الإمام حسن البنا وشركاء الوطن (2-2)
بقلم : الدكتور محمد عبد الرحمن
الإسلام ومعنى المواطنة :
أسس رسول الله صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام الأولى فى المدينة المنورة، وكان داخل قبائلها العربية أسر يهودية متعددة، وهذا بخلاف تجمعات قبائل اليهود المجاورة والمتداخلة مع المدينة كيهود بنى قينقاع – وبنى النضير وبنى قريظة.
ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ البداية وثيقة بمثابة دستور سياسى واجتماعى لهذه الدولة وهى تشير بوضوح إلى اعتماد المواطنة مبدأ أساسياً فى تشكيل المجتمع من هذه الطوائف، فقد ورد فيها :
1- أن أهل يثرب (ومن تبعهم فلحق بهم) أمة واحدة من دون الناس.
2- أن يهود بنى عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم .
3- أن ليهود بنى النجار مثل ما ليهود بنى عوف .
وذكرت الوثيقة طوائف اليهود الأخرى الداخلة فى ذلك: يهود بنى الحارث، ويهود بنى ساعدة، ويهود بنى الأوس، ويهود بنى ثعلبة .. الخ
4- وأن بطانة يهود كأنفسهم.
5- وإن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة وإن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم .." ([1]) .
وحق المواطنة هذا أنهم شركاء فى الوطن، متساويين فى الحقوق والواجبات أمام القانون وفق مبادئ الإسلام وأحكامه، وكذلك لهم هذه الحقوق أيضاً :
1- الأصل فى علاقتهم بالسلطة والحكومة الإسلامية هو الرعاية والحماية وحسن التعامل والنصح لهم والعدل والإنصاف والبر،فهم فى ذمة وعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من آذى ذمياً أو معاهداً أو انتقص منه فأنا حجيجه يوم القيامة ) .
2- ولهم حق تنظيم طوائفهم الدينية واختيار رؤسائهم الدينيين ومن يمثلهم دون تدخل من السلطات.
3- ولهم حرية ممارسة شعائر العبادة الخاصة بهم، والمحافظة على دور العبادة وبناء ما يكفى حاجتهم منها، وأغلب الكنائس فى بلاد المسلمين لم تجدد أو تبن إلا فى ظل الخلفاء المسلمين، وكما قال الليث بن سعد: أن الكنائس الحالية – وقتها – فى مصر كلها بنيت فى عهد الإسلام .
4- كما لهم نفس الحقوق السياسية والاجتماعية من تشكيل الجمعيات المختلفة ودخول الانتخابات والتمثيل فى البرلمان، وتولى المناصب ما عدا أمراً واحداً وهو رئاسة الدولة (حيث يمثل ذلك منصب الولاية العامة حسب التعريف الفقهى لها) إذ عليه واجبات دينية تشترط الإسلام للقيام بها ومنها إمامة المسلمين فى الصلاة وحراسة الدين وسياسة الدنيا وفق أحكام الإسلام. وفى غير ذلك لهم المساواة مع المسلمين فى باقى المناصب، وهذه الخصوصية التى ذكرناها يعاملون أيضاً بمثلها فلهم قانون الأحوال الشخصية الخاص بهم ولا تقام عليهم الحدود فى الأمور الخاصة بدينهم مثل شرب الخمر وأكل لحم الخنزير .. الخ... فهذه المراعاة للدين وأصوله ميزانها واحد وتساوى بين المسلمين وغير المسلمين.
5- ومع حق المواطنة والمساواة مع المسلمين، فإنه لا تؤخذ منهم الزكاة، ولكنهم يتساوون مع المسلمين فى باقى المعاملات ولهم نفس حقوق الرعاية المطلوبة من الدولة تجاه مواطنيها.
• الحكم الإسلامى بالتعبير المعاصر، هو حكم مدنى وليس حكماً دينياً أو كهنوتياً فالاحتكام فيه ليس لأمر غيبى يدعيه الحاكم أو يقتصر على علماء الدين، وإنما الاحتكام لدستور وقانون مستمد من المرجعية العليا (القرآن والسنة) أى القانون المكتوب وقد توافق على تطبيقه غالبية الشعب.
• كما أن المواطنة أو الجنسية التى تمنحها الدولة لرعاياها من غير المسلمين قد حلت محل مفهوم أهل الذمة، فالمواطنة ترتبط بالوطن استقراراً فيه وولاءً له وانتماءً إليه فيكتسب جنسيته ويرتبط بأرضه
وهذه المواطنة تضم المسلمين وغير المسلمين. وهى فى المصطلح الإسلامى القديم تشمل:
1- المسلم الذى يؤمن بالإسلام .
