الشيخ فيصل مولوي : قيمة لبنانية وعربية وإسلامية
تعرفت الى الشيخ فيصل في الزمن اللبناني الوعر: اغتيالات لرجالات الوطن ومثقفيه، عدوان إسرائيلي همجي، انقسامات حتى حول البديهيات، اتهامات واتهامات مضادة، ببساطة كان زمن التشظي في جسد الوطن وروحه.
ورقة صغيرة تصل إلى بيتي من حين إلى آخر لتحديد موعد للقاء.
«انقل للأستاذ وليد هذه الفكرة»
«يجب ان نخرج من هذه الحلقة المفرغة والقاتلة».
في الغرفة المتواضعة بجانب مكتبه كان يطلق العنان لعقله الرحب في البحث عن الحلول واجتراح المبادرات لاخراج الوطن وأهله من الانقسامات ومن الخنادق التي توزعنا عليها، فغدت عميقة ومحكمة الى حد استعصى على جلنا الخروج منها وعليها.
كل الأفكار تقود دائماً الى فلسطين التي كانت بالنسبة إليه على مرمى القلب والعقل فالانقسام اللبناني كما الفلسطيني خنجر نهديه للعدو الإسرائيلي ولكل المتربصين شراً خلف الأبواب.
متقشف في كل شيء إلا في البحث عن الحلول ومعادٍ دون هوادة لثقافة القطيعة والأبواب الموصدة.
رحل الشيخ فيصل بعقله الصافي، الهادئ، الرصين، المنفتح والمتسامح، وكان له كبير عزاء انه شهد المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، التي طالما دعا إليها وعمل لأجلها، تنطلق قبل رحيله.
كان الشيخ فيصل قيمة وطنية وعربية وإسلامية وهذا هو الإرث الذي نحتاج الى استلهامه واستحضاره اليوم في حياتنا الوطنية لكي تتحقق المصالحة اللبنانية الشاملة التي طالما جاهد لأجلها بعقله وعلمه وعمله.
المصدر
- مقال:الشيخ فيصل مولوي : قيمة لبنانية وعربية وإسلاميةموقع: الجماعة الإسلامية فى لبنان