الصحافة التركية : "ضعف السيسي وراء سعي الإمارات لاستعادة العلاقة مع أنقره"

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الصحافة التركية : "ضعف السيسي وراء سعي الإمارات لاستعادة العلاقة مع أنقره"


ضعف السيسي.jpg

نافذة مصر - إسطنبول : محمد ناجي

( الجمعة, 29 أبريل 2016)


قالت الصحافة التركية، في معرض تحليلها لزيارة وزير الخارجية التركي للإمارات العربية المتحدة جاء لرغبة الأخيرة لتحسين العلاقة مع تركيا بعد الفتور الذي أصابها منذ دعم أبو ظبي للانقلاب في مصر، ووقوف النظام التركي إلى جانب الشرعية المنتخبة المتمثلة في الرئيس محمد مرسي.

وبحسب الصحف التركية ، فقد رأى محللون ومراقبون، أن من أسباب التقارب بين تركيا والإمارات العربية المتحدة، شعور الإمارات بضعف عبد الفتاح السيسي الذي دعمته منذ وصوله للحكم، فيما أشار البعض إلى وجود جهود سعودية لتحسين العلاقات بين دول المنطقة.

يأتي ذلك على خلفية زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي لاقت اهتماماً تركيا وعربياً على حد سواء، خاصة وأنها تأتي في وقت وصلت فيه العلاقات بين البلدين إلى أسوأ أحوالها بعد الاختلاف بين حكومات البلدين حول عدة قضايا هامة وعلى رأسها مصر وسوريا وليبيا.

وقالت صحيفة "هافنجتون بوست" إن زيارة جاويش أوغلو إلى أبوظبي جاءت عقب زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى كل من مصر وتركيا مما أثار أقوالاً عديدة حول الدور السعودي في تقارب البلدين.

وردا على ذلك قال قال مدير موقع "ديلي صباح" في أنقرة علي أونال، قوله إن زيارة جاووش أوغلو كانت مقررة في شهر فبراير الماضي، لكن تم تأجيلها حتى أبريل الجاري مما يعني أن التحدث عن دور كبير للسعودية خلال زيارة العاهل السعودي لتركيا غير دقيق تماماً.

ويفسّر أونال أسباب التقارب الآن، بأن الإمارات بدأت تشعر مثل الكثير من الدول الأخرى بضعف السيسي الذي دعمته منذ وصوله للحكم وذلك بخلاف تركيا التي قاطعته باعتباره وصل لسدّة الحكم بانقلابٍ عسكري.

ويرى أونال، إنه كان على الإمارات أن تستعيد حليفها القوي في المنطقة وهو تركيا مقابل ضعف السيسي بشكلٍ كبير واقتراب نهاية فترة حكمه حسب قراءات لمحللين عرب وغربيين على حد سواء.

من جانبه، أوضح مدير "منتدى الشرق" ومقرّه إسطنبول، غالب دالاي، أن السعودية تسعى إلى تحسين العلاقات بين دول المنطقة بشكلٍ عام بسبب التهديد الإيراني وتوتر العلاقات بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية، حيث ترى أن واشنطن حسّنت علاقاتها مع طهران على حساب علاقاتها مع الرياض.

ومن هذا المنطلق ترغب الإمارات في عودة علاقاتها الجيدة مع تركيا باعتبارها قوةً إقليمية وحليفاً استراتيجياً مقابل فوز تركيا باستثمارات خليجية جديدة تدعم اقتصادها.

فيما رأى دالاي أن هذه المبادرة بين تركيا والإمارات تأتي في إطار سعي تركيا لتحسين علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، وهي اتفاق مبدئي بين البلدين على احترام اختلاف وجهة النظر بينهما، أي أن أهم ملفات الخلاف مثل الملف المصري والسوري، مازالت قائمة إلا أن ذلك لا يعني القطيعة بين البلدين، ولا يمكن توقع تغيير سريع وتأثير مباشر لهذه الزيارة على الملفات الساخنة في المنطقة.

وتوقّع دالاي بتحسن لهجة خطاب الإعلام في الإمارات تجاه تركيا حتى ولو قليلاً وذلك بالمقارنة مع الهجوم الذي كانت تشنّه تلك القنوات تجاه الحكومة التركية في الفترة القريبة.

من جهة أخرى، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي التركي، محمد زاهد جول، في مقال له بعنوان "تركيا والإمارات والتوازن الاقليمي والدولي"، نشره "المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية"، أن توقيع تركيا لاتفاقيات تعاون استراتيجي مع الحكومة القطرية في أواخر عام 2015 اولاً، وتوقيع اتفاقية مجلس تعاون استراتيجي بين تركيا والسعودية في 2016 ثانياً، وتحسن العلاقات التركية الكويتية والبحرينية ثالثاً، من العوامل التي تدفع كلا الحكومتين الإماراتية والتركية إلى تجديد التواصل بينهما، ومحاولة نزع أسباب الاختلاف بينهما، وبناء علاقات سياسية واقتصادية متينة أيضا، بغض النظر عن نقاط الاختلاف الأخرى، أو بتحيدها.

وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال في تصريحات للصحفيين عقب مغادرته لأبوظبي التي زارها تلبية لدعوة نظيره عبدالله بن زيد آل نهيان، الاثنين الماضي، إن الزيارة تعد بمثابة نقطة تحول للعلاقات بين تركيا والإمارات العربية المتحدة، مضيفًا "يمكنني القول بأننا فتحنا صفحة جديدة".

المصدر