الشيخ وجدي غنيم: من السجن المصري إلى الأمريكي!!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الشيخ وجدي غنيم: من السجن المصري إلى الأمريكي!!

[13-12-2004]

مقدمه

لا يستبعد المراقبون أن يكون اعتقال السلطات الأمريكية الداعية المصري الشيخ وجدي غنيم- المقيم في ولاية كاليفورنيا منذ أربع سنوات- قد تمَّ بطلب من السلطات المصرية خاصةً أن هناك تعاونًا ملحوظًا بين البلدين فيما يتعلق بالأمور الأمنية عامة، وما يخص الإسلاميين بشكل خاص.

وُلد الشيخ وجدي غنيم في محافظة سوهاج بصعيد مصر في 8/2/1951م، وتعلم في مدينة الإسكندرية، وبدأ حياته مغرمًا بالموسيقى والحفلات، ثم مَنَّ الله عليه بالهداية فالتزم وانتظم واستقام حاله، وتعلق قلبه بالقرآن، فحفظه وأجاده، ثم انطلق داعيًا إلى الله، فطاف محافظات مصر جميعها، حتى أُطلق عليه "كشك إسكندرية" لتشابهه في أسلوب النقد الساخر، مع الداعية الكبير الشيخ عبدالحميد كشك- يرحمه الله.

حصل على بكالوريوس التجارة ثمَّ على إجازة حفص من معهد القراءات الأزهري، ثم على عالية القراءات من معهد القراءات الأزهري، ثم على دبلوم عالي في الدراسات الإسلامية من كلية الدراسات الإسلامية بالقاهرة، والآن يعكف على إعداد رسالة الماجستير من الجامعة الأمريكية المفتوحة بأمريكا.

أحب- الشيخ وجدي- السيرة النبوية، وكان شغوفًا بحياة الصحابة وغزوات الرسول، وعند بلوغه الخامسة والثلاثين قرر أن يتخصص في دراسة السيرة، فقرأ كل ما كُتب فيها باللغة العربية وألمَّ بها من كل جوانبها، حتى صار مرجعًا يُعتمد عليه، فقد منَّ الله عليه بذاكرة حديدية، فهو يحفظ متونها وأحداثها وشخوصها وتواريخها عن ظهر قلب.


السلوكيات والجاذبية

غنيم مشهور لدى جيل الثمانينيات خاصة، نتيجة السلسلة الصوتية التي أصدرها ووُزعت على نطاق واسع والمشهورة بالسلوكيات، والتي تناول فيها سلوك المسلم خلال حركته في المجتمع (الزيارة، الفرح، الجنازة..إلخ) وخلال عمله الحياتي (سلوك الضابط، المدرس، الطالب، الطبيب، الموظف المسلم...إلخ) وتعددت من بعدها سلاسل شرائطه عن غزوات الرسول والسيرة النبوية.

ومعروف عن الشيخ وجدي شدة نقده للأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر، مما عرضه للاعتقال المتكرر منذ العام 1981م، وحتى 2001م موعد مغادرته لأمريكا، وكان قد تعرض من قبل للاعتقال في كندا أثناء زيارته بدعوة من عدد من المراكز الإسلامية هناك ولكن لمدة يوم واحد!!

اتصف- الشيخ وجدي- بالفكاهة ورُوح الدعابة، وخفة الظل، فهو يمتلك قلوب مستمعيه من أول لحظة، ويجيد تبسيط وتوصيل المعلومة، وقد ذاع صيته في مصر والدول العربية، فزار العديد من دول العالم العربي والغربي داعيًا إلى الله، وترشح لمجلس الشعب ففاز بالأصوات ولم يحصل على المقعد!!- على حدِّ تعبيره- وقد ضُيق عليه في مصر واعتقل ثماني مرات، ومُنع من السفر مثلها، فقرر الخروج من مصر منذ أربع سنوات للبحث عن مكان آخر يبلغ فيه دعوة الله، فاستقرَّ به الحال في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة في مجال الدعوة الإسلامية.


حوار شامل

نشر موقع "المسلم" السعودي حوارًا مع الشيخ قبيل اعتقاله، واستهله غنيم حديثه عن سبب مغادرته مصر واستقراره بأمريكا قائلاً: غادرت مصر بسبب التضييق الشديد الذي تمارسه السلطات في مصر ضدي، فقد حيل بيني وبين تبليغ دعوة الله، كما أنه تمَّ اعتقالي ثماني مرات، بداية من عام 1981م وحتى عام 1997م، ومنعت من السفر لبعض الدول العربية والأوربية ثماني مرات أيضًا، في 5 مرات منهم أنزلوني من على سلم الطائرة، بعدما شحنوا حقائبي!!

فسافرت إلى أمريكا في عام 2001م، وبالتحديد في 9/9/2001م، أي قبل أحداث 11 سبتمبر بيومين اثنين، ولم يكن يدور في خلدي أبدًا أن أستقر بعيدًا عن مصر وبالذات في أمريكا، ولكن هذا قدُر الله.

