السعيد الخميسى يكتب: ولوا وجوهكم شطر قبلتكم
بتاريخ : الاثنين 03 فبراير 2014
- ستذكر صفحات التاريخ للأجيال القادمة ونحن تحت الثرى أن شباب مصر الأحرار قاموا بثورة عظيمة فى 25 يناير 2011 حرروا بها شعب مصر من ظلم الطاغية مبارك وبغى أجهزته القمعية التى لم ترقب يوما ما فى مصرى إلا ولاذمة .
وستذكر صفحات التاريخ أيضا أن الثوار تنازعوا على تقسيم العير ونزلوا من على الجبل من أجل الغنائم وأعداء الثورة مازلوا فى الميدان لم يلقوا أسلحتهم .
فخسروا المعركة مبكرا فسقطت الثورة كالثور الذبيح ليتقاسم لحمه أصحاب الثورة المضادة الذين رموه بسهم قاتل فى نحره فأردوه قتيلا والثوار غافلون , يتشاجرون , يتراشقون , منقسمون , مختلفون على نصيب كل منهم من ثمار الثورة...! .
فما أكلوا تمرا ولاجنوا ثمارا ولكنهم جنوا المر والحنظل قطرات وجرعات حتى جفت حلوقهم وتصلبت شرايينهم وفقدت ألسنتهم النطق إلا بالتراشق فيما بينهم بألسنة حداد...! .
استعجلوا المكاسب فجنوا الخسائر . استعجلوا المنح فجنوا المحن . استعجلوا النعم فكانت النقم . بحثوا عن المناصب فواجهتهم المتاعب . لهثوا وراء تقسيم الثروة فكان سقوط الثورة...!.
* ولكن مما يحزن القلب ويصدم العقل أن أصدقاء الأمس صاروا أعداء اليوم...! وأن الذين وحدهم صيحات الحناجر فرقهم طعنات الخناجر.
- وأن الذين وحدهم عمق التفاهمات فرقهم سعير الاتهامات . وأن الذين جمعهم قصائد المدح فرقهم مرارة الذم والقدح .
- وأن الذين جمعهم الحب والاحترام فرقهم الكراهية والابتذال . وأن الذين جمع شملهم ميادين النفير فرق بينهم تقسيم العير. وأن الذين ألفت بين قلوبهم مطالب الثورة فرق بينهم مغانم الثروة .
- وأن الذين التقوا على شرف الميدان فرق بينهم نوح الغربان . وأن الذين أزالوا فيما بينهم كل العوائق والحدود فرق بينهم الحواجز والسدود .
- فتصدر المشهد البلهاء وانزوى الحمكاء , وساد القوم الأغبياء , وتوارى العلماء , فكانت الطامة أن زرع الثوار فيما بينهم العدوان فحصدوا الندامة والخسران . وذلك بما كسبت أيديهم وماربك بظلام للعبيد .
- والجزاء من جنس العمل . ومن استعجل الشئ قبل أوانه عوقب بحرمانه .
* إن القبلة التي وحدت الثوار هى سر الأسرار وسبب الانتصار ويوم أن ضلت بوصلة الثورة طريقها وتشعبت أهدافها وتفرق شبابها هذا اسلامى وهذا ليبرالي وهذا علماني وهذا اشتراكي وهذا يساري وهذا أصولى , يوم أن خرجت الأفاعى من الجحور وهدمت الذئاب كل الجسور وأطفأت أفواه الكراهية مصابيح النور, ودخلت الثورة النفق المظلم وفقدت القدرة على الإبصار وأوشك صرحها على الإنهيار , واصطدمت بحوائط الصد ففقدت توازنها وخسرت تماسكها وأضحت قاب قوسين أو أدني من العودة إلى نقطة التجمد فى ثلاجة دفن الثورات بعد أريقت فى سبيلها دماء الشهداء وأصيب من أجلها الآلاف من الشرفاء وترملت من أجلها ألاف النساء وهذا مما يندى له الجبين إلى يوم الدين...! .
- لامناص من أن يعود كل الثوار بشتى انتماءاتهم تحت راية الثورة مع اختلاف توجهاتهم وتنوع أيدلوجياتهم وتباين نظرياتهم لتحقيق أهداف الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية . لأن نبل الأهداف وسمو الغايات يذوب معه وفيه كل هذه التوجهات .
وأن بوتقة الثورة يجب أن ينصهر فى حرارتها المطامع الشخصية والمكاسب الحزبية والخلافات الفردية فتعلو مصلحة الوطن فوق مصلحة الفرد وتسمو المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وتعلو المبادئ العامة على المطالب الذاتية.
- هذا هو الطريق الوحيد إن أردنا انتصارا ولم نرد انكسارا .
- هذا هو الطريق الوحيد إن أردنا أن نجنى المنح ولم نرد أن نحصد المحن .
- هذا هو الطريق الوحيد إن أردنا إحسانا وتوفيقا ولم نرد خسرانا وتلفيقا..!
