الدعوة مـرة أخرى
عادت الدعوة إلى الظهور مرة أخرى اعتبارا من شهر رجب 1369هـ يولية 1976 بعد وفاة عبد الناصر ببضع سنين. عادت يديرها ويشرف عليها المرشد العام الأستاذ عمر التلمساني, وصاحب امتيازها ويرأس تحريرها الأستاذ صالح عشماوي,واتخذت مقرا لها 8 ميدان السيدة زينب بالقاهرة فى المكان الذى كانت تشغله قبل ذلك عيادة أسنان الدكتور أبو بكر نور الدين بعد أن تقاعد. كانت تباع المجلة فى مصر والدول التى سمحت بدخولها ولكنها ظلت ممنوعة لدى الدول التى كانت مازالت تشن حربا على الإخوان مثل ليبيا والسودان ودول البعث - سوريا والعراق - واستمرت تصدر إلى أن لقى صالح عشماوي ربه, فتوقفت بحكم القانون الذى يلغى ترخيص الصحيفة التى يتوفى صاحبها.
وبصفة عامة فقد لقيت صحافة الإخوان من السلطات ألوانا من العنت. وكانت الرقابة فى الأزمات تخنقها حتى لا تجد ما تستطيع نشره. ونسوق هذه الطريفة مثالا لما كان يحدث. كان للإخوان شهداء فى ظرف من الظروف وإذا بالرقابة تحرم نشر كلمة" شهداء" فى أى سياق. وتركت الصحيفة التعرض للسياسة من أى زواياها حتى تسطيع أن تصدر. وفى مقال عن شمول رسالة الإسلام وأن الإسلام هو رسالة كل دين ساق الكاتب الآية{ أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى} وجرى قلم الرقيب على كلمة شهداء فشطبها, ونوقش فى ذلك معناها هنا" أم كنتم حضورا شاهدين..." وبجهل مطبق أو تعسف مقصود أجاب... إذن اكتبوها أم كنتم حضورا شاهدين إذ حضر يعقوب الموت!! وفى 16 سبتمبر 1986 نشرت جريدة الشعب تحت عنوان " تقديم ثلاثة صحفيين إلى المحاكمة" أن الإخوة جابر رزق وبدر محمد وصلاح عبد المقصود أصدروا كتابا غير دورى تحت اسم البشير فصودر وقدموا إلى المحاكمة بتهمة وفى جريدة الشعب الصادر فى 30 ديسمبر 1986 جاء الآتى:
الإفـــراج عن مطبوعات الإخوان المصادرة
أفرجت محكمتا جنح عابدين, وجنح العجوزة عن مطبوعات الإخوان المسلمين التى تحفظت عليها مباحث أمن الدولة منذ عدة أشهر. فقد أصدرت محكمة جمح مستأنف عابدين يوم الأربعاء الماضى ببراءة الأستاذة فاطمة حمزة صاحبة امتياز "مجلة لواء الإسلام" مما نسب إليها من مخالفات لقانون الصحافة. وكان الإخوان المسلمون - برئاسة المرشد السابق المرحوم عمر التلمساني - قد تعاونوا مع الأستاذة فاطمة حمزة لإصدار المجلة فصادرتها المباحث. كما أصدرت محكمة جنح العجوزة حكمها ببراءة كل من الصحفيين : جابر رزق وبدر محمد وصلاح عبد المقصود, من التهم التى وجهتها لهم مباحث أمن الدولة وهى إصدار مجلة بدون ترخيص وهو الكتاب غير الدورى المسمى " البشير" بالرغم من أن الذى أصدره كان المرحوم الأستاذ عمر التلمساني.
صحافة صديقة
هذا ما كان من شأن صحافة الإخوان منذ نشأتها حتى محنة 1948 واحتجابها تماما إلى عام 1951. وجدير بالإشارة أنه كان هناك صحافة صديقة ولكنها محدودة. فقد دأبت مجلة الاعتصام وهى مجلة الجمعية الشرعية وكانت أسبوعية على نشر موجز مختصر لحديث الثلاثاء, ولم تكن مجلة الإخوان تنشره اعترافا منها بمجلة الاعتصام. كذلك تولى علي الغاياتى صاحب منبر الشرق النطق باسم الإخوان فى غيبتهم وبعد عودتهم, وكان صديقا للإخوان وكانوا أصدقاءه وكان مثلهم يعانى من ضعف الموارد رحمه الله, وكان كثيرا ما يستصرخ ذوى الأريحية ليتبرعوا إنقاذا لمنبر الشرق على صفحاتها.
للمزيد
كتاب الأستاذ جمعة أمين (أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، الكتاب السادس) كتاب الأستاذ أحمد عادل كمال (النقط فوق الحروف)