الشيخ رائد صلاح: تصريحات شارون كانت سببًا في تمديد اعتقالنا..
من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
[31-10-2004]
محتويات
مقدمه
لن يطول الزمن حتى نجتمع بكم ونصلِّي سويًا في المسجد الأقصى
احتمال وقوع حربٍ أهليَّة في الشعب اليهودي متوقَّعة في كلِّ لحظة
مضى على اعتقال "رهائن الأقصى" الشيخ رائد صلاح- رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني-والدكتور سليمان- رئيس بلدية أم الفحم سابقًا- والإخوة محمود أبو سمرة، وتوفيق عبد اللطيف، وناصر خالد.. سنة ونصف السنة، وكان آخر ما قضت به المحكمة العليا الصهيونيَّة قبل حلول شهر رمضان بيومين، تمديد اعتقالهم لثلاثة أشهر أخرى، وكان لموقع (المركز الفلسطيني للإعلام) هذا اللقاء مع فضيلة الشيخ رائد صلاح بمناسبة شهر رمضان المبارك:
نص الحوار

- للمرة الثالثة على التوالي تُمدِّد المحكمة الصهيونيَّة اعتقالكم الظالم.. كيف تنظرون إلى هذا التمديد؟
- إن تمديد اعتقالنا للمرة الثالثة يعتبر وصمةَ عارٍ في جبين الحكومة الصهيونية، وهو شاهدٌ ساطع على أن المؤسسة الصهيونية بدأت تتَّجه نحو "تسييس" المحاكم وقراراتها؛ بهدف التحكُّم بنوعية القرار في القضايا الأمنية خاصةً!! لماذا أقول ذلك؟! لأن من حضر جلسة المحكمة العليا التي نظرت في طلب النيابة من أجل تمديد اعتقالنا للمرَّة الثالثة خرج بانطباعٍ أن المحكمة سترفض طلب التمديد!! لا بل إن النيابة كان لديها هذا الشعور.
- ولقد قال بعضٌ من طاقم النيابة لأحد محامينا إنه لديه شعور أن المحكمة سترفض طلب التمديد!! ولكن الذي حدث- كما يعلم الجميع- أن المحكمة أصدرت قرارها بعد مضيِّ ثلاثة أسابيع ومدَّدت اعتقالنا!! لماذا؟! وفق قناعتي أنها تأثَّرت من تصريحٍ كاذبٍ لشارون قاله في نفس اليوم الذي عُقِدت فيه جلسة طلب التمديد، ثم عاد وقاله قبل صدور قرار التمديد بيومين، ومفاد هذا التصريح الكاذب أن إيران تعمل على تجنيد عملاء لها من فلسطين (48) عن طريق الحركة الإسلامية، ووفق قناعتي هذا ما شكَّل ضغطًا على القاضي ودفعه أن يقرِّر تمديد اعتقالنا لمدة استثنائية ثالثة.
- ونحن في شهر رمضان كيف تقضون أيامَكم ولياليَكم في رمضان؟
- نجتهد- بحمد الله تعالى- أن نستيقظ الساعة الثالثة فجرًا؛ حيث نتناول السحور، ثم نصلِّي ما شاء الله تعالى، وقبيل طلوع الفجر الصادق نصلِّي صلاة الوتر، ثم نصلِّي صلاة الفجر، وبعد الصلاة مباشرةً نقرأ المأثورات- الوظيفة الصغرى- ثم ننام حتى الساعة الثامنة صباحًا ويزيد، ثم نستيقظ ونصلِّي صلاة الضحى، ثم نباشر قراءة القرآن، ومنَّا من يقرأ خمسة أجزاء كلَّ يوم، ومنَّا من يقرأ أكثر، وخلال هذه القراءة نصلِّي صلاة الظهر والعصر، وقبيل موعد الإفطار ببضع ساعات نبدأ بإعداد طعام الإفطار، وبعد تناول الإفطار وبعد أداء صلاة المغرب والعشاء نصلِّي صلاة التراويح؛ حيث نقرأ جزءًا من القرآن في هذه الصلاة كلَّ ليلة، ونسبق هذه الصلاة بقراءة المأثورات- الوظيفة الصغرى- وبعد أن نُنهي صلاة التراويح نجتهد أن نشاهد أكثر من نشرة أخبار، ثم نواصل قراءة القرآن أو المطالعة عامة أو كتابة الشعر والمقالات المختلفة، ونظلُّ على هذا الحال حتى منتصف الليل، ثم ننام استعدادًا للاستيقاظ في الساعة الثالثة فجرًا.
