الإيمان هو الحل (2/2)

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الإيمان هو الحل (2/2)


بقلم : حسام العيسوي إبراهيم

الإيمان بالله عزوجل هو الأمل لحل كل المشكلات التي عصفت بمصرنا الحبيبة ، فلن يستطيع أي قانون أو تشريع مهما كانت قوته وحده أن يحل هذه المشكلات ، فنحن نحتاج الآن إلى منهج علمي دقيق يقوم على أساس الإيمان وكيفية تعميقه في نفس الإنسان حتى يتسنى لنا حل هذه المشكلات .

وهذه بعض الأطروحات التي أتمنى من الله عزوجل أن تكون عوناً لنا في نهضة مجتمعنا ، والقضاء على مشكلاته .

1- التعليم

إن أي نهضة حقيقية تبدأ من الإنسان ، الاهتمام به ، تنمية فكره ، العمل على الارتقاء بمستواه في كل مجالات حياته ، وإن التعليم هو من أول المداخل التي بها يتم تغيير الإنسان ، وتنمية سلوكه إلى الأفضل ، ويتم ذلك عن طريق إعداد سياسة تعليمية محددة الأهداف والمعالم ، تقوم أول ما تقوم على ترقية الإنسان من حيث علاقته بالله عزوجل ، وتنمية قدراته ومهاراته النافعة لنفسه ولمجتمعه .

نحتاج مناهج تعليمية متوافقة مع العصر ، ومتوافقة مع المجتمع الذي نعيش فيه ، كذلك لا تغفل تراثنا الإسلامي العظيم ، وبهذا نكون أصحاب فكرة مستقلة ومنهج متميز يمد الإنسانية والعالم بكل خير .

لابد أن يكون موقفنا في التعليم قائماً على الشراكة الحقيقية بين المنتجات التعليمية على مستوى العالم ، ولا تكون قائمة على التبعية المطلقة لكل ما يخلفه لنا الغرب من معارف ومعلومات .

ربط التعليم بأساسيات المنهج الإسلامي من حيث تصور الإسلام للإنسان ، فهو خليفة الله في أرضه ، والقائم على تعمير هذا الكون ، والله عزوجل سخر له كل من فيه ، فالإنسان مأمور بنشر الخير في العالم الذي يعيش فيه ، وأن تقوم علاقته مع غيره على أساس الحب فكلنا لآدم وآدم من تراب .

2- السياسة والحكم

فما بالنا لو أن حاكماً استشعر أنه محاسب على تقصيره في حق رعاياه ، واستشعر أنها أمانة في عنقه وأنه مسئول أمام الله عن هذه الأمانة .

وما بالنا لو استشعر الشعب أنه أيضاً أمين على هذا الرئيس ، فهم مسئولون مثله ، ومكلفون بإبداء النصح والإرشاد لهذا الرئيس ، وأنها أمانة في أعناقهم أن لا يعطونها إلا لمن يستحقها .

وما بالنا لو أن الضمير المؤمن هو الذي يحكم الرئيس والقاضي ، فلن يحاول هذا الرئيس أن يتخذ القوة أو يؤثِّر على القاضي ليحكم في صالحه ، ولن يحاول القاضي ذو الضمير المؤمن أن يطوَّع النصوص إرضاء لأميره فالشرع سيد على الجميع : الرئيس والشعب ، والمسلم والنصراني سواء .

3- الاقتصاد

الاقتصاد عماد الحياة ، ولكن السؤال : ما الذي جعل المسئولون السابقون ينهبون كل هذه الثروات ، بل إنك لا تكاد ترى فيهم شريفاً واحداً إلا من رحم ربي .

أعتقد أنه هو غياب الإيمان من قلوبهم ، وعدم استشعار أنهم مسئولون أمام الله عزوجل ، كما أني أعتقد بأن رضا الناس بواقعهم ويأسهم من الإصلاح أسهم في تفاقم هذه المشكلة ، فاليأس ضد الإيمان بالله .

ما بالنا لو أن كل مواطن لم يسكت عن حقه في أي مصلحة أو حتى في أي وسيلة مواصلات إذا كان له حق عند السائق ، أو له حق يخاف المطالبة به عند رئيسه ، أعتقد لو أن كل إنسان استشعر أنه مسئول أمام الله عزوجل عن هذا المال فلن يضيع جنيه واحد ، ولن يوضع في غير موضعه .

4- السلامة والأمن

الأمن نعمة من الله عزوجل ، لا يستشعرها إلا من غابت عنه ، ولن يستطيع الإنسان العيش بدونه ، والإيمان بالله عزوجل يوطِّد لنا هذا الأمن ويجعله واجب على الجميع أن يحققه لنفسه ولغيره ، فهو أمانة على كل إنسان يملكه أن يوفره لغيره ممن لا يملكه .

نؤمن جميعا لو أن هناك منهج إيماني حقيقي يتم نشره وتعليمه لأفراد المجتمع ، فلن نجد سارق ، ولن نجد بلطجي ، إن غياب هذا المنهج حوّل الحياة إلى غابة ينهش بعضها بعضاً ، ويتصرف كل فرد فيها في مال غيره على أنه حق مكتسب له .

أوجز القول أن الإيمان هو الحل لكل مشكلاتنا الحياتية ، ولابد أن تتضافر الجهود جميعاً لإرساء معالمه وقيام أسسه ، فهو الملجأ والملاذ الوحيد لهذه الأمة ، وهو إذ يبدأ من الفرد بإصلاح علاقته بربه ، ودعوة غيره إلى الطريق المستقيم ، أوقن بأن ذلك هو الحل ، ولن يوجد حلاً آخر ، فلا نريد أن نضيع جهودنا سنين طويلة تكلفنا الكثير نجري فيه وراء مناهج لا تنفع لمجتمعنا ولا لإصلاح أمتنا فالإيمان هو الحل .

المصدر