السجون.. شجون و مجون!!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
السجون.. شجون و مجون!!


بقلم : خميس النقيب

عندما يحل الطغاة ضيوفا علي السجن تجد الضيق والضجر او المعاصي والسمر او السخط والتذمر ، اما عندما يقيد الدعاة تجد الاستغفار والذكر ، تجد الصلاة والشكر، تجد التدبر والفكر ..!! فيه يتفكرون ، وفيه يتذاكرون وفيه يتدبرون ...!! يستريحون من وعثاء السفر وكابة المنظر وسوء المنقلب ..!! لان طريق الحهاد طويل ( الجهاد ماض الي يوم القيامة) وهذا الذي هم فيه ضرب من الجهاد في الدنيا..(افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ..صحيح ) ..فالدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ...!! لذلك فهم علي درب الانبياء يسيرون وحول الجنة يدندنون وبين هذا وذاك شجون وشجون ..!! اما الطغاة شهواتهم تقتلهم ونزواتهم تدمرهم وونفوسهم تأسرهم لانهم يعتبرون الدنيا جنتهم وبغيتهم وغاياتهم ...!!" إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ*أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ(يونس:7-8) سجن الدعاة خلوات وجلوات وعبرات وحسنات .بينما سجن الطغاة صرخات ولعنات وحسرات وسيئات ..!! بينما زوجات الطغاة يطلبن الخلعاحيانا ..!! زوجات الدعاة يطلبن مزيدا من الاجردائما ..!! ارسل احد الدعاة الي زوجته وقد حكم عيه عشرون عاما ان يخيرها بين البقاء او الذهاب فردت عليه : لماذا تريد ان تستاثر بالاجر وحدك اريد ان اشاركك الاجر..!! ورفضت عرضه وبقيت علي ذمته تدعوا له وتصبر معه وتجاهد في نفسطريقه حتي اطلق سراحه ..!!! " الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لايفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم وليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمنالكاذبين " (العنكبوت: ا-2-)3 "إن عظم الجزاء من عظم البلاء وإذا أحب الله قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضي ومن سخط فله السخط" صحيح ..الطغاة في سجونهم مسكرات ، ومترفات ومحرمات قد تدخل من هنا اوهناك ..!! اما الدعاة فهذا شأنهم مع السجن .." جنتي في بستاني وبستاني في صدري فإن نفوني فنفيي سياحة وإنقتلوني فقتلى شهادة وإن سجنوني فسجني خلوة " بن تيمية عليه رحمة الله....!! ورأينا البطل المسلم عمرالمختار الذي حارب الاستعمار الايطالي وجيشه المسلح بأحدث أسلحة عصره , وقفالمختار يحارب الطائرة بالحصان والمدفع بالسيف والمدرعة بالبندقية واستطاع أن ينزلبأعدائه ضربات موجعه ولم يرضى بالتسليم لحظه كان يقول للطليان " لأن كسر المدفعسيفي فلن يكسر الباطل حقي " وكان مصاب بالحمى تهز رعدتها جسده وترتعد لها فرائصهرغم ذلك قال لجنوده اربطوني على ظهر جوادى بالحبال حتى لا أتخلف عن القتال معكم, وحين أخذ للاسر في طريقه للاعدام قيل له من قبل أعدائه اطلب العفو ونحن نطلق سراحك فأجابهم بكلإباء وشمم" لو أطلقتم سراحي لحاربتكم من جديد يعتبر سجنه استراحة مقاتل