- وقد غُيِّبتم عن عائلاتكم وموائد الإفطار والتراويح في بيوتكم وبين أهليكم.. ما شعوركم؟ وماذا تنصحونهم؟
- أما شعورنا ونحن في المعتقل وقد غُيِّبنا عن عائلاتنا وموائد الإفطار وصلاة التراويح فنجتهد أن يكون كما قال الإمام الحسن البصري: "كلُّ يوم أطيع الله فيه فهوعندي عيد"!! نعم نجتهد أن نحوِّل كلَّ لحظة تمرُّ علينا في المعتقل طاعةً لله تعالى، وبذلك ننجح بتحويل محنة السجن إلى منحة وخلوة مع الله تعالى، وهذا ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية: "ماذا يفعل بي أعدائي، وسجني خلوة مع الله، وقتلي شهادة في سبيل الله، ونفيي سياحة؟!"!!
- ثم لماذا التبرُّم ولماذا التأفُّف والضيق ما دمنا على يقينٍ أن كلَّ شيءٍ قضاه الله علينا فهو عندنا خير، ولا شكَّ أن وجودنا في السجن هو جانبٌ مما قضاه الله علينا، فهو خيرٌ بلا أدنى شك ولا تلعثم؛ ولذلك نقول لأهلنا ناصحين: "اصبروا فإن الصبر نصف الإيمان، وألِحُّوا بالدعاء فإن الدعاء مخُّ العبادة، وانتظِروا فرج الله تعالى؛ فإن انتظار الفرج من العبادة، ولن يطول الزمن حتى نجتمع بكم ونصلِّي سويًّا في المسجد الأقصى".
- ولقد كنتم من المبادرين والمشاركين الأوائل في ترميم المصلَّى المرواني.. كيف تفنِّدون الادعاءات الصهيونيَّة حول مخاطر انهيار في المصلَّى المرواني؟
المصلى المرواني

- المؤسسة الصهيونية بدأت تدَّعي أنه قد ظهرت شقوق في المصلَّى المرواني بعد الزلزال الأخير، الذي ضرب المنطقة قبل أشهر، وهذا يشكِّل خطر انهيار المصلَّى المرواني، وعلى هذا الأساس الكاذب بدأت تحاول منع المسلمين من الصلاة في المصلَّى المرواني خوفًا على حياتهم!! وأنا شخصيًّا أقسم بالله تعالى وأنا صائم إن هذه الشقوق كانت قبل عام 1996م وهو العام الذي باشرنا فيه إعمار المصلَّى المرواني، وهذه الشقوق هي نتيجة طبيعية لتواصل الحفريات الصهيونية منذ عام 1967م تحت حرم الأقصى والتي لم تتوقَّف حتى الآن.
- ولكن هذه الشقوق لا تشكِّل خطرًا على مبنى المصلَّى المرواني، وهذا ما أكَّده وفدٌ من علماء آثار ومهندسين مصريين وأردنيين زاروا المسجد الأقصى مؤخَّرًا وفحصوا المصلَّى المرواني وهذه الشقوق ثم أعدُّوا تقريرًا يُطمئِن الجميع أنه لا يوجد أيُّ خطرٍ على مبنى المصلَّى المرواني، وهذا ما فضح كذب الادعاءات الصهيونية.
- هل تعتقدون أن بناء كنيسٍ أوهيكل مزعوم على حساب الأقصى اقترب اليهود من تحقيقه على أرض الواقع؟
- أنا شخصيًا قلقت جدًّا عندما علمت أنه تم وضع حواجز حول مساحة نحو ثلث المصلَّى المرواني؛ بهدف "منع" المسلمين "مؤقتًا" من أداء الصلاة في هذه المساحة المحاطة بالحواجز؛ بسبب أعمال الترميم وحفاظًا على سلامة المصلين- كما قالت مصادر الأوقاف- ولا يزال يشتدُّ عليَّ قلقي؛ لأنَّ أخشى ما أخشاه أن تتَّخذ هذه المساحة المحاطة بالحواجز بعد وقتٍ قريب كمكانٍ لأداء اليهود طقوسهم الدينية، وكلُّ ذلك كمقدِّمة لبناء كنيسٍ فيما بعد في رحاب حرم المسجد الأقصى.