  • ما أشكال التضييق التي تتعرض لها جرَّاء دورك الدعوي سواء في البلاد العربية أم الغربية؟
في مصر كنت أتعرض للتضييق الدائم، بمنعي من إلقاء المحاضرات والخطب والدروس، وكذا اعتقالي دون سبب، فقد اعتقلت كما أسلفت ثماني مرات، ولفترات طويلة، وعندما رشحت نفسي لمجلس الشعب (البرلمان) زوَّروا الانتخابات، واعتقلوا كل مَن كانوا حولي، أما هنا في أمريكا فأنا أتحرك في قارة بأكملها، وأركب طيرانًا كل أسبوع، متنقلاً بين ولاياتها المختلفة، أخطب الجمعة وألقي الدروس والمحاضرات بالمساجد والمعسكرات والمراكز الإسلامية، فلا أحد يمنعني من السفر ولا الكلام، وأُشهد الله أنني- حتى الآن- لم يتعرض لي أحد بسوء، ولم يمنعني أحد من الكلام أولاً من التحرك داخل قارة أمريكا الشمالية بأكملها.
وعن فرص العودة إلى مصر ينفي غنيم عدم استقراره المستمر في أمريكا قائلاً: أنا لم أقل ذلك، كل ما في الأمر أنني هنا أجد الفرصة سانحة للدعوة إلى الله دون مضايقات أو اعتقالات، وأتنقل من مسجد إلى مسجد ، ومن ولاية إلى ولاية، فهل أترك كل هذا الخير، وأرجع لأُسجن في مصر؟!، لو أن هذا في مصلحة الدعوة سأعود غدًا على أول طائرة!
أنا عندما كنت في مصر كانوا واضعين أمام بيتي سيارتين للأمن، وكلما تحركت من بيتي سارت السيارتان خلفي.. وعندما كنت في سجن القناطر الخيرية كانوا واضعين حراسة مشددة علينا، فكنا نقول للحرس: لماذا كل هذا؟ فكانوا يردون علينا قائلين: احمدوا ربنا الحراسة الشديدة لا توضع إلا على الشخصيات المهمة جدًا!
وفي رده على سؤال حول رؤيته لأحوال الإسلام والمسلمين قال: أود أن أقول للمسلمين في العالم كله: إن الإسلام يُحارب في بلاده، وإن الاتجاه في العالم العربي هو لعلمنته كله لـ"علمنة الدول"، وأقول لحكام العرب: لماذا تسمعون كلام بوش؟، لماذا تغلقون المساجد في وجوه الشباب؟، لماذا توحدون الأذان تمهيدًا لمنعه؟، لماذا تمنعون الاعتكاف في بيوت الله؟، لماذا تمنعون الخطباء من قول الحق للناس؟، لماذا تمنعون المذيعات المحجبات من الظهور على الشاشة؟، لماذا تمنعون الإسلاميين من الوصول للبرلمان؟، لماذا تمنعون الشباب من ممارسة السياسة في الجامعات؟، لماذا.... لماذا.... إلخ، وأننا نطالب بإعطاء "الأقليات الإسلامية" في بلاد العرب والمسلمين حقوقهم ومساواتهم بعامة المواطنين وألا يُعاملوا على أنهم مواطنين من الدرجة الثانية.


من فوق جبل

عن صورة مصر والعرب في أمريكا يوضح غنيم: نحن هنا في أمريكا مثل الواقف فوق جبل عالٍ، نرى كل شيء كنا لا نراه ونحن في مصر، المسئولون في أمريكا يصرحون لوسائل الإعلام بأن أمريكا استعانت بخبراء مصريين متخصصين في التعذيب لنزع الاعترافات من سجناء جوانتانامو!

(الرئيس الأمريكي الأسبق) بيل كلينتون قال في تصريح له: "حكام العرب الذين جاءوا لزيارة مريكا كانوا يسألونني: ماذا تريد منا؟، ولم يقل لي أحدهم مرة: نحن نريد كذا وكذا".

ويحكي قصة بسيطة لكن لها مغزى ودلالة: "ذات مرة جاءتني صحفية أمريكية لتجري معي حوارًا صحفيًا، وطبعًا لم تكن محجبة، فرفضتُ حتى ترتدي حجابًا، فارتدت الحجابَ وعادت واعتذرت لي)، فهم يحترموننا طالما كنا نحترم أنفسنا وإذا أهنا أنفسنا أهانونا!

وأردف أنا أحب بلدي مصر وأحب وطني العربي كله، وأنا في أمريكا أتعجب مما أراه، وأقول: لماذا نحن في العالم العربي محرومون من كل هذا الخير؟!، هنا بأمريكا عندما يعبر الشارع كلب كلب!! الإشارة تقف من أجله والسيارات تنتظره ليمر!!

وعن مسلمي أمريكا، وهل استطاعوا على كثرتهم أن يشكلوا "لوبي إسلامي" بأمريكا ليكونوا أكثر تأثيرًا على غرار اللوبي الصهيوني؟ يقول: للأسف الشديد، أقولها والغصة في حلقي، معظم المسلمين في أمريكا يسعون لمصالحهم الشخصية ومكاسبهم الفردية فقط، فكل واحد منهم يجري وراء المكاسب، والوظيفة وجمع المال.

وأكبر مشكلة بالنسبة للمسلمين في أمريكا أنهم ليس لهم قائد أو زعيم أو مسئول يُعبر عنهم ويتكلم باسمهم، ويطالب بحقوقهم، وهناك الكثير منهم كانوا ينافقون بوش ليحصدوا المنافع.

المصدر