يوسف عليه السلام رفض أن يخون ولي نعمته، كان جرمه أن لا ينساق وراء الغواية، وأن لا يقترف الإثم، وأن لا يرتكب الفاحشة..!!، الشرف والكرامة، الإباء والطهارة، السمو والعفة، تهم يوسف عليه السلام وهي تهم يساق أصحابها إلي السجون والمعتقلات في كل عصر وفي كل مصر عبر الزمان والمكان، كم من شرفاء غيبوا، وكم من كرماء ابعدوا وكم من دعاة قيدوا، وكان الشرف، والكرم، والصلاح هي تهم يتذرع بها الفاسدون المفسدون في الأرض، ﴿وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (يوسف: 25) ..عقابه السجن والإبعاد..!! والسجن في نظر الدعاة أفضل من الجنوح نحو الإفساد او حتى الرضا به ﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إلى مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ﴾ (يوسف: 33) والله يجيب هؤلاء ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (يوسف: 34) رغم ما حدث ليوسف عليه السلام من محن، لم ينسي مهمته التي خلق من اجلها، لم ينسي وظيفته التي كلفه الله بها ﴿يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * ا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وآباؤكم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف40:39]، لم يفقد مهمته، ولم يترك دعوته، هل ينساه ربه.!؟ هل يتركه خالقه..!!؟ هل يتخلي عنه رازقه...!!!؟ كلا وإنما خرج من سجنه أول رجل في هذا البلد، خرج عزيزا مرفوع الرأس، خرج قويا عالي الهامة، خرج أعظم إيمانا بربه وبدينه، واشد تمسكا بدعوته وعقيدته، فمكن الله له في الأرض، واتاه من الملك، وعلمه من تأويل الأحاديث ﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾ [يوسف57:56] ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾ [يوسف: 101] انه مصير الصالحين الربانيين، الدعاة المخلصين، إن الله عز وجل بصبر الممتحن علي امتحانه والمبتلي علي ابتلاءه يحول المحنة إلي منحة، والنقمة إلي نعمة، والبلاء إلي رخاء، والابتلاء إلي اجتباء، أما الذين اتهموه وظلموه، أما الذين حاولوا أن يفتنوه فان الله عز وجل ضربهم بالفقر، وعمهم بالذل، وأذلهم بالسؤال فجاءوا إليه متسولين﴿فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ﴾ [يوسف: 88]، حري بالأمة في عهد الثورات إن تعلم ما حدث للانبياء وهم يبلغون دعوة الله عز وجل للناس ليعلموا قيمة هذا الدين الذي بين أيديهم، وقيمة هذا العطاء الذي يفرج الله به كربهم، فيلتفون حول الدين ويتحببون به لله رب العالمين، النبي - صلى الله عليه وسلم- تسلم الراية، وحمل المهمة، وأكمل الطريق الذي بدأه إخوانه نوح وإبراهيم وموسي وعيسي وويوسف و الذين من قبلهم، حوصر فيمكة فهاجر الي المدينة فكانت دار الايمان ومصنع الابطال ، وزاد الاجيال ..!!

الذين كانوا يسيرون على غير نور من الله..بطانة لا تحب الطهر في الاعتقاد بأن الله واحد أحد فرد صمد خلق الخلق لعبادته، واوجد البشر لتوحيده..!! ولا تحب الطُهر في الحياة الاجتماعية فنحرت الحياء والعفة بسكين الفن العميل والحرية المغشوشة وطعنت السعادة والريادة، بخنجر الغلاء والثراء، وضربت العزة والكرامة بمدفع الذل والاستبداد..!! ولا تحب الطهر الاقتصادي فطحنت الشعوب والأمم برحى الربا والاحتكار!! ولا تحب الطهر السياسي فأقصت شرع الله وحاربت عباد الله وحرمت الشعوب من عدالة الإسلام تحت ستار الإرهاب والكباب!! الطغاة في سجنهم غيبة ومكر ومجون ..!! اما الدعاة فهم في تدبر وتفكروشجون ...!!

الشهيد سيد قطب ألف للدنياالحائرة ظلال راشد هادي الطريق في سجنه ، فسر القران رغم قيده ، ورفض ان يتنازل عن شرفه وكرامته وحريته من اجل كتابة كلمة ترضي الحاكم .. نعم رفض التنازل عن حريته فانت في قمة الحرية عندما تكون عبدا لله لا لاحد سواه ...!! اقرأ له هذه الابيات ..!! التي بقيت زاد المجاهدين ومشعل الثورات في كل الميادين ..!!

