الإمام البنا ومشاكل المجتمع (2-2)
بقلم : د. محمد عبدالرحمن ... عضو مكتب الإرشاد
محتويات
5) فى مجال استيعاب الشباب وتوجيه طاقته للنافع المفيد
وكان من أبرز المسارات والأوعية التى أنشأها وطورها الإخوان، هى ما حققوه فى هذا المجال حتى تميزت الدعوة بسرعة انتشارها وشدة إقبال الشباب عليها.
أ- فتم إنشاء وتكوين عشرات من فرق الكشافة والجوالة لاستيعاب النشء ( صغير السن) وكذلك الشباب وحسن إعدادهم وتربيتهم .
ب- واهتموا بممارسة الرياضة والتشجيع عليها كمسار تربوى واستيعاب لطاقات الشباب وأنشأوا لذلك إدارة للفرق الرياضية يرأسها الأخ عبد الغنى عابدين فى مهمة مراقب عام الإدارة الرياضية بالمركز العام.
وكانت اللجنة الرياضية تشمل المجالات الرياضية الآتية:
الألعاب السويدية – المصارعة - حمل الأثقال – السباحة – كرة القدم –الملاكمة – السلة – ثم تم إضافة : الهوكى – التنس – تنس الطاولة –الجولف – الشيش – القفز – العدو .
جـ - تم استكمال هذه الفرق الرياضية على مستوى المناطق والشعب، وقسموا القