السانحة!
بقلم : عبد القادر ياسين
هذه هي الفرصة الذهبية لعدونا الإسرائيلي كي يفرض علينا «سلامه»، أي استسلامنا لإرادته.
فالوضع العربي أبعد ما يكون عن تحقيق موقف عربي قوي موحد، وفي القلب من الوضع العربي ثمة بيتنا الفلسطيني الداخلي الممزق، والمتدهور في الخراب.
صحيح بأن ثمة اختلافات في وجهات النظر، في صفوف عدونا الإسرائيلي، لكنها دون الدرجة التي يمكننا تفعيلها للاستفادة منها، فضلاً عن أن وضعنا العربي، وفي القلب منه الوضع الفلسطيني، أعجز من الاستفادة حتى من التناقضات ذات الشأن في صفوف العدو.
والأنكى أن بيننا من يدعو إلى الاكتفاء بتلك التناقضات في صفوف العدو، بينما هذا العدو قادر على معالجة تلك التناقضات بالأسلوب الديمقراطي، وعدونا أبعد من أن يدفع تناقضاته الثانوية تلك إلى السطح، لتحل محل تناقضاته الرئيسية معنا!
باختصار المشكلة فينا، نحن العرب عموماً، والشعب الفلسطيني منهم على نحو خاص.
لقد غاب الحد الأدنى من التضامن، الذي كان سائداً في الوطن العربي، إلى ما قبل سبعة عشر عاماً، أما الوحدة الوطنية المنقوصة القلقة، التي سادت حركتنا الوطنية الفلسطينية، فقد غابت منذئذ ولا تزال .
وإن تدهور وضع الحركة الوطنية إلى العداء فالاقتتال فيما بين فصائلها.
وأخيراً، فلن نمل من تكرار المطالب بتحقيق جبهة متحدة للفصائل، ترتكز إلى إستراتيجية إجماع وطني، ثم اعتمادها، منذ أكثر من خمسة عشر شهراً (27/6/2006) وبدون الجبهة والإستراتيجية سنظل نلهث وراء السراب الأميركي، وننتظر وجبة من طبخة الحصى الإسرائيلية!
المصدر
- مقال:السانحة!المركز الفلسطينى للتوثيق والمعلومات