السبب الحقيقي للسعي للقضاء على الأخوان المسلمين ... !!!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
السبب الحقيقي للسعي للقضاء على الإخوان المسلمين ... !!!


رسالة ماجستير تشيد بدور الإخوان في حرب 48 الإمام الشهيد حسن البنا وسط الأخوين مصطفى السباعي و عمر بهاء الأميري السوريين في حرب فلسطين- أكدت أحدث دراسة تاريخية بجامعة عين شمس أن دفاع العرب عن فلسطين حقٌّ لا ريب فيه، وأن تاريخ مصر مرتبط دائمًا بفلسطين خصوصًا والشام عمومًا، وأن الدفاع عن مصر والقناة إنما يبدأ من فلسطين على الأقل، وأنَّ قيام قوة معادية لمصر في فلسطين يهدد شبه جزيرة سيناء كما يهدد استقلال مصر برمتها، وأنَّه لا استقرار للنظام مصري ما لم يقم له حليف في فلسطين.

وأشادت الدراسة التي تقدمت بها الباحثة هيام عبد الشافي عبد المطلب تحت عنوان "مصر وحرب فلسطين 1984" للحصول على درجة الماجستير في التاريخ الحديث المعاصر بدور الإخوان المسلمين في حرب فلسطين وقيام جماعة الإخوان المسلمين بإرسال كتائب المتطوعين الذين حقَّقوا انتصارات مذهلة على العدو الصهيوني.

وأشارت إلى انتصارات الإخوان المسلمين بما حدث في "التبة 86"؛ حيث نجحت كتائب الإخوان المسلمين في سحق القوة الصهيونية المسيطرة على التبة بعد أن فشل الجيش المصري في استردادها.

وأشادت بموقف الضابط معروف الحضري أحد قيادات كتائب الإخوان المسلمين في فلسطين الذي نجح في اختراق الحصار المفروض على كتيبة الجيش المصري المحاصر في الفالوجا، والذي كان من بين أفرادها جمال عبد الناصر؛ حيث نجح الحضري في توصيل الإمدادات إلى كتيبة الجيش المصري المحاصرة.


واستدلت الباحثة على بسالة الإخوان المسلمين في حرب 48 بشهادات قيادات الجيش المصري أمثال اللواء صادق والمواوي.

وأوضحت أن حرب فلسطين 1948 لم تكن كباقي الحروب؛ بل كانت مؤامرةً كبرى على الدول العربية تم حبك خيوطها بصنعة متقنة من قِبل الصهيونية العالمية مع أقطاب الاستعمار القديم المتمثل في بريطانيا صاحبة الانتداب على فلسطين والسيطرة على معظم دول المنطقة، والاستعمار الجديد الوافد على المنطقة بكل تطلعاته وأهدافه.

فقد اتَّسم الموقف العام بإجماع الجماهير في الشارع المصري والطلبة في المدارس والجامعات والعلماء والأحزاب والبرلمان والجماعات الدينية على مساندة القضية الفلسطينية، وبذل الجهود لجمع التبرعات والتطوع في الجيش للمشاركة في الحرب من أجل نصرة فلسطين، وقد ركزت الباحثة في هذا الفصل على إبراز دَور الإخوان المسلمين أثناء الحرب والبطولات التي قدَّموها، • لفلسطين مكانة خاصة في قلوب المسلمين.

• أرض فلسطين وقف إسلامي.

• سطَّر الإخوان بفلسطين أعظم البطولات.

تحظى (فلسطين) بمكانة خاصة عند كل العرب، ولها أهمية خاصة في قلوب المسلمين في كل أقطار الوطن العربي والإسلامي، فهي أولى القبلتين، وثاني الحرمين الشريفين، ومسرى النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم، وهي أيضًا أرض الأنبياء ومهد الرسالات، ومنبع الحضارات، كما أنها موضع تقديس أهل الكتاب- من مسيحيين ويهود- ولهذا فهي تشكل جزءًا من عقيدة ووجدان المسلمين في شتى بقاع الأرض، وتعتبر أرضها وقفًا إسلاميًا على جميع أجيال المسلمين في الماضي والحاضر والمستقبل إلى قيام الساعة. ولذلك فقد كانت لها مكانةٌ خاصةٌ عند المصريين على مرِّ التاريخ، فهبُّوا للدفاع عنها ضد كلِّ معتدٍ وغاصب، وقد اعتبرها المصريون تمثل جزءًا من أمن "مصر"، فهي تمثّل بوابة "مصر" الشرقية، فضلاً عما تمثّله من مكانة دينية وتاريخية بالنسبة لمصر وأبنائها.

