع الإلكتروني الخاص بحركة حماس، نشر في 12/3/2007، رداً مطولاً على الظواهري، أكد فيه أن حماس لم تتنازل عن ثوابتها، وعن حق الأمة في فلسطين، ومما جاء في البيان «نفهم نحن في حركة حماس الاختلاف في الرأي والاجتهاد في الموقف مع أي من كان في اتفاق هنا أو اتفاق هناك، حول قضية اتفاق مكة مثلاً أو غيره، أما أن تلقى التهم على عواهنها وتوجه الافتراءات والاتهامات بغير وجه حق فهذا غير مقبول، ونقول للدكتور الظواهري على رسلك ليس هكذا تورد الإبل، وأهل مكة أدرى بشعابها».
وأضاف البيان: «ترى حركة حماس أن تصريحات الظواهري الأخيرة جانبها الصواب ولم تكن في محلها، هي مزاودة مرفوضة.
فالمقاومة هي استراتيجيتنا.
أما كيف؟ ومتى تكون؟ فهذا يعود لتقديراتنا ونحن نقدر الأمور وفقاً لواقع الحال، وأكثر دراية بما يحيط بنا من ظروف وأحوال، ونتعامل معها، وفقاً لما يخدم مصالح شعبنا الفلسطيني».
واتهمت حماس الظواهري بالافتقاد إلى اللباقة حين قالت: «إن حماس تؤكد على أن الاختلاف أمر مقبول حين يكون في حدود اللباقة ولكن المرفوض هو هذا الانزلاق في التعبير عن المواقف واتهام الآخرين بما لا يليق ولا يخدم مصلحة الإسلام المسلمين».
كما اتهمته بفقدان الذاكرة، وبالإصابة بالغشاوة على عيونه حين قالت «هذا نرفعه قولاً وعملاً ونقوله في هذا المقام من باب التذكير ونزيل به بعض الغشاوة التي اعترت بعض العيون».
وكان الدكتور الظواهري قد طالب حماس في رسالة سابقة بالخروج من السلطة والعودة إلى المقاومة.
غير أن اللافت للنظر أن قيادة حماس في لبنان أصدرت بياناً أكثر حدة عندما اتهمت فيه بعض أتباع الظواهري بالاعتداء على كوادر حماس في المخيمات.
فقد حملت بعض صحف بيروت («السفير» في14/3/2007) خبراً قالت فيه إن حماس نددت بشدة بالتهجمات الأخيرة «للمدعو أيمن الظواهري» عليها، مذكرة إياه بأن تنظيمه «ولد من رحم الفلسطيني المجاهد الشهيد عبد الله عزام الذي اغتيل من قبل أشباه الظواهري الذين يدعون الإسلام والجهاد وهم من هذا وذاك براء».
وأضاف الخبر يقول إن الحركة قالت إنها ما كانت لتتطرق إلى تصريحات الظواهري «لولا تعرض بعض مجاهدي حركتنا في المخيمات للتنكيل من قبل عناصر القاعدة الذين ينتشرون تحت مسميات وأسماء مختلفة مثل جند الشام أو عصبة الأنصار أو غيرها ويتلقون المال والتعليمات من الظواهري وصبيانه».
وختمت بأن سيف القذع الذي خرج من جعبته لن يغمد بعد الآن، وسوف يقطع بإذن الله رأس كل من تسول له نفسه التهديد أو التطاول أو التعرض لأي من مجاهدي حركتنا في المخيمات».
- المصدر :الظواهري وحماس : قطيعة أم مجرد خلاف في الرأي ؟موقع:المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات