الطريقة (الكُوزية) في التعامل مع الإصلاحين
يجب أن نَدعُوَ الله أن يحفظ هذا البلد أردنياً عربياً قومياً مسلماً من شرور الجهلة، حتى لو كانوا أصدقاء في الظاهر ومن النفعيين حتى وإن تدثروا بثياب المواطنة والحرص على النظام، ومن كتبة التدخل السريع والذين هم ذخيرةٌ للفتنة وإذكاءٌ لنار الخلافات بين الناس، فهم يتمكنون من هجاء الحدث الواحد هجاء مقذعاً ومدحه مدحاً مسرفاً في وقت واحد، وبإمكانهم إدارة بنادقهم من الكتف الأيمن إلى الأيسر خلال ساعات، وهكذا العباقرة العظام، يبكون ويضحكون خلال لحظات!!
الطريقة (الكُوزية) في معالجة الواقع الأردني والتعامل مع الأصوات الوطنية الصادقة والمبصرة والحريصة على الأردن وعلى مواطنيه ورفعتهم واستقرارهم ونهوضهم بأسلوب بدائي جداً من الشتيمة والاتهام حتى ونحن في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، ونحن في ظل نهوض عربي شعبي في الشرق والغرب، وحيث لم يبق في الأرض دول تحكم بأنظمة شمولية أو فردية إلا البلاد العربية وحدها فقط التي استفزت شبابها خاصة فثاروا على الظلم والكبت.
عندما تكون حرية التفكير والتعبير خاضعة لإجازة من (الكوزيين) وتحت مطرقة تصنيفاتهم ومقاييسهم المقدسة يكون الأردن في خطر حقيقي.
ولو بقي الأمر على (الكوزي) ممثل الأمة لكان يسيراً، لكن الكوزي أصبح رمزاً لسياسيين وصحفيين ومسؤولين رسميين هم بمستوى ثقافته وطرحه السياسي!! فقد تعززت بتسيير مسيرة قيل أنها ستكون مليونية فلم تكن مليونية إلا بحجم شتائمها لأحرار الأردن والتغطية الرسمية لها.
ويراد للكوزي هذا أن يقابل البوعزيزي (بلا تشبيه) كما تشبه ديمقراطيتنا ديمقراطية فرنسا، فإن كانت تونس قد أنجبت البوعزيزي ليكون رمزاً للتحرر والثورة، (فالكوزي) ومن جاء بعده ومن سبقه من أزلام البلطجة الجسدية والبلطجة الفكرية يشكلون عنصر شد عكسي، ولا فرق بين الأمي أميّة حرف أو أمية فكر ووعي، فلا لزوم للثقافة ولا للنضج الفكري عند هذا الحزب الكوزي الآخذ بالتشكل زمن اليقظات والثورات العربية الشعبية التي تجتاح المنطقة وتؤثر على كل ذي حس بالعزة والكرامة وتستثني متبلدي الإحساس ولا تؤثر بهم لأنها لا تعنيهم، والذين لهم عيون لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها ولهم قلوب لا يعقلون بها، أو هم خارج التاريخ وعياً وفهماً.
المطالبة بالملكية الدستورية ليست نبتا شيطانياً ولا متسرعاً ولا خيالياً، فأرقى دول العالم تحافظ على ملكيتها ملكية بما يتناسب مع ثقافة العصر، وتتواءم مع الحاكمية الرشيدة والتقدم الإنساني وتحافظ على حضارتها.
كيف لو علم هؤلاء أنهم يدفعون الناس دفعا لرفع تكاليف الإصلاح بهذا الأسلوب الكوزي الذي استخدموه عند كل منعطف ولم يغنِ عنهم شيئا.
صحيح أنّ الناس أعداءٌ لما جهلوا، لكن المتصدي لمناقشة القضايا العامة لا يعذر بجهله، فهناك مصالح وطنية عليا معلومة من المواطنة بالضرورة كما يقولون.
وبدلاً من أن ينخرطوا في مشروع تسريع الإصلاحات الدستورية الجذرية والاقتراب من نبض الشارع الحقيقي المعافى من الرشاوى والمطامع والأعطيات والخوف وانتظار هواتف التوظيف والمناصب والترقية واللجان، جلسوا على طريق الإصلاح لعرقلته.
وأحب أن أنصح هؤلاء وأقول لهم أعطوا الطريق حقها إن بضاعتكم كاسدة، ولن تجد سوقاً ولا قبولاً، فقد غدا صاحب القرار يعلم خزعبلاتكم ومخادعاتكم، لأنه الأحوج إلى معرفة الحقائق والمصارحة بعيداً عن مغالطاتكم في القراءة، وربما لا تعنيه المزيد من لافتاتكم ومسيراتكم التي يعرف حقيقتها.