- هذا هو الطريق الوحيد إن أردنا أن نرتقي على سلم القمم ولم نرد أن نقبع ونرسو فى قاع الرمم...! .
- هذا هو الطريق أن إردنا أن نجنى ثمار التوافق ولم نرد أن نتجرع مرارة التراشق.
- هذا هو الطريق إن أردنا أن نلتقي على كلمة سواء ولم نرد أن نكون أعداء.
- هذا هو الطريق إن أردنا أن نحلق بأجنحة النصر فى السماء ولم نرد أن نهبط بإثقال الهزيمة فى أدغال ووحل الشقاق .
- ياثوار يناير:
- يطيب لي أن أسألكم والسؤال حق لى : ماولاكم عن قبلتكم التي وحدتكم ..؟
- ماولاكم عن قبلتكم قبلة الشرف و التحدي والصمود والانتصار....؟
- ماولاكم عن قبلتكم قبلة التوحد والألفة إلى التشرذم والانكسار......؟
- ماولاكم عن قبلتكم قبلة الهمم العالية إلى مهبط وقاع الرمم البالية..؟
- ماولاكم عن قبلتكم قبلة العزة والكرامة إلى قاع المذلة النابية........؟
- ماولاكم عن قبلتكم قبلة العظمة والإجلال إلى خيبة الأمل والاختلال..؟
- ماولاكم عن قبلتكم قبلة الغاية الواحدة إلى مفترق الطرق المتعددة...؟
- ماولاكم عن قبلتكم قبلة الوطن الجميل إلى قبلة التحزب الذميم.......؟
- ماولاكم عن قبلتكم قبلة الصبر والاستمرار بدلا من الفتن وإشعال النار.؟
- ياثوار يناير :
- إنه من العيب والعار أن يضع بعضكم يده فى أيدى من خرب هذا الوطن وهدم صرحه وبنيانه وحول الوطن إلى أطلال تنوح فوقها الغربان ويشيب من هولها الولدان طيلة سنوات عديدة مضت .
عبروا عن أرائكم كيف شئتم , وقولوا ماشئتم , ولكن كل هذا فى كفة وأن تضعوا أيديكم الطاهرة البريئة الشريفة فى الأيادى الملوثة بدماء الشهداء فهذا وحده فى كفة أخرى.
لأن هذا أمر خطير وكارثة حقيقة وحفرة عميقة لايجب السقوط فيها...!
ولاعذر لكم بعد اليوم أمام الله وأمام الشعب وأمام دماء الشهداء .
* ياثوار يناير :
- إلى الله لوذوا.. والى الحق عودوا .. وبأوقاتكم وجهدكم فى سبيل نصرة الحق جودوا ولا تضيعوا جهدكم وأعمالكم هباء منثورا وحددوا أهدافكم ولا تتشعبوا فى طرق الغواية فتفرق بكم عن سبيل الحق والعدل والحرية .
- وإن لم يجمع بينكم الحب فلا اقل من أن يجمع بينكم الاحترام .
- واعلموا أن عدوكم يتربص بكم الدوائر.
- وهاهو ذا انتهز فرصة اختلافكم وتفرقكم وتشرذمكم ورماكم عن قوس واحدة فى نحوركم وانقض عليكم انقضاض الذئب الجائع على فريسته فمص دماءها والتهم لحمها وجعلها كأن لم تكن شيئا مذكورا .
- أذكركم بقول الحق عز وجل " واعتصموا بحبل جميعا ولا تفرقوا " فإن لم تعتصموا بحبل الله فبأى حبل بعده تعتصمون ..؟
- وإن لم تسيروا على طريق الله فعلى أى طريق غيره تسيرون..؟ وإن لم تلتقوا وتتوحدوا وتتآلفوا على منهج الحق فعلى أى منهج دونه تلتقون وتتوحدون .
*ياثوار يناير:
- من تمام المروءة أن تنسى الحق لك وتذكر الحق عليك وتستكثر الإساءة منك وتستصغر الإساءة إليك.
- فانسوا مالكم من حقوق على أوطانكم حتى يتعافى وتذكروا ماعليكم من واجبات حتى يقف الوطن على قدمين ثابتتين ولا تضخموا تقصير الوطن فى حقوقكم وتستصغروا تقصيركم فى حق الوطن .
- والله معكم مادمتم على طريق الحق قائمين وعن عرضه مدافعين.
- فوحدوا غايتكم وحددوا وسائلكم وانبذوا خلافاتكم وتعالوا إلى كلمة سواء من أجل رفعة وطنكم الذى يستحق أن نبذل من أجله كل غال ورخيص وليكن شعاركم لاتراجع عن تحقيق أهداف ثورة يناير من عيش وحرية وكرامة انسانية
المصدر
- مقال:السعيد الخميسى يكتب: ولوا وجوهكم شطر قبلتكم موقع: إخوان الدقهلية