- كيف يمكن الحفاظ اليوم على المصلَّى المرواني وقطع الطريق على المؤسسة الصهيونية؟
- بعد التوكُّل على الله تعالى لا يمكن الحفاظ على المصلَّى المرواني إلا بتبنِّي المشروع الذي طرحته الحركة الإسلامية بواسطة "مؤسسة الأقصى" و"مؤسسة مسلمات من أجل الأقصى"؛ حيث يشمل هذا المشروع مضاعفة حضور حافلات "مسيرة البيارق" يوميًا منذ طلوع الفجر وحتى صلاة التراويح إلى المسجد الأقصى، ويشمل إقامة الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان في المسجد الأقصى، ويشمل إعداد إفطارٍ للصائمين في المسجد الأقصى، ويشمل تنظيم دروسٍ للرجال والنساء بعد الظهر وبعد العصر في الصخرة المشرفة وفي المسجد الأقصى.
- كلُّ هذا النشاط لا شكَّ سينعكس بالإيجاب على الحركة الاقتصادية في القدس الشريف؛ حيث ستنشط الأسواق والمطاعم والفنادق وحركة المواصلات ومظاهر التكافل، وكلُّ هذا من شأنه أن ينتج حركة شدِّ رحالٍ ورباطًا دائمَين في القدس عامة وفي المسجد الأقصى خاصةً، وهذه الخطوات- وما يدور في فلكها- هي الكفيلة وفق قناعتي للحفاظ على المصلَّى المرواني.
- والمخاطر تزداد على المسجد الأقصى ما هي رسالتكم لدائرة الأوقاف في القدس للحفاظ على مستقبل المسجد الأقصى؟
- أقول لدائرة الأوقاف والعاملين فيها: إن الله تعالى قد استحفظكم على أُولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين، وهي أمانة ثقيلة تعجز الجبال عن حملها؛ ولذلك فعليكم أن تصبِروا في حمل هذه الأمانة الثقيلة التي هي آيةٌ في كتاب الله تعالى وجزءٌ من عقيدة كلِّ مسلم ومسلمة حتى قيام الساعة؛
- ولتعلموا أن الحياة مواقف، وأن الرجال مواقف، وأن الأوقاف مواقف.. لذلك فنسأل الله تعالى أن يعينكم على حفظ أمانة الأقصى دون تفريطٍ ولو في حجَرٍ من حجارته، ودون ميلٍ إلى مساومات عليه، ودون رضوخٍ لأيِّ ضغوطٍ من أيةِ جهة كانت؛ حيث إننا نعلم وأنتم تعلمون أن الأقصى في خطر والمؤامرات عليه كثيرة، وثوابكم على الله تعالى.
لدى الأمة الإسلامية الكثير لتقدِّمه للمسجد الأقصى
- ماذا يمكن للأمة العربية والإسلامية أن تقدِّم للحفاظ على المسجد الأقصى؟
- إن الأمة الإسلامية والعالم العربي بإمكانهما أن يقدِّموا الشيء الكثير للمسجد الأقصى، وأنا على يقينٍ أنه سيأتي اليوم الذي سيقدِّمون فيه هذا الشيء الكثير للمسجد الأقصى والذي سيكلِّل الأقصى بتاج الوقار والفخار، ولكنَّ كلَّ ذلك مشروطٌ بأن تأخذ الأمة الإسلامية والعالم العربي أخذًا صادقًا بسنة التغيير القرآنية التي يقول الله تعالى فيها: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ (الرعد:11 ).
- كيف تقيِّمون عمل لجنة المتابعة والقطرية اليوم؟ في ظلِّ "فعالياتها" الأخيرة في الذكرى الرابعة لهِبَة القدس والأقصى؟
- لا شكَّ أن لجنتي المتابعة والقطرية بإمكانهما أن تقدِّما أكثر بكثير مما هو عليه الحال الآن في قضية شهداء هبة القدس والأقصى، وكلُّ الشهداء الذين سبقوهم أو لحقوهم، وقد قلت- في مقالةٍ لي حول هذا الموضوع- إنه قد تمَّ الاتفاق على قرارات رائعة في لجنة المتابعة وفي لجنة ذوي الشهداء حول هذه القضية، ولكن المطلوب- وهو الخطوة الضرورية الأولى- أن نتعاطى مع هذه القضية تعاطيًا يوميًا، وعندها فقط سيتمُّ تطبيق كلِّ تلك القرارات، وسنباشر بتبنِّي قراراتٍ أخرى وتنفيذها.
