الدكتور محمد عباس يكتب : اعتذار شديد وموضوع مهم " مذبحة رابعة"
أما الاعتذار فهو أنني سأهبط لمستوى غير مسبوق بالحديث عن رويبضة لا أذكر أنني تناولته بشكل خاص قبل ذلك وهو عمرو أديب ولذا لزم الاعتذار عن هذا الموقف المشين وطلب السماح من خطأ مهين .
أما الموضوع فهو مقطع فيديو حديث لعمرو أديب يتوسل إلى الإسلاميين - يتوسل فعلا- أن يكتبوا طلباتهم لكي نحل مشكلة رابعة فليس من المعقول في وجهة نظره أن نظل نحتفل بها كل شهر بالمظاهرات لتعطل دولاب الدولة. ولتدفعها للانهيار .
ربما لن يصدقني بعض القراء رغم أنني أعلم أني عندهم مصدق حين أخبرهم أنه كان للمرة الأولى فيما أسمع له-وربما مطلقا- مهذبا وغير سوقي وغير كاذب. كان يعترف بالشهداء وإن سماهم قتلى. لم يردد مزاعم الكلاب البشرية حول كونهم معتدين.
لم يصر على رقم مجلس الخنازير بأنهم 600 ولا عن مؤسسة الخنازير بأنهم 900 ولا على رقم رئيس الخنازير بأنهم 1000 بل ذكر تلك الأرقام جميعا وذكر أيضا أرقام الإسلاميين بالآلاف وطلب حلا.. وتوسل إلى الإسلاميين أن يقدموا ثلاثة أو أربعة مطالب لا يكون فيها عودة الدكتور مرسي للرئاسة لحل المسألة.
...
دعنا من دلالة قوله وعرضه لدلالات انهياره وانهيار من خلفه.
دلالات إدراك بطئ غبي للخدعة التي استدرجوا اليها.
خدعة ان العنف سيولد الفزع ثم الجزع ثم التراجع ثم الاستسلام ثم الخضوع ثم الخنوع .
الان يدركون خطاهم. ويدركون انه سواء زادوا من عنفهم او قللوا منه او حتى منعوه فان غضب الشارع سيتصاعد.
وأجيب على من خلف أديب :
قضية شهداء رابعة غير قابلة للحل إلا تحت بند تحكيم الشرع.
ولو اجتمع كل علماء المسلمين وأفتوا بحل للمشكلة بطريقة ما أو بقبول الدية ووقف واحد فقط من أولياء دم السبعة آلاف ليقول أنه مصر على القصاص لأصبحت كل حلول العلماء غير ذات بال.
ولوجب تطبيق حكم الإعدام في كل من شارك في المذبحة ولو كانوا أهل صنعاء جميعا.. أهل صنعاء جميعا مقابل واحد.. فكم يكون مقابل سبعة آلاف..
مذبحة رابعة كانت استدراجا رهيبا لمن قام بها أو أمر أو شارك أو تورط ولو بشطر كلمة.. استدرج لهذه المقتلة كي يفتلوا له منها حبال مشنقته.
لو استعرت من الشيطان عقله لوجدت ألف حل كان يمكن للشهداء فيها أن يكونوا معشار معشار ذلك.. بوحشية معشار معشار ذلك..
ولقد أوهموا الغبي أن كثرة عدد الشهداء سيصيب الإسلاميين بالصدمة والترويع ليهربوا داخل ذواتهم.. وقد كانوا كاذبين ويعلمون أنهم كاذبون.. إنما أرادوا بكل هذا العدد من الشهداء أن تكون جريمة غير قابلة للحل أو الصفح-كما هو وضعها الآن- لكي يدفع الغبي الذي استدرج إليها ثمنها وليخلو لهم الجو.
وكان ذلك مع سبق الإصرار والترصد
ولعلكم تذكرون ذلك الخنزير الذي فوجئ أنه على الهواء وهو يقول: لابد من دم ودم كثير..
وكان ذلك استدراجا للغبي..
ووقع في الفخ..
ليكون الأضعف..
ويكون محتاجا إلى كل واحد منهم وغير قادر على الاستغناء عنه..
