الرنتاوي: الهبة الشعبية الفلسطينية كفيلة بلجم الاحتلال

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث

عمان - المركز الفلسطيني للإعلام

عريب الرنتاوي

قلّل الباحث المتخصص بالشأن الفلسطيني عريب الرنتاوي، من شأن التصريحات والمواقف الرسمية العربية والدولية المندّدة بالانتهاكات والاعتداءات الصهيونية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ومقدّساته، عادًّا أن هذه المواقف لم تتسبّب على أقل تقدير ولو حتى بـ"رعشة" في جسد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، على حد تقديره.

وقال الرنتاوي: "إن الفلسطينيين قرّروا انتزاع زمام قضيتهم بأيديهم المدججة بالحجارة والسكاكين والزجاجات الفارغة، وخرجوا يتصدون للجيش الذي لا يقهر بصدورهم العارية (...)، فاليوم ليس لديهم ما يخسرونه سوى قيود الاحتلال وأغلاله وإجراءاته القمعية عنصرية الطراز".

وأضاف في مقال له نشرته صحيفة /الدستور/ الأردنية اليوم الأحد (11-10)، "نتنياهو لم ترتعش ساقاه، جراء البيانات والتصريحات أو بفعل الحراك الدبلوماسي العربي والدولي، والقلق لم يجتح الطبقة السياسية في إسرائيل، بل ويبدأ بالتسرب إلى الرأي العام الإسرائيلي، إلا بعد أن اندلعت الهبة الشعبية واتسعت وتعاظمت داخل الخط الأخضر وخارجه وحتى في الشتات؛ هذه حقيقة يدركها أطفال فلسطين على خطوط الاشتباك والتماس، ولهذا نراهم أكثر تصميماً على الاستمرار في هبتهم حتى تحقيق أهدافها".

ورأى مدير عام "مركز القدس للدراسات السياسية" ومقرّه في العاصمة الأردنية عمان، أن الحصاد الأولي لشهداء وجرحى المواجهات في أسبوعها الأول، يُظهر أن البوصلة الشعبية الفلسطينية كانت تشير للاتجاه الصحيح، فنتنياهو ما كان ليتراجع بضع خطوات إلى الوراء، كأن يصدر تعليمات لأعضاء الحكومة والبرلمان "كنيست" بعدم زيارة الأقصى، إلا بعد ما وصفها بـ "الهبّة المباركة"، عادًّا أن تصاعد هذه المواجهات "سيجعلها كفيلة بلجم الاندفاعة التوسعية العنصرية الصهيونية في القدس وعموم المناطق المحتلة"، على حد رأيه.

ودعا الرنتاوي السلطة الفلسطينية إلى دعم الانتفاضة ومساندتها، قائلا "لو أمعنت السلطة وناصحوها العرب في قراءة حصاد الأسبوع الأول للهبة الشعبية، لكانوا انتقلوا من موقع الحذر والتحسب والقلق منها، إلى موقع الداعم لها والمساند لمطالبها، لأنها ببساطة ترفع الحرج عنهم وتسلّح مطالباتهم ومناشداتهم التي لم يصغِ إليها أحد، وستجعل نتنياهو أكثر ميلاً للإصغاء لأحاديثهم".

وأشار إلى أن تحويل الهبة الحالية إلى انتفاضة شعبية يتطلب توفير جملة من الأسباب والشروط، من بينها؛ حفظ طابعها الشعبي مقترنا بطابعها السلمي، واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ميدانيا إن تعذر سياسيا، وتفعيل سلاح المقاطعة الشاملة لدولة الاحتلال العنصرية، ومطاردة "إسرائيل" في كافة المحافل الدولية، إلى جانب تفعيل العمق الشعبي العربي والأممي المتضامن مع فلسطين، والإفلات من قبضة النظام الرسمي العربي، وتفعيل الصلة مع فلسطينيي والشتات، من خلال التوجه الجاد لتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة بنائها وهيكلتها.

وأضاف: "من دون ذلك كله، قد يفوت الفلسطينيون فرصة ثمينة، لم تتوافر لهم من فترة طويلة، أقله منذ عشر سنوات"، حسب رأيه.