أخي أنت حر وراء السدود

أخي أنت حر بتلك القيود

إذا كنت بالله مستعصما

ماذا يضيرك كيد العبيد

أخي ستبيد جيوش الظلام

ويشرق في الكون فجر حديد

وهذا رجل يرجع الامر لدعوة المظلوم : ذكرتْه كتُب السِّيرة والتَّاريخ, بأنَّ خالد بنَ يَحيى البرمكي لمَّا نكب, وكان وزيرًا, سُجِن هو وابنه, ولمَّا كانا في السّجن, وهما مصفَّدان مغلولان مقْهوران مأْسوران, قال الابن لأبيه: يا أبتِ، بعد العزِّ أصبحْنا في القَيد والحبْس، بعْد الأمْرِ والنَّهي صِرْنا إلى هذا الحال! فقال: يا بُنَيَّ, دعوة مظلوم سرت بلَيْل, ونحن عنها غافلون, ولم يغفل الله عنْها.

رُبَّ قومٍ قد غَدَوْا في نَعْمةٍ

زَمَناً والدهرُ رَيَّانٌغَدَقْ

سَكَتَ الدهرُ زَمَاناً عنهمُ

ثم أبكاهُمْ دَماً حِينَنَطَقْ !

وهاهوَ المعتمد بن عباد حاكمُ بعضِ ولايةِ الأندلس: ذلكم الشجاعُ القويُ المترف، يستعينُ به حاكم ولاية مجاورة التي غزى عليها أحدُ أعدائه، فيسرعُ المعتمدُ لنجدة ذلك الرجل ويرجع ذلك الغازي مدحورا لما رأى جيوش المعتمد...هنا انتهت مهَمةُ المعتمد، لكنَه في ظلام الليل يقوم ليبثَ جيوشَه في المدينة وحول قصر مَن استنجد به ويحتلُ المدينة، ويا لها من مجير..أصيب ذلك الحاكم بصدمةٍ عنيفةٍ شُل منها، قبضَ عليه وعلى والده وأخذت أمواله وأودع لسجن، وسبيت زوجاتُه وبناتُه، ثم أخرج من ولايته مهانا ذليلا، يقول أبوه:والله إن هذا بسبب دعوة مظلومٍ ظلمناه بالأمس، ثم يرفعُ يديه إلى مَن لا يغفل عما يعملُ الظالمون قائلا: اللهم كما انتقمتَ للمظلومين منا، فأنتقم لنا من الظالمين.وتصعدُ الدعوة إلى مَن ينصرُ المظلوم، ويظل المعتمد في ملكه فترة ينام والمظلوم يدعُ عليه وعينُ اللهِ لم تنمِ، وتجتاحُه دولةُ المرابطين في ليلةٍ من الليالي وتأسرُه في أخرِ الليل: يا راقدَ الليلِ مسروراً بأولِه إن الحوادثَ قد يطرقنَ أسحاراويقضي حياتَه في أغمات في بلاد المغرب أسيراً حسيراً كسيراً، وأصبحَ بناتُه المترفاتُ اللاتي كنا يخلطُ لهن التراب بالمسكِ ليمشينَ عليه، أصبحن حسيراتٍ يغزلنَ للناس الصوفَ، ما عندَهن ما يسترن به سوءتهن، ويأتين أباهن يوم العيد في السجنِ يزرنه، فيتأوه ويبكي وينشد وكان شاعراً:

