الجاسوس "ترابين".. عربون محبة أم شهادة تقدير للسيسي؟!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الجاسوس "ترابين".. عربون محبة أم شهادة تقدير للسيسي؟!


عربون محبة أم شهادة تقدير للسيسي.jpg

(10/12/2015)

كتب: أسامة حمدان

مقدمة

أعلن النظام العسكري المنقلب في مصر، اليوم الخميس، بشكل مفاجئ الإفراج عن الجاسوس "عودة سليمان الترابين"، بعد أن قضى 15 عامًا في السجن بتهمة التجسس لصالح كيان العدو الصهيوني، ذلك العدو الذي تعهد "السيسي" في أكثر من مناسبة بحمايته، ولو أحرق في سبيل ذلك مصر وأباد الشعب.

وأدانت محكمة أمن الدولة العليا الترابين بـ"الخيانة العظمى للوطن" بعد أن اعتقل في تشرين الثاني 2000 عند محاولته دخول سيناء "بطريقة غير مشروعة"، قادمًا من الحدود الفلسطينية المحتلة، بعد أن فر إلى كيان الاحتلال الصهيوني عام 1990 مع والده، الذي كان أيضًا مطلوبًا بتهمة التجسس لصالح جهاز الموساد.

وأصدر القضاء وقتها حكما نهائيًّا بسجنه 15 عاما، وفشلت محاولات الاحتلال في الضغط على المخلوع مبارك للإفراج عنه بصفته أحد مواطنيها، بعد خروج القضية إلى الإعلام وأصبحت قضية رأي عام لا يستطيع مبارك التحرك ضدها.

أثار الإفراج عن "ترابين" التأكيد بأن الاحتلال الإسرائيلي نجح فى اختراق عدد من الدول العربية وعلى رأسها نظام الانقلاب في مصر، بشبكة من العملاء الصهيونيين النشطين، خاصة أن هذه الشبكات ليست بهدف جمع المعلومات فحسب ولكنها –أي شبكات التجسس- قادرة على أن يكون لها تأثير إيجابى أو سلبى على المشاهد السياسية والاجتماعية والاقتصادية فى تلك البلدان.

وحسب مراقبين فإن جواسيس الاحتلال هم الأنشط فى مصر منذ عام 1979، وأنهم يعملون فى عمق الحكومات العسكرية، وأن عمل شعبة الاستخبارات العسكرية ضد "العدو" نجح فى تصعيد الاضطرابات الطائفية والاجتماعية أينما تعمل، خاصة فى مصر.

وأعاد الإفراج عن "ترابين" فتح ملف التجسس الصهيوني في مصر، خاصة أن الإفراج تزامن مع ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، بأن جهاز الموساد للاستخبارات والعمليات الخاصة، أطلق أكبر حملة في تاريخه لطلب عملاء وعاملين في كل المجالات، بداية من النجارين والحرفيين، وحتى الخبراء في مجال الكيمياء، وأن هذه الحملة جاءت تحت شعار "مع أعداء كهؤلاء نطلب الأصدقاء".

ويمكن للجميع الدخول إليها على موقع الموساد الإلكتروني والتسجيل فيها للعمل مع مخابرات الموساد، وانتشرت الحملة بسرعة كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي وفيس بوك، التي اعتمدت على مصادر علمية في ديوان رئيس الوزراء الصهيوني، خاصة أن "الموساد" وجهاز الأمن العام "الشاباك" يعملان تحت إمرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مباشرة

ومن الوظائف المطلوبة بشكل عاجل وسريع أشخاص يجيدون تحدث اللغات، بصفة خاصة الفارسية والعربية، ومدرسي لغات أجنبية، وخبراء في التكنولوجيا وتصميم فني "جرافيك"، إضافة إلى خبراء في العلوم والكيمياء، كما أن الجهاز أعلن عن حاجته لعاملين بالحرف اليدوية مثل النجارين وعمال الصيانة.

وكان هناك المهن المعتادة مثل الأطباء وخبراء علم النفس، وكذلك جنود وضباط سابقين بالجيش، ومن المهن الغريبة التي طلبها الإعلان المحامون، وأن "الموساد" يقدم توصيف الوظائف بطرق مغرية جدا.

مطلوب جاسوس

كذلك فإن الإفراج عن ترابين تزامن مع ما أعلنته الإذاعة العامة للاحتلال مؤخرًا، ببدء عمليات نقل حوالى 30 ألف جندى صهيوني إلى قواعد اتصالات ومخابرات جيش الاحتلال بصحراء النقب القريبة من الحدود المصرية، وأن المقرر نقلهم إلى المنطقة بينهم 7 آلاف جندي نظامي، كما سيتم نقل حوالى 100 ألف جندى سنويا فى منطقة التدريب التى سيتم بناؤها بالمنطقة نفسها.