الإمام الشهيد حسن البنا

ومن ثَمَّ فقد استشعر (الإخوان المسلمون) تلك الأهمية الدينية والتاريخية والحضارية لفلسطين، فكانت موضع اهتمامهم منذ وقت مبكر، واستشعروا خطورةَ قضيتها ومصيرها منذ أمد بعيد، فنبهوا إلى خطر الاستيطان اليهودي على أرضها، وتصدَّوا لمحاولات تهويدها والاستيلاء عليها، وخاضوا المعارك في سبيل الدفاع عنها ضد الصهاينة، وسطَّروا في ذلك أعظم البطولات، وقدموا في سبيلها أغلى التضحيات، وقد تجلَّى دورهم البطولي في أول مواجهة عربية ضد الصهاينة في حرب سنة (1367هـ = 1948م) . الأسباب التي دفعت (الإخوان) إلى الاشتراك في الحرب:

هناك العديد من الأسباب التي دفعت الإخوان إلى الاشتراك في حرب (1367هـ = 1948م) كان من أبرزها ما يمثله اغتصاب فلسطين وإقامة دولة يهودية تشكل خطورةً ليس على "مصر" والبلاد العربية فحسب، وإنما على العالم الإسلامي بأسره؛ فإن قيام دولة يهودية على أرض "فلسطين" يؤثر على مركز "مصر" الاقتصادي، ويهدد استقلالها السياسي، كما أن "فلسطين" هي حجر الأساس للوحدة العربية الإسلامية؛ وذلك بسبب أهميتها الدينية والتاريخية وموقعها الاستراتيجي، فهي مركز اتصال بين الدول العربية في كُلٍّ من "آسيا" و"أفريقيا"، بالإضافة إلى الاعتبارات الدينية والأصول الشرعية التي تُعتبر من صُلب العقيدة وأصول الدين وتمام الإيمان، مثل رد العدوان اليهودي عن النفس والأهل والمال والوطن والدين، وإغاثة المظلومين من المؤمنين، والانتصار للمظلوم من الظالم. ((إن كل أرض يقال فيها لا إله إلا الله محمد رسول الله هي جزء من وطننا له حرمته وقداسته والإخلاص له والجهاد في سبيل خيره))

حسن البنا

لم يكن اهتمام الإخوان بقضية فلسطين وليد الحوادث الأخيرة التي أعقبت قرار التقسيم ولكنه سبق ذلك التاريخ بزمن طويل فالإخوان ((كهيئة إسلامية عالمية)) كانت تضع في برنامجها مهمة الدفاع عن القضايا الإسلامية في مختلف أنحاء المعمورة وكانت دورهم دائما موئلا للمجاهدين الأحرار من مختلف بلاد العروبة ومواطن الإسلام وكان لفلسطين دائما المقام الأوفى من عنايتهم واهتمامهم فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وهي تحتل مكانا وسطا في البلاد العربية وضياعها يعزل العالم الإسلامي بضعه عن بعض ولو نجح اليهود في احتلالها لأصبحت دائما مباءة خطرة لعناصر الشر وبركانا زاخرا بالنار يزعزع أمن البلاد العربية وسلامها .