في ما مضى كنتُ بالأعيادِ مسروراً

فساءكَ العيدُ في أغمات مأسور

اترى بناتِك في الأطمارِ جائعة

يغزلنَ للناسِ ما يملكنَ قطميرا

برزنَ نحوكَ لتسليم خاشعةً

أبصارُهن حسيراتٍ مكاسير

ايطأنَ بالطينِ والأقدام حافية

كأنها لم تطىء مسكاً وكافورا

من باتَ بعدك في ملكٍ يسرُ به

فإنما بات بالأحلامِ مغرورا

الدعاة في سجونهم يشعرون بسعادة تنبثق من ايمانهم بالله ويقينهم في الله .. فتحول المحنة إلى منحه والعسر إلى يسر والشقاء إلى رخاء, يعلمون ان السعادة ليست في وفرة المال ولا سيطرة الجاه ولا كثرة الولد ولا نيلالمنفعة ولا في العلم المادي , السعادة عندهم شيء معنوي لا يرى بالعين ولا يقاس بالكم ولاتحويه الخزائن ولا يشترى بالدينار أو الدولار , السعادة شيء يشعر بهالإنسان بين جوانحه ، وفي مشاعره وداخل قلبه ..انها صفاء نفس وطمأنينة قلب وانشراح صدر وراحة ضمير , إنها شيءينبع من داخل الإنسان ولا يستورد من خارجه.. إنه الإيمان بالله انه الصلة بالله انه اليقين في الله بان النصر ات مهما غاب وان الفرج قريب مهما بعد ..!حدثوا أن زوجاغاضب زوجته فقال لها متوعداً لأشقينك قالت الزوجة في هدوء لا تستطيع أن تشقيني , كما لا تملك أن تؤذيني فقال في حنق كيف لا أستطيع قالت في ثقة: لو كانت السعادةفي راتب لقطعته عنى أو زينة من الحلي لمنعتنى منها ولكن هي في شيء لا تملكه أنتولا الناس أجمعون فقال الزوج في دهشة وما هو.؟ قالت الزوجة المؤمنة الواثقة " إنيأجد سعادتي فى إيماني وإيماني في قلبي وقلبي لا سلطان عليه غيرربى" .. نعم سعادةلا يملك إنسان أن يعطيها ولا يملك كذلك ممهما كان أن يمنعها ممن أوتيها قال عنها أحدالمسلمين لو علم بها الملوك لجا لدونا عليها بالسيوف , وقال آخر وهو يشعر بتلك اللذةالروحية التي تغمر جوانحه" إنه لتمر عليى لحظات أقول فيها لو كانأهل الجنة في مثل ما أنا فيه الآن لكانوا إذا لفي عيش طيب.. الذين رزقوا هذا الإيمان يستبشرون من الأحداث وإن برقت ورعدت ويبتسمون للحياة وإن كشرت وغضبت, ويفلسفونالألم كما فلسفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال: " إني أجد في المصيبة ثلاث منح,إنها لم تكن أكبر منها, ولم تكن في الدين, وانتظر الأجر عليها من الله بذلك تتحول النقمةإلى نعمة والمحنة إلى منحه على حين عند غير المؤمنين تبقى مصيبة تستوجب الصراخوالشكوى كأنما عند المؤمنين غدد روحية خاصة مهمتها أن تفرز مادة تتحول بها كوارثالحياة إلى نعم تستحق الشكر..!! لذلك لايظلمون ولا يحبون الظالمين وهذا شأنهم مع الظلم والظالمين حتي وان سجنوهم او نفوهم او قيدوهم ..!! يقول يزيد بن حاتم: ما هِبْتُ شيئًا قط هيبتي من رجل ظلمته، وأنا أعلم أن لا ناصر له إلا الله، فيقول: حسبي الله، الله بيني وبينك....وبكى عليٌّ بن الفضيل يومًا، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي على من ظلمني إذا وقف غدًا بين يدي الله تعالى ولم تكن له حجة. ..وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: إياك ودمعة اليتيم، ودعوة المظلوم، فإنها تسري بالليل والناس نيام... اما في الاخرة بينما ينادي ان لعنة الله علي الظالمين .!! يكون الدعاة والصالحين وان كانوا مظلومين في اعلي عليين كيف ؟!! نادى رجل سليمان بن عبد الملك ـ وهو على المنبر ـ: يا سليمان اذكر يوم الأذان، فنزل سليمان من على المنبر، ودعا بالرجل، فقال له: ما يوم الأذان؟ فقال: قال الله تعالى: "فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين" (سورة الأعراف:44). ومر رجل برجل قد صلبه الحجاج، فقال: يا رب إن حلمك على الظالمين قد أضر بالمظلومين، فنام تلك الليلة، فرأى في منامه أن القيامة قد قامت، وكأنه قد دخل الجنة، فرأى ذلك المصلوب في أعلى عليين، وإذا منادٍ ينادي، حلمي على الظالمين أحلَّ المظلومين في أعلى عليين

اللهم اجعلنا لك ذكارين شكارين مخبتين منيبين ، اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك ، وحب العمل الذي يقربنا حبك ،اللهم أظلنا بظلك يوم لا ظل إلا ظلك ،اللهم اجعلنا مع النبيين والصديقين والصالحين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا ، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل ،ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ،وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي أهله وصحبه وسلم ،والحمد لله رب العالمين

المصدر