- هل تعتقد أن شارون سيطبِّق خطة الانسحاب من غزة؟
- هذا السؤال يحتاج إلى حديثٍ طويلٍ، ولكن باختصارٍ مفيد أقول إن شارون يعمل على تحويل غزة إلى معسكر اعتقالٍ كبير يضمُّ بين حدوده أكثر من مليون معتقل فلسطيني.. كيف ذلك؟! شارون يعمل اليوم على تطويق غزة من كلِّ جهاتها بمساحة أرضٍ عازلة ما بين غزة والعالم الخارجي، وبذلك تصبح غزة جزيرةً محاصَرَةً من كلِّ الجهات، ولكن ليس بالماء، وإنما بهذه الأرض العازلة التي ستخضع لرقابة صهيونية طوال الوقت بواسطة الدوريات العسكرية الصهيونية كما ستخضع غزة لرقابة حياتها الداخلية بواسطة طيارات صهيونية بلا طيار طوال الوقت، ثم أنا على قناعة بأن المؤسسة الصهيونية وأمريكا- ومن يدور في فلكهما- قد أعدتا قيادةً فلسطينيةً وفق مقاسهما ستوسِّد لها مهمة إدارة معتقل غزة الكبير، وإنَّ أخشى ما أخشاه أن شارون سيقوم بكلِّ ذلك تحت لافتة الانسحاب من جانب واحد؛ بهدف أن يتفرَّغ لفرض وضعية مشابهة على الضفة الغربية؛ وبذلك يغلق ملف القضية الفلسطينية للأبد كما تُسوِّل له نفسه.
- وهل تتوقَّعون "حربًا أهلية" بين الشعب اليهودي على هذه الخلفية؟
- شارون بكلِّ ثمن يحاول تجنُّب دفع الشعب اليهودي إلى "حربٍ أهلية" ولكن وفق قناعتي سيفشل وسيبقى احتمال وقوع هذه الحرب الأهلية في الشعب اليهودي متوقَّعًا في كل لحظة؛ لأن العقلية اليهودية التي باتت تسيطر على الشارع اليهودي هي عقلية عنصرية عدائية صدامية لا تطيق أن تنتظر أكثر مما انتظرت حتى الآن، وقد تباشر في كل لحظةٍ لفرض بناء هيكلٍ على حساب المسجد الأقصى، وهي لا تطيق التنازل عن شبرٍ واحدٍ من أرض الضفة الغربية وقطاع غزة، بل هي ترى بنفسها أنها ما زالت متهاونةً في موقفها مع الشعب الفلسطيني؛ حيث لا تزال تسمح لهم بالعيش في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشريف..
- بل إن البعض منهم يرى ضرورة حتى طردنا من المثلث والجليل والنقب والمدن الساحلية (عكا وحيفا ويافا واللّد والرملة)، وكل ذلك باسم تعاليم التوراة والتلمود، ولا شك أن هذه العقلية تحمِل في داخلها مواجهة كل من يقف في وجهها عسكريًّا إن لزم الأمر حتى ولو كانت أية حكومة صهيونية.
إن مع العسر يسرًا
- الشعب الفلسطيني ما زال يعاني وتشتدُّ آلامه في شهر رمضان، ماذا تقولون للشعب الفلسطيني في هذا الشهر المبارك؟
- أقول لشعبنا الفلسطيني أن اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون، وأقول لهم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون، وأقول لهم: "إن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرًا"، وأقول لهم إن من نعمة الله عليكم أن اجتباكم لتكونوا رأس الحربة في مواجهة امتداد المشروع الصهيوني في قلب العالم الإسلامي والعربي، فأنا أعلم وأنتم تعلمون وكلُّ عاقلٍ يعلم أنه لولا الحقبة الفلسطينية التي اجتباها الله تعالى للوقوف في وجه زحف المشروع الصهيوني لتَغلغل هذا المشروع حتى نخاع العالم الإسلامي والعربي.
- ثم أقول لشعبنا الفلسطيني "الشجاعة صبر ساعة.. وبشائر القرآن ها هي تنادينا ﴿أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ (البقرة: 214) سيما ونحن في شهر رمضان الكريم شهر الفتوح والانتصارات.
- كيف ترون مستقبل العراق في ظلِّ التطوُّرات هناك؟
- ما بات يجتمع لدينا من معلوماتٍ بواسطة البرامج المختلفة في القنوات التلفازية حول العراق أن أمريكا تخسر ما معدَّله عشرين جنديًّا كل يوم، وإن كان ذلك لا تبرزه وسائل الإعلام في نشراتها الإخبارية؛
- حيث إن معظم ما تبرزه هو حوادث قتل الشرطة العراقية أو بعض المدنيين العراقيين، وكان هناك محاولة لتغييب دور المقاومة العراقية بالتصدِّي للوجود الأمريكي، وما بات يجتمع لدينا أن هناك صحوةً إسلاميةً غير مسبوقة في المجتمع العراقي وأن المساجد تغصُّ بآلاف الشباب، وما بات يجتمع لدينا أن هناك حوادث اغتيالٍ متواصلةً لعلماء العراق، والبعض يشير إلى دور الموساد في هذه الاغتيالات، وما بات يجتمع لدينا أن هناك تغلغلاً مخابراتيًا صهيونيًّا في العراق، لدرجة أن بعض الوزراء العراقيين يستعينون بمستشارين صهاينة.