2- الذمّى وهو من كان فى ذمة الحكم الإسلامى، ويقبل بالانتماء لهذا الوطن
3- أهل وأبناء هذا الوطن الذين ولدوا على أرضه وترعرعوا فيه سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين .
4- المستأمن، وهو الوافد إلى الوطن والمقيم فيه مؤقتاً فهو فى أمان دولة الإسلام حتى يرجع إلى بلده.
• وإن الضوابط والأسس التى يضعها الإسلام لسلامة المجتمع من قواعد الفضيلة وإقامة العدل والتعاون على البر وغيرها من أمور لايختلف عليها أى دين من الأديان بل وتطالب بها الإنسانية عبر عصورها .
• أما إذا حاول البعض المزايدة وأن يجعل من شعار المواطنة بديلاً عن المرجعية الإسلامية أو ضد قواعد الإسلام العادلة، فهذا لا نوافقه عليه.
حول موضوع الجزية ورؤية الإمام البنا:
الدارس لرؤية الإسلام فى هذا الأمر، وكيف كان التطبيق العملى له، يجد الآتى:
أن القواعد والضوابط فى دخول الشعوب والأفراد غير المسلمين تحت سلطان الدولة الإسلامية تشمل :
أ- أن يقبل هؤلاء الناس أن يكونوا مواطنين فى ظل هذا الحكم الإسلامى، شركاء فى ذلك الوطن.
ب- والأمر الثانى أن تعاملهم الدولة الإسلامية 0حكومة وشعباً) بالقسط والبر والرعاية مثلما تعامل أفرادها المسلمين، وتمكنهم من أداء شعائرهم التعبدية وأماكن العبادة الخاصة بهم ودون أى اكراه .
ج- والأمر الثالث أن توفر لهم الحماية والدفاع عنهم نظير ضريبة صغيرة كبدل عن الجندية لإعفائهم منها إلا إذا رفضوا ذلك وطلبوا المشاركة فى الدفاع والجندية.
• أما آية سورة التوبة التى ذُكر فيها المواجهة والقتال، فلم تكن موجهة للأفراد والشعوب، وإنما للحكومات التى تحكم هذه الشعوب وتمنع وصول دعوة الله إليهم، وتظلم وتنحرف عن مبادئ العدل والحرية – فكان أولاً التوجيه لهم بالأسلوب السلمى لتمكين الدعوة الإسلامية أن تصل بحرية إلى الناس وهم أحرار بعد ذلك من يشاء أن يؤمن ومن شاء أن يكفر، فكان القتال موجهًا للسلطة الحاكمة الظالمة المعتدية الرافضة لحرية الدعوة وهدفه أن تقر بالخضوع والتسليم للدولة الإسلامية بحرية الدعوة. • أما الجزية فهى نوع من الضريبة – لم يستحدثه الإسلام – وإنما كان موجوداً قبل الإسلام وبعد نزوله ومعمولاً به بين الأمم، ويمثل علامة للتبعية والخضوع وإن كان استخدام الإسلام له من زاوية مختلفة عما اعتادت عليه الأمم الأخرى.
ولا يشترط الفقهاء أن تُسمى هذه الضريبة – ضريبة الإعفاء من الجندية – باسم الجزية،وقد طلبت بعض الطوائف ذلك على عهد سيدنا عمر بن الخطاب وأجابهم إليه.
فإذا عجزت الدولة عن الدفاع عنهم، أو اشتركوا فى أعمال وتجهيزات متعلقة بأمن الوطن وحمايته، أو طلبوا هم عدم إعفائهم من الجندية دون إكراه لهم، رفعت عنهم ولم تؤخذ منهم، وهذا ما انتهى إليه الأمر فى عصرنا الحاضر بمشاركة إخوة الوطن فى الدفاع عنه وحمايته ومساواتهم فى التجنيد، واختلطت دماؤهم بدماء المسلمين فى مواجهة المحتل الأجنبى فأصبح الأمر مسألة تاريخية.
وإلى هذا ذهب الإمام البنا بكل وضوح فى رسالة مشكلاتنا فى ضوء النظام الإسلامى تحت عنوان " أصول الإسلام كنظام اجتماعى " حيث يقول:
" الجزية : ضريبة كالخراج، وهى كلمة عربية مشتقة من الجزاء، لأنها تدفع نظير شيئ هو الحماية والمنعة، وذهب بعض العلماء إلى أنها فارسية معربة وعلى هذا فهى : نظام فى الضريبة نقله الإسلام عن الفارسية ولم يبتكره " .