ونقلت عن وزير الدفاع موشيه يعالون أن عملية نقل قواعد الاتصالات والمخابرات إلى صحراء النقب ستحول منطقة بئر سبع إلى "عاصمة السايبر" للاحتلال، فى إشارة إلى أنها ستكون بمثابة عاصمة للحرب الإلكترونية، واصفًا تلك الخطوة بـ"التاريخية"؛ حيث ستكون بمثابة عملية تحفيز للشباب للاستثمار والتوطين فى المنطقة، وتوفر عطاءات بناء قواعد جيش الاحتلال فى النقب ما يقرب من 1,5 مليار شيكل دخلا سنويا للشركات المشاركة فى المشروع.

كما أقر "الكنيست" قبل شهرين مشروع "مخطط برافر"، الذى يهدف إلى تهجير البدو القاطنين بالنقب، وتجميعهم فيما يسمى "بلديات التركيز". قبل الإفراج عن ترابين بسنوات قليلة تم اكتشاف شبكة ضمت محمد سيد صابر على "35 سنة" المهندس المصري بهيئة الطاقة الذرية، والأيرلندي برايم بيتر والياباني شيرو ايزرو، ليصبح الجاسوس رقم 67 في سلسلة الجواسيس الذين جندتهم "تل أبيب" ضد مصر منذ عام 1985.

وهو ما اعتبره خبراء أمنيون بمثابة انفجار لنشاط الجواسيس في مصر بعد ثورة 25 يناير، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات عن طبيعة مهمة الجواسيس في مصر بعد الثورة، وأسباب تزايد نشاطاتهم وعملهم بكل حرية بعد الانقلاب العسكري.

وتكشف التقارير أنه منذ توقيع اتفاقية السلام مع العدو الصهيوني، تم ضبط العديد من شبكات تجسس للاحتلال باستثناء حالة واحدة لحساب المخابرات الأمريكية، وحسب التقارير الأمنية فإن أكثر من 85% من جرائم التهريب وتزوير العملات في مصر ارتكبها الاحتلال، في حين بلغت أعداد قضايا المخدرات خلال العقد الأخير ما يقرب من 5 آلاف قضية.

وما يؤكد ذلك الاعتراف الصهيوني بأن مصر يدخلها نحو 500 طن مخدرات سنويا عن طريق الاحتلال، وقد استغل الاحتلال السياحة إلى مصر لتنفيذ مخططها لزرع هذه الشبكات التجسسية، وساعد على ذلك أن الصهيونيين لهم الحق، بموجب اتفاقية السلام، في دخول سيناء دون جوازات سفر أو تأشيرات لمدة أسبوعين، مما جعل عملية التسلل إلى داخل البلاد أمرا سهلا.

وخلال الفترة من 1985 إلى 2000 تم ضبط أكثر من 25 شبكة تجسس إسرائيلية في مصر، منها تسع شبكات تم ضبطها خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حتى بلغ عدد جواسيس الموساد، الذين تم تجنيدهم والدفع بهم إلى مصر حوالي 63 جاسوسًا بنسبة 75% من المصريين و25% من الإسرائيليين

ولاحقا تم ضبط أربع شبكات أخري الأولى عام 2002، والثانية عام 2004، وكان بطلها المحامى وائل لطفى، الذى تطوع وعرض خدماته على إسرائيل، وبعدها تم ضبط الشبكتين الجديدتين "العطار وصابر"، ليصبح المجموع 28 شبكة تجسس في 28 عاما تضم 80 جاسوسا.

عالم من الوهم خلفه خرابة!

وعن مسرحيات الجواسيس المصريين في الاحتلال الإسرائيلي، تقول الصحفية آيات عرابي: "عالم من الوهم خلفه خرابة!".

وتضيف:

"وانت بتتفرج على تتر مسلسل رأفت الهجاص ومبسوط بالموسيقى و(بتشهق) من الانبهار، وبتتشحتف من الوطنية، افتكر أن الفريق رفعت جبريل رئيس هيئة الأمن القومي في المخابرات العامة، قال إنه كان عميلًا مزدوجًا.. وابكِ على الوقت اللي ضيعته وانت متسمر قدام التليفزيون.. ويا رب ساعتها تفهم إن كل حاجة اتعلمتها في المدرسة وهم".

وتابعت:

"حضرتك وحضرتي وحضرته نعيش في عالم كامل من الوهم والصور المزخرفة التي تخفي خلفها خرابات وصناديق قمامة تحوي أفجر أنواع الخيانة وبيع الوطن.. خلف ذلك الستار الوهمي الذي تربى عليه آباؤنا منذ ستين سنة.. هناك خرابة كاملة يفتح العسكر فيها أدراج مكاتبهم ويخلعون ملابسهم ويخرجون لك المسرحيات العفنة لخداعك".

وأوضحت

"خرابة كاملة يحكمها الدولار ودول بأكملها تعيش وهم التحرر بينما يحكمها عملاء يتلقون أوامرهم من نعال أحذية أسيادهم في أمريكا وانت بجهلك تساعدهم في إحكام الحبل حول رقبتك وتساعدهم على مد أيديهم في جيبك!".

المصدر