هل بمقدور الأقلام المرتجفة أن تكف عن الأردن خطراً أو تحفظ له استقراراً أمام العواصف، وهل هكذا يُحمى الأردن؟
في ظني أن طريق الوصولية السابق بمهاجمة الرأي الآخر والمعارضة الجادة لم يُعد سالكاً، فلا تتعبوا أنفسكم فقد أصبح الأمر مكشوفاً.
ونحن لا نخشى على الفكرة الوطنية المتقدمة وعلى الشخصيات الوطنية من الشتائم والهجاء والتشويه، وحتى من استخدام القوة ضدها مهما تنوعت، بل ربما تقويها هذه الأساليب وتعمقها وتجلب الذين لديهم الاستعداد لمناقشتها بغض النظر عن موافقتها أو مخالفتها.
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود
إن الطريقة الكوزية بالشتائم (المرخصة) في الإعلام الرسمي الممول من جبوب المواطنين جميعاً والمسيرات المصنوعة والمقالات الجاهزة، ومن على منبر الأمة الذي اغتصبه البعض دون وجه حق، طريقة لا تستحق الرد على ما فيها من سفاهة وصفاقة، لكنها إن أضيفت إلى (البلطجة) في منهج مسيرة الحسيني.
والبلطجة الفكرية التي يمارسها البعض مستخدمين منابر رسمية، وهي أكثر اعتداء على حرية المواطن من بلطجة العصي (والبغال والجمال).
إن تجريم مشروع الملكية الدستورية وشيطنة المنادين بها، واستنهاض كل وسائل الجمود وأساليبه والتصدي لمنع الإفادة من التجربة الإنسانية هو الجريمة بحد ذاتها بحق الوطن، وهو الإساءة الحقيقية له، وسيصب في خانة تراكم الاحتقانات والسلبيات والخطايا الكبرى التي تنذر بشر مستطير.
إنّ إنكار الحقائق وقراءة الوقائع بالمقلوب منهج لم يُغنِ شيئاً عن أصحابه، وهو منهج ابن علي ومبارك، والقذافي، يكذب جهاراً نهاراً، ويتحرى الكذب ليكتب عند الله كذاباً، ولم ولن يصدقه أحد.
من كان عاجزاً أو قاصراً عن فعل خير لوطنه من أجل تقدمه واستقراره وتجنيبه العواصف والعاديات، فليصمت ولا يعق من يضحون لأجل شعوبهم وأوطانهم وليسلموا من لسانه وقلمه وكسله وعجزه.
عندما تكون الأمة بلا طموح فهي متآكلة ومنتهية، ومن يقبل لأمته هذا الحال فهو غَاش لها مقصر بحقها، ويردد: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ).
يجهد بعض الناس أنفسهم ليثبتوا أن الإصلاح جريمة وخطيئة ويجب التحذير منه، وعندها سيكون الأردن في خطر شديد لو تمكن هذا المنهج المخبول وكان هو العلاج، إن الذين لا يريدون للشعب أن يحكم نفسه ويرسي قيم العدل والحرية.
والذين لا يريدون تفكيك منظومة الفساد والاستبداد حتى لا تنكشف ظهورهم، عليهم أن لا يتدثروا بدعوى الحرص على الأوطان، فدعواهم مكشوفة لكل ذي عينين، ولهم أشباه في دول عربية تحررت انكشف أمرهم، لا شك أن بعضهم لا يرى العمال والمعلمين والمتقاعدين والمزارعين والصحفيين والإعلاميين وشباب الجامعات وعمال الموانئ والنقابات والأحزاب والشباب والفساد والمفسدين والتلاعب بمقدرات الدولة وواجهات العشائر والمديونية وشكاوى مسؤولين كبار في الدولة وحال مجلس النواب والحكومات...
كل هذا والدنيا بخير، وسمن على عسل (وقمر وربيع).
حفظ الوطن ونَهْضة الشعب واستقراره بحاجة لمنهج الإصلاحيين بعيداً عن المجاملات والتردد والانتقائية والخوف من الأوهام ومعرقلات الإصلاح التقليدية المدعاة.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت"
المصدر
- مقال:الطريقة (الكُوزية) في التعامل مع الإصلاحينجماعة الإخوان المسلمين- الأردن
Locally Advanced Breast Cancer..., http://www.facebook.com/notes/healthy-diet-products/smart-barleans-organic-oils-extra-virgin-coconut-oil-16-ounce-jar-price/210931995653191?ref=nf Barlean's Organic Oils Extra Virgin Coconut Oil, 16-Ounce Jar, 859618, http://www.facebook.com/notes/healthy-diet-products/today-chia-seeds-3-pound-chemical-free-coupon/210929392320118?ref=nf Chia Seeds 3 Pound (Chemical Free), ukaoxn,