ولقد قرر الإسلام ضريبة الجزية على غير المسلمين فى البلاد التى فتحها نظير قيام الجند الإسلامى بحمايتهم وحراسة أوطانهم والدفاع عنها، فى الوقت الذى قرر فيه إعفاءهم من الجندية، فهى "بدل نقدى" لضريبة الدم، وإنما سلك الإسلام هذه السبيل ولجأ إليها مع غير المسلمين من باب التخفيف عليهم، والرحمة بهم وعدم الإحراج لهم حتى لا يلزمهم أن يقاتلوا فى صفوف المسلمين، فيتهم بأنه إنما يريد لهم ا لموت والاستئصال والفناء والتعريض لمخاطر الحرب والقتال، فهى فى الحقيقة "أمتياز فى صورة ضريبة", ومقتضى هذا : أن غير المسلمين من أبناء البلاد التى تدخل تحت حكم الإسلام إذا دخلوا فى الجند، أو تكلفوا أمر الدفاع أسقط الإمام عنهم الجزية، وقد جرى العمل على هذا فعلاً فى كثير من البلاد التى فتحها خلفاء الإسلام، وسجل ذلك قواد الجيوش الإسلامية فى كتب ومعاهدات لا زالت مقروءة فى كتب التاريخ الإسلامى. أ.هـ .
الواقع العملى فى تاريخ الإخوان:
ما سبق أن أوضحناه هو رؤية الإخوان فى هذا المجال وهى قائمة على فهمهم للشريعة الإسلامية وقد فصّل الإمام الشهيد فى أكثر من موضع بهذا الشأن وإذا نظرنا فى الواقع العملىالتطبيقى سنجد أن الإخوان كانوا نموذجاً لما رباهم عليه الإمام الشهيد، ولم يكن ظهور جماعة الإخوان مصحوباً بأى بُعد طائفى أو أى إثارة للمسلمين على المسيحيين، بل كان هناك الودّ والتعامل الاجتماعى الواسع، والصداقة الطيبة بين أفراد الجماعة وغيرهم من المسيحيين.. وهذه بعض النماذج والوقائع التاريخية .
1- فى عام 1944 عندما أقدم الإخوان على شراء قصر كبير بميدان الحلمية ليكون مركزاً عاماً ومقراً للدعوة لهم، ولم يكن لديهم المبلغ الذى تعاقدوا عليه فقاموا بعمل اكتتاب على مستوى القطر من الإخوان ومن محبيهم والمتعاطفين معهم .. فقد ساهم عدد كبير من أقباط مصر فى هذا الاكتتاب كل بما استطاع فمثلاً تبرع الخواجة "فرنكو" التاجر بـ10جنيهات،وجرجس بك صالح بـ5جنيهات،مريت بطرس غالى20 جنيهاً،وأرمنيوس جرجس بـ500 مليم، وجبريل مرسال بـ200 مليم، ومريس فاغ بـ200 مليم، وشاكر حزقيال بـ200 مليم، وجاب الله كريمة بـ 100 مليم، وولسن يونس بـ 100 مليم، وإسطاس بك بـ 100 مليم، وتوفيق جرجس بـ 50 مليماً وغيرهم كثير كان منهم الحرص على المساهمة والمشاركة رغم الحالة الاقتصادية التى كانت تمر بها مصر فى أعقاب الحرب العالمية الثانية، مما يؤكد على مدى العلاقة والعاطفة بينهم وبين الجماعة([2]).
2- كان هناك "خريستو" وهو مسيحى أصله لبنانى مارونى فى منطقة الإسماعيلية أحب الإخوان وطلب أن ينضم لأحد الأسر الإخوانية حيث أعجبه روح التكافل والأنشطة المجتمعية التى يقومون بها واستجاب له الإخوان وكان فى أسرة مسئولها الأستاذ على رزة، وكان يشاركهم فى كل شيء ما عدا الصلاة والصيام.
وأعطى الإمام الشهيد توكيلاً لخريستو هذا ليكون مندوباً له فى لجنة الطور فى الانتخابات التى دخلها الإمام أواخر عام 1944 .
3- كان هناك صداقة ولقاءات بين الإمام البنا وقيادات الإخوان، وبين الأستاذ مكرم عبيد والأستاذ إبراهيم فرج، وهما من الرموز المسيحية الوطنية.
وعندما استشهد الإمام، اخترق مكرم عبيد الحصار المفروض من الأمن وشارك فى حمل الجثمان وتشييعه.
4- عندما قامت الحكومة بنقل الإمام الشهيد من وظيفته بالقاهرة إلى صعيد مصر لإبعاده تحت ضغط الإنجليز، حاول البعض المغرض أن يرسل بشكاوى ضده خوفاً أن ينقل نشاطه الإسلامى هناك فى الصعيد المتوتر.
لكن الإمام الشهيد طمأن الجميع والتقى بزعماء المسيحيين وقساوسة الكنائس هناك وأوضح لهم طبيعة دعوته وطبيعة الإسلام الذى يدعو إليه، فقاموا بالتوقيع معه على طلب يطالب الحكومة بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية.
