البلتاجي: لن نبقى طوال الدهر لا نسعى إلى الحكم فهذا موقف مؤقت

لا تعتزم جماعة الإخوان المسلمين السعي إلى السلطة في انتخابات مصر هذا العام، لكنها تقول إنها لن تقيد طموحاتها السياسية إلى الأبد، وتريد من الأحزاب العلمانية تنظيم نفسها لتعزيز المنافسة الحقيقية.
وقال محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان: "يجب على الجميع أن يتحرك لنصل إلى وقت نصبح كبقية دول العالم فيها 3 أو 4 أحزاب قوية".
وأضاف: "هناك بطء في حركة الأحزاب"، مشيرًا إلى النشطاء العلمانيين الذين وحدت جماعة الإخوان صفوفها معهم في احتجاجات حاشدة، أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، ما ساعد في إشعال انتفاضات في دول عربية أخرى تراقب الآن وتيرة الإصلاح في مصر.
وقال البلتاجي: "لن نبقى طوال الدهر لا نسعى إلى الحكم ولا نسعى لأغلبية ولا نسعى إلى الرئاسة. هذا موقف مؤقت لحين أن تصبح هناك قوى قادرة على التنافس. وقتها سنشارك في هذا التنافس".
وتابع البلتاجي: "شراكة بمعنى أن التيار الإسلامي في قلب الأحداث دون أن يكون متصدرًا لها".
وهو يتوقع أن تكون الحركات الإسلامية في المستقبل بالمنطقة جزءًا من الحياة السياسية لا أن تهيمن عليها.
وقال البلتاجي، إنه يجب أن يظهر القوميون واليساريون والليبراليون.
وأضاف: "إذا سعى التيار الإسلامي أن يكون العنصر السائد في مواقع المسؤولية ربما ندخل في إشكالية كبيرة. وإذا سعت القوى الأخرى إلى أن تحجم أو أن تقصي التيار الإسلامي فسندخل في إشكالية أكبر"، مذكرًا بالصراع الذي شهدته الجزائر عام 1991 حين ألغيت الانتخابات التي كان من المرجح أن تسفر عن فوز الإسلاميين.
وكانت قيادات جماعة الإخوان قد قالت إن الجماعة ستخوض الانتخابات على نحو ثلث مقاعد البرلمان أو أكثر، ولن تخوض انتخابات الرئاسة التي ستجري في ديسمبر أو ربما بعد ذلك.
وقال البلتاجي: إن أولويات الجماعة ستكون الإصلاح السياسي، وضمان الحريات العامة والسياسية، والعدالة الاجتماعية، واستعادة النفوذ الإقليمي لمصر.
وأضاف أن جماعة الإخوان تؤيد تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية بدرجة كبيرة.
ولدى سؤاله عن دور الشريعة الإسلامية في تشكيل البرنامج السياسي للجماعة، أجاب: "هذا كله متوافق مع الشريعة غير متعارض، لكنها ليست قضية شريعة".
وعن الانتخابات التشريعية، قال البلتاجي: إن الجماعة تبحث فكرة تشكيل قائمة واحدة على مستوى البلاد بالتعاون مع إصلاحيين. وأضاف أن الاقتراح يهدف إلى أن تكون هناك "أغلبية وطنية ثورية".
لكن في الأسابيع الأخيرة وجدت جماعة الإخوان نفسها على خلاف مع آخرين بشكل متزايد، خاصة القطاعات العلمانية من الحركة الإصلاحية المصرية التي اتحدت على موقف واحد للإطاحة بمبارك.
وتركز الخلاف على الانتقال السياسي الذي حدد المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد خطواته.
ودب خلاف بين الجماعات بشأن الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي وافقت عليها أغلبية كبيرة مطلع هذا الأسبوع.
واتهمت جماعة الإخوان باستخدام الدين لدعم حملتها للتصويت لصالح إقرار التعديلات.
وتنفي الجماعة هذا، لكن البلتاجي قال إن جماعات وشخصيات إسلامية أخرى استغلت الدين في الحملة لصالح التعديلات.
وقال: "من وجهة نظرنا هذه مسألة سياسية ولا علاقة لها بالجنة والنار".