- بالإضافة إلى ذلك فهناك مخططات غربية لئيمة لتعميق الخراب والفقر والمرض والجهل في العراق، ولكن كل ذلك لن ينفعهم؛ لأن قدر الله تعالى هو الغالب؛ حيث إنني مطمئِن حتى الآن إلى أن المقصود بقول الله تعالى ﴿بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾ (الإسراء: 6) هم الشعب العراقي؛ ولذلك فإن لهم دورًا حاسمًا في الصراع القائم من القدس الشريف إلى بغداد، وقد يكون ذلك قريبًا من حيث لا ننتظر نحن ولا غيرنا.
- وقد اشتدت الحرب على الإسلام والمسلمين في عدة دولٍ.. ما هي رسالتكم للشعوب والحكام العرب والمسلمين في شهر رمضان؟
- أما الحكَّام فإني أذكِّرهم بوصية جبريل الأمين التي قالها لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "عش ما شئت فإنك ميِّت، وأحبب ما شئت فإنك مفارق، واعمل ما شئت فإنك ستُجزى به"، وبما أن رمضان الكريم هو شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار..
- فما أجملَ أن يتفكَّر الحكَّام في هذه الوصية التي يقول فيها الفاروق عمر- رضي الله عنه- : "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزِنوا أعمالكم قبل أن توزَن لكم.. فاليوم عملٌ بلا حساب، وغدًا حساب بلا عمل"، وهل غاب عنكم يا معشر الحكَّام صرخة الفاروق عمر- رضي الله عنه- التي يقول فيها: "والله لو أن بغلةً تعثَّرت في العراق لخِفت أن يسألني الله تعالى عنها لِمَ لم أُسَوِّ لها الطريق".
- فيا معشر الحكام.. ماذا عن الملايين من أهلنا الذين يتعثَّرون أمام أعينكم بين شهيدٍ وجريحٍ وسجين وطريد وشريد ولاجئ ومهجَّر وأرملة ويتيم وجائع ومظلوم ومريض ومقهور؟! من لجرح فلسطين؟! من لجرح العراق؟! من لجرح أفغانستان والسودان والصومال والشيشان وكشمير وغيرها من مئات الجراح؟! من لكلِّ هذه الجراح إن لم يكن أنتم؟! وماذا ستقولون لله تعالى عن كل هذه الجراح الدامية؟! وماذا ستقولون لله تعالى عن كل هذه العيون الباكية؟!
- وماذا ستقولون لله تعالى عن كل هذه البطون الخاوية؟! والله إنها لأمانة ثقيلة في أعناقكم، وستسألون عنها؟! فهل حفظتموها أم ضيعتموها؟!
- وأما الشعوب فإني أذكَّرهم بقول الله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ (الأنفال: 53) وأذكِّرهم بقول الرسول- صلى الله عليه وسلم- "كما تكونوا يولَّى عليكم"، وأذكر العلماء بشكلٍ خاص بقول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "الساكت عن الحقِّ شيطان أخرس"..
- ثم أدعو الله تعالى أن يوفِّق العلماء العاملين بعَقد مُصالحةٍ تاريخية صادقة في هذا الشهر الفضيل بين الحكام والشعوب، علَّها ترفع عنا ما نحن فيه من همٍّ وغمٍّ وحزن.
- أمنيتكم في شهر رمضان المبارك..
- أمنيتنا الأولى أن يجعلنا الله تعالى من عتقاء رمضان الكريم، ثم أمنيتنا أن ينعم شعبنا الفلسطيني بالأمن والحرية والاستقلال في أقرب وقت، ثم أمنيتنا أن يتخلَّص عالمنا الإسلامي والعربي من كلِّ مظاهر الاستعمار المكشوف كما في العراق وأفغانستان وكشمير والشيشان، وأن يتخلَّص من كلِّ مظاهر الاستعمار غير المكشوف في كثيرٍ من دول العالم الإسلامي والعربي.
- ثم أمنيتنا أن يعمَّ السلام العالمي الذي لن يتحقَّق إلاَّ إذا قامت الخلافة الإسلامية الراشدة التي ستملأ الأرض قسطًا وعدلاً بعد أن مُلِئت ظلمًا وجورًا.
المصدر
- حوار: الشيخ رائد صلاح: تصريحات شارون كانت سببًا في تمديد اعتقالنا.. موقع اخوان اون لاين