5- كان قادة الإخوان ورموزهم بالصعيد مثل الأستاذ محمد حامد أبو النصر، والأستاذ حامد شريت وأحمد شريت وغيرهم على أحسن علاقة مع الأسر المسيحية، وكانت تلجأ لهم لحل مشاكلهم.
6- فى عام 1948 قام صادق سلامة وهو مسيحى مصرى، ووكيل نقابة الصحفيين بترشيح نفسه فى البرلمان فى انتخابات تكميلية وقتها، فقام الإخوان بتأييده بل واعتباره كانه مرشحهم.
7- قام الإمام الشهيد بتعيين السادة: فانوس أخنوخ، ووهيب دوس، وميريت غالى أعضاء فى اللجنة السياسية للإخوان المسلمين.
8- جميع شعب الإخوان فى القطر المصرى كانت على علاقة حسنة وطيبة بالمسيحيين ويشاركون معهم فى الأنشطة الاجتماعية والرياضية ويتبادلون الزيارات.
9- كان الإمام حريصاً على إشراك رموز الكنيسة فى الفعاليات الوطنية التى تقيمها الجماعة وخاصة فى قضية الجلاء وقضية فلسطين.
10- عندما حدث حريق كنيسة كفر قاسم 1951، قام الأستاذ مكرم عبيد، وإبرا هيم فرج بالدفاع عن الاتهامات التى وجهها الإنجليز للإخوان، وكشفوا تدبير الإنجليز وعملائهم لهذه المؤامرة وذلك الحادث.
11- واستمر هذا منهج الإخوان بعد الإمام الشهيد، وعندما خرجوا من السجون فى منتصف أو أواخر السبعينات، كان لهم دور فاعل فى ترشيد الشباب فى هذا المجال، وكان للمرشد العام الأستاذ عمر التلمسانى جهداً واضحا فى معالجة فتنة الزاوية الحمراء ولم ينتظر إجراءات الحكومة فى هذا الشأن والتى شابها العنف وعدم التوفيق.
12- وفى الانتخابات البرلمانية والنقابية، تعاون الإخوان مع زملائهم المسيحيين ففى عام 1987 بأسيوط قام الأستاذ محمد حامد أبو النصر بنفسه مع إخوانه بالدعاية للمرشح المسيحى جمال اسحق عبد الملاك وهو على رأس القائمة الانتخابية .
13- استمر التزاور والمجاملات فى المناسبات الاجتماعية بين قيادات الإخوان والكنيسة وإن كان لتدخل الحكومة وتسييس البعض لعرقلة هذه الصلة الوطنية، بعض الأثر السلبى، لكن استمر الإخوان على موقفهم وعلى علاقتهم الحسنة لأن هذا عقيدة عندهم وواجب دينى لديهم.
14- من المعروف والثابت أن الحفاظ على الوحدة الوطنية وحسن العلاقة مع شركاء الوطن هى من استراتيجيات جماعة الإخوان وقواعدها الحاكمة وأن هذا منهج عملى يتربى عليه جميع أفراد الإخوان،وهم لم يكونوا أبداً طرفاً فى أى فتنة أو توتر طائفى طوال تاريخهم، رغم محاولات البعض إلصاق ما يفعله بعض المتطرفين عن جهل، ومحاولة نسبته زوراً لأفراد الجماعة.
15- لقد تعامل أفراد الإخوان قديماً وحديثاً فى مختلف مؤسسات المجتمع المدنى ومنها النقابات والبرلمان والجمعيات والجامعات .. الخ مع زملائهم المسيحيين فكانوا نموذجاً لهذه الرؤية والتعاون والبر وحسن المعايشة. والمقالة لا تتسع لذكر هذه النماذج الحديثة .
خاتمة:
من منطلق الحب والعاطفة الجياشة، يخاطب الإمام الشهيد الأمة كلها مسلمين ومسيحيين لأنهم قومنا الذين ننتمى إليهم ونعتز بهم فيقول لهم:
" .. ونحب كذلك أن يعلم قومنا أنهم أحب إلينا من أنفسنا وأنه حبيب إلى هذه النفوس أن تذهب فداءً لعزتهم إن كان فيها الفداء، وأن تزهق ثمناً لمجدهم وكرامتهم ودينهم وآمالهم إن كان فيها الغناء، وما أوقفنا هذا الموقف منهم إلا هذه العاطفة التى استبدت بقلوبنا وملكت علينا مشاعرنا ..
فنحن حين نعمل للناس فى سبيل الله، أكثر مما نعمل لأنفسنا، فنحن لكم لا لغيركم أيها الأحباب ولن نكون عليكم يوماً من الأيام"([3]) .
المصدر
- مقال:الإمام حسن البنا وشركاء الوطن (2-2)موقع:الشبكة الدعوية