وحين وضحت نيات السياسة البريطانية في فلسطين أخذ الإخوان يعقدون المؤتمرات تباعا ويبينون للشعوب والحكومات حقيقة هذا الخطر الذي يهدد كيانهم ومستقبلهم حتى نجحوا في إشراك العالم الإسلامي كله في هذه القضية وباتت قضية المسلمين والعرب لا قضية أهل فلسطين وحدهم وحين قامت القلاقل في فلسطين أخذوا يمدون المجاهدين بما يقع في أيديهم من مال وسلاح حتى كانت ثورة (1936) حين نجح عدد من شبابهم في التسلل إليها والاشتراك مع الثوار في جهادهم وبخاصة في مناطق الشمال حيث عملوا مع المجاهد العربي الكبير ((الشيخ عز الدين القسام)) وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية أخذ الإخوان يعملون للقضية عملا إيجابيا فأرسلوا وفودا من دعاتهم وشبابهم يؤلبون العرب ويستحثونهم للكفاح ويتولى نفر منهم تدريب الشباب الفلسطيني تدريبا سريا ولقد نجحوا في ذلك إلى حد بعيد حتى أصبحت شعبهم ودورهم هي مراكز القيادة وساحات التدريب ولا يزال أهل فلسطين يحمدون للداعية الإسلامي ((سعيد رمضان)) مواقفه الكريمة وأثره البالغ في توجيه الشباب العربي وجهة خالصة ويذكرون بالفخار والإكبار جهود الأساتذة ((عبد الرحمن الساعاتي ؛ وعبد المعز عبد الستار ؛ وعبد العزيز أحمد )) وغيرهم من كرام الدعاة والمدربين وما كان لهم من حسن التوجيه وطيب الأثر .

ولقد أدرك اليهود ما ينطوي عليه هذا التدخل من خطر شديد على أهدافها وخططهم فقاموا ينشرون المقالات الطوال في صحف أوربا وأمريكا ويفعمونها بالتهم الخطيرة عن الإخوان المسلمين وحقيقة خطرهم على الولايات المتحدة وبريطانيا وكانوا يحاولون بذلك استعداء الحكومة الأمريكية لتقوم بعمل حاسم وسريع وتستأصل هذا الخطر الإسلامي الذي يهدد مصالحها بالزوال وليس أدل على ذلك من مقال كتبته فتاة صهيونية تدعى ((روث كاريف )) ونشرته لها جريدة ((الصنداى ميرور )) في مطلع عام (1948) ونقلته جريدة ((المصري )) لقرائها في حينه ونحن ننقل بدورنا أهم ما جاء به من التهم ليرى القارئ مدى النجاح الذي أحرزته الدعاية اليهودية حين أقنعت حكومات أوروبا بخطورة حركة الإخوان ودفعتها لمحاربتها بشده قالت الكاتبة في مقالها :

((إن الإخوان المسلمين يحاولون إقناع العرب بأنهم أسمى الشعوب على وجه البسيطة وأن الإسلام هو خير الأديان جميعا وأفضل قانون نحيا عليه الأرض كلها )).

ثم استطردت تصف خطورة حركة الإخوان إلى أن قالت :

(( والآن وقد أصبح الإخوان المسلمون ينادون بالاستعداد للمعركة الفاصلة التي توجه ضد التدخل المادي للولايات المتحدة في شئون الشرق الأوسط وأصبحوا يطلبون من كل مسلم ألا يتعاون مع هيئة الأمم المتحدة فقد حان الوقت للشعب الأمريكي أن يعرف أي حركة هذه وأي رجال يتسترون وراء هذا الاسم الرومانتيكي الجذاب اسم ((الإخوان المسلمين )).

وقالت - وهذا هو بيت القصيد -:

((إن اليهود في فلسطين الآن هم أعنف خصوم الإخوان المسلمين ولذلك كان اليهود الهدف الأساسي لعدوان الإخوان وقد قام أتباعهم بهدم أملاك اليهود ونهب أموالهم في كثير من مدن الشرق الأوسط ويعدون الآن العدة للاعتداء الدموي على اليهود في عدن والبحرين وقد هاجموا دور المفوضيات والقنصليات الأمريكية وطالبوا علنا بانسحاب الدول العربية من هيئة الأمم المتحدة )).

وبعد هجوم عنيف على سماحة المفتى الأكبر وعلى فضيلة الإمام الشهيد ختمت مقالها قائلة :

((وإذا كان المدافعون عن فلسطين -أي اليهود يطالبون الآن مجلس الأمن بإرسال قوة دولية لتنفيذ مشروع التقسيم الذي أقرته هيئة الأمم المتحدة فإنهم لا يطالبون بذلك لأن الدولة اليهودية في حاجة إلى الدفاع عن نفسها ولكنهم يريدون إرسال هذه القوة الدولية إلى فلسطين لتواجه رجال الإخوان المسلمين وجها لوجه وبذلك يدرك العالم كله الخطر الحقيقي الذي تمثله هذه الحركة


المصدر