السبع: أكرمني الله بالعمل في مسرح الإخوان
من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
كتب- عبد الرحمن علي
الحاج محمد السبع واحد من الجيل الذهبي الباقي من ممثلي المسرح، عاش تجربة المسرح التي قدَّمها الإخوان المسلمين، ورغم أنه لم ينضم للإخوان لكنه اعتبر نفسه واحدًا منهم، على الأقل بالنسبة لتجربتهم الفنية المسرحية.
سافر الفنان الكبير المحافظات وقدم عروضًا للإخوان في المنصورة وأسيوط، وقدَّم دور صلاح الدين الأيوبي.. وغيره.
محمد السبع الذي غادر القاهرة، وقرر الإقامة في الإسكندرية تحدث معنا عن الماضي والحاضر والمستقبل، فكان هذا الحوار:
- في البداية سألته ما سر انتقالك للإقامة في الإسكندرية؟
- فأجاب: أحب الإسكندرية، وكذلك أبنائي، كما أني أعاني من الفراغ، وقررت الإقامة الدائمة فيها، وذلك منذ عشر سنوات.
- هل يعني هذا الاعتزال؟!
- أبدًا لم أعتزل، بل أنزل للقاهرة عندما يُعرض عليَّ عملٌ مناسبٌ.
- ماذا عن بيتك الأول (المسرح)؟ وماذا تعني بالعمل المناسب؟
- مناسب يعني لا يخالف معتقداتي الدينية، وليس مقبولاً عندي أن أقوم بدور أبو سفيان مثلاً، ويظل يسبُّ في الإسلام في 29 حلقةً، ثم يسلم في الحلقة الأخيرة!! أما أن تكون مرحلة الكفر في بداية العمل محدودة فلا مانع عندي، أما المسرح فلم تعد لديَّ قدرةٌ جسديةٌ تمكنني من الوقوف على خشبة المسرح فتراتٍ طويلة، فقد أُحِلت على المعاش منذ عام 1982م، وكانت آخر أعمالي للمسرح مسرحية رسائل قاضي أشبيلية على المسرح العائم، وعمومًا لم أعتزل المسرح، لكني لم أجد مَن يطلبني للمسرح الذي لن أتردد في العودة له في عمل يناسب سني وحالتي الصحية، كما لا بد أن يكون العملُ المسرحي هادفًا.
- ما حكايتكَ مع الإخوان المسلمين؟
- عملتُ في مسرحيات الإخوان المسلمين والشبان المسلمين في الثلاثينيات والأربعينيات، وأذكر أنني قمتُ بدور صلاح الدين الأيوبي تأليف عبد الرحمن الساعاتي، وعرضناها على الأوبرا القديمة.
- ما رأيك في مشاركة المرأة في العروض المسرحية؟
- يضحك الحاج محمد ويقول: "البعد عن الستات غنيمة"!! طبعًا هذه مداعبة، فالحياة بدونهم مستحيلة، وأرى أنَّ المسرحَ يمكن أن نقدمه دون النساء، ومن الممكن أن يؤلف كاتب مسرحيةً بدون أدوار نسائية أو أن يكون الكلام عن المرأة تلميحًا، وهذا ما كنا نفعله في عروض الإخوان المسلمين المسرحية.
- وفي رأيي أنه يمكن تقديم عرض يضم عناصر نسائية طالما كانت ملتزمةً وترتدي ملابس ساترة، أما أن تتحول إلى سلعة للإغراء والعُري فأنا أرفض حتى مشاهدة هذه العروض فضلاً عن المشاركة فيها، وأنا لا أسمح لنفسي بمشاهدة عَرض يخدش حيائي.
- هل كنتُ منضمًا للإخوان المسلمين أثناء عملك في عروضهم المسرحية؟
- كانت علاقتي بهم فنيةً، فقد كنتُ أتعاون معهم في العروض المسرحية، وكان معي من الزملاء عبد المنعم إبراهيم، وإبراهيم الشامي، وكان يخرج لنا (سراج منير)، وأذكر أنني شاركتُ في ثلاثة عروض في مسرح الإخوان، وكنا نسافر بالعروض للمحافظات ونعرضها للإخوان في مدن، مثل المنصورة وأسيوط، والحقيقة أنني لم أكن على مستوى الإخوان دينيًّا عندما كنتُ أشارك في هذه العروض، ومع ذلك أكرمني الله بالعمل معهم.
- ما رأيك في العروض التي قدَّمها الإخوان تلك الفترة؟
- كانت متميزةً، وكانت تقدم البطولات الإسلامية للجمهور، خاصةً الشباب الذي كان ولا يزال يحتاج للقدوة والتذكير بأيام مجد الإسلام وترسيخ قيم الجهاد والتضحية والعفة والأمانة، وكل السلوكيات الإسلامية التي تعتمد على أنَّ حسن الخلق من تمام الإيمان.
- هل تذكر آخر عرض مسرحي شاهدته؟
- نعم.. (أبو الفوارس عنترة) بطولة أحمد ماهر على مسرح الكلية الحربية في الشتاء الماضي.
- هل ترى أن فنَّ المسرح ينقرض؟
- للأسف.. هناك تراجع في كل شيء!! واليوم أحسن من الغد.
المصدر
- مقال:السبع: أكرمني الله بالعمل في مسرح الإخوانإخوان أون لاين