الحلقة الخامسة عشرة: تأسيس مركز بحوث السنة والسيرة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
تأسيس مركز بحوث السنة والسيرة

موقع القرضاوي/21-10-2008

من ثمرات المؤتمر العالمي الثالث للسنة والسيرة النبوية

وكان من ثمرات المؤتمر العالمي الثالث للسنة والسيرة الذي تبنته قطر: أن تبنت دولة قطر وأميرها الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني: تأسيس (مركز بحوث السنة والسيرة بجامعة قطر) الذي أوصى المؤتمر بضرورة إنشائه لخدمة السنة وعلومها بمنطق العصر وآلياته. والقيام على عمل الموسوعة الحديثية التي أشرنا إليها من قبل.

وكان ممن ساعد في تسهيل ذلك: الدكتور حسن كامل الذي تعرف علي في أثناء التحضير للمؤتمر، وفهم مني ما يمكن أن يقدمه هذا المركز، وما يمكن أن تؤديه الموسوعة ـ لو تمت ـ من خدمة دينية ولغوية ودعوية وتربوية واجتماعية وثقافية للمسلمين.

وفي 13-7-1980م صدر القرار الأميري رقم (12).

ومما يؤسف له: أن هذا المركز الذي كنت قد رسمت له صورة في ذهني: تقوم على فريق عمل متكامل متفاهم من الشرعيين المتخصصين في علوم الحديث والدراسات الإسلامية، ومن الفنيين المتخصصين في علوم الحاسوب، والتصنيفات الفنية، وأن تكون تحت أيديهم مكتبة متكاملة، وأجهزة على أحدث طراز، وموظفون علميون وفنيون مساعدون، يكونون (ورشة عمل) متميزة، لأن أفرادها يؤمنون بأن عملهم مجلة مركز بحوث السنة والسيرة عبادة وجهاد في سبيل الله: لم يسر واقع الأمر على ما كنت أتمنى.

وقد بدأت هذا العمل بكتابة بحث علمي عنوانه (نحو مشروع موسوعة للحديث النبوي) حددت فيها معالم هذا المشروع، وكيف نبدأ السير فيه، ونشرت هذا البحث على أوسع نطاق ممكن، وكتبت في آخره: أسئلة لكل قارئ حول المشروع: ماذا يضيف إليه؟ وماذا يحذف منه؟ وماذا ينتقده فيه؟ وأسئلة عدة: يجيب عنها بـ (نعم) أو (لا).

وبدأنا إصدار (مجلة المركز) وهي مجلة علمية سنوية متخصصة، يكتب فيها كبار المتخصصين، وقد نشرت فيه هذا البحث مع كراسة الأسئلة الأخيرة.

وكتب أخي الدكتور عبد العظيم الديب بحثه القيم (حافظ عصرنا.. الكمبيوتر).

ولكن الأماني شيء والواقع شيء آخر. فهناك روتين صارم يقف حائلا دون ما أريد. كان هناك أشخاص مناسبون تماما من المتخصصين في الحديث وعلومه، الموصولين بالعصر وتياراته وإمكاناته، حاولت أن أوظفهم في المركز، فلم أستطع، وسارعت جهات نظيرة فالتقطتهم، وكان هناك أناس من الفنيين الحاسوبيين الذين اشتغلوا بخدمة الحديث في مواقع أخرى، وكانوا يرغبون في الانضمام إلينا والعمل معنا. ولكن الروتين لم يمكنا من ضمهم إلينا، واختطفتهم جهات أخرى.

كل ما أعطي للمركز ـ بعد مديره غير المتفرغ ـ سكرتير وطابع. وكنت في ذلك الوقت عميدا لكلية الشريعة. كما كنت أدرّس بعض المحاضرات للطلبة أو الطالبات، إلى جوار إدارة المركز.

كما انتدب إلى المركز واحد من أساتذة الكلية المتخصصين في الحديث ـ غير متفرغ ـ وهو الأستاذ الدكتور موسى شاهين لاشين.

وبهذه الإمكانات المحدودة لم نستطع أن ننجز عملنا الكبير: الموسوعة المنشودة، وقمنا ببعض الأعمال التي تناسب قدراتنا، وهي إخراج المجلة التي تحتوي عددا من البحوث العلمية المخدومة في موضوعها، والتي لقيت قبولا لدى الدارسين والمهتمين في العالم الإسلامي.

كما نشرنا عددا من الكتب حول السنة والسيرة، مثل: المنتقى من الترغيب والترهيب للحافظ المنذري، في جزأين لمدير المركز.

السيرة النبوية الصحيحة للأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري.

السنة مصدرا للمعرفة والحضارة لمدير المركز.

كيف نتعامل مع القرآن العظيم؟ لمدير المركز.

التربية الروحية والاجتماعية للدكتور أكرم ضياء العمري.

كما قام المركز بتدريب بعض الخريجين القطريين والخريجات القطريات في كلية الشريعة على فن التخريج والتعامل مع المصادر، وقد استطاع الشباب الباحثون تحقيق مخطوطة قديمة، وقد انتدبت لهم في بعض الفصول: صديقنا العلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وهو علامة في الحديث، عالم بالفقه، عالم باللغة والنحو. فأفاد الباحثين والباحثات في المركز في هذه العلوم كلها، في فصلين دراسيين.

كما استطاعت الأخوات الباحثات: تجميع الأحاديث المتعلقة بشؤون المرأة في مختلف الجوانب: إنسانا وأنثى وبنتا وزوجة وأما وعضوا في المجتمع.

طالع في الحلقة القادمة:

اتحاد السنة النبوية.. وأحلام لم تتحقق