بينما يأمل كل واحد منهم أن يفتدي نفسه بتقديمه للمشنقة..
ويكون كل كلب منهم على استعداد لغسل يده من الأمر وتوريطه فيه..
وهو ما سيحدث..
... لكن..
لا أحد ممن تورط سينجو..
...
لقد قلت لكم مرات أن لاعب الشطرنج الخائب يفكر في الخطوة التالية فقط لذلك فهو قد يخسر وزيرا أو فيلا مقابل عسكري!أما اللاعب الماهر فيفكر في الخطوة رقم 16.
الذي وسوس وفكر وخطط وأوعز وأصر على المذبحة كان يفكر في الخطوة رقم ١٦ في اللعبة الأخيرة.. وترك للأغبياء أن يتورطوا في خطواتها الأولى..
ولم يكن الأمر أمر الإخوان المسلمين..
ولقد صدق برهامي وهو كذوب عندما قال أن 90% ممن كانوا في رابعة من السلفيين.. ربما نختلف في النسبة لكن الاتجاه صحيح. لكن المغزى أن الأمر لم يكن يتعلق بالإخوان ولا بالإرهاب.. إلا إذا اعتبروا أتباع برهامي-عليه من الله ما يستحق- إرهابيين.
ولقد تفاقمت الأمور بعد ذلك ضدهم لتحرق النار التي أحرقت رابعة حتى قلوب غير المسلمين.
مذبحة رابعة خلقت وضعا غير قابل للحل، وكان هذا هو المطلوب تماما وهو المصيدة التي أطبقت على ذيل الغبي فأصبح غير قادر على الإفلات منها إلا بقطع.. لا.. ليس ذيله بل عنقه.. وعنقه لن تقطعه المصيدة بل حلفاؤه. المذبحة كانت كصمام منع التراجع فلا يمكن للأمور بعدها أن تكون كما كانت قبلها أبدا. وقد حققت للغرب الصهيوصليبي كل مايريد: صدام بين الإسلاميين والجيش يضعف الطرفين معا وبعدها يمكن تولية خائن معتق يقسم مصر.
صدام يحمل من الإعصار صفاته.. فهو كلما اتسسع الزمن وطالت المسافة ازداد قوة وتدميرا..
مذبحة رابعة كانت استدراجا رهيبا من ذكي لغبي.. أو من رئيس الجمهورية بعد القادم أو بعد بعد القادم للرئيس القادم!!.
مذبحة رابعة كانت لغما وضع كي يمكن تفجيره في أي لحظة للقضاء على الرئيس القادم أو بعد القادم لصالح الاختيار الأمريكي الأخير.
وربما يكون هو الخنزير مؤسس البلاك بلوك.. سليل الخائن المعلم يعقوب
تستطيع الرصاصة أن تمزق قلبا.. وقذيفة الجرينوف أن تفجر مخا.. وقاذفات الأباتشي أن تقنص وتحرق.. بل وتستطيع القنبلة الذرية أن تبيد مدينة كبرى..
لكن كل ذلك غير قادر على القضاء على فكرة..
إنها السنن..
سنن رب العالمين التي لا تتبدل ولا تتحول..
مذبحة رابعة كارثة لن تصغر بالزمن بل ستظل تكبر إلى يوم القيامة وستكون بشاعتها أكثر وإدانتها أكبر كل عام عن سابقه إلى يوم القيامة..
مذبحة رابعة هي الثالثة بعد الأخدود وكربلاء.. وقد جمعت سماتهما.
مذبحة رابعة قد تخرج لنا مجرما كالمختار الثقفي يزعم -وهو كذوب- الثأر لدم الحسين رضي الله عنه ثم يطلب الإمارة ويدعي النبوة..
مذبحة رابعة ليس لها إلا حل واحد: تطبيق شرع الله..
وهو حل قد يتحقق خلال عام..
لكن أولياء الدم على استعداد لانتظاره ألف عام دون أن تبرد النار التي تستعر في صدورهم ..و دون أن يقدموا الطلبات الأربعة.. يا زوج لميس!!
المصدر
- مقال:الدكتور محمد عباس يكتب : اعتذار شديد وموضوع مهم " مذبحة رابعة" موقع: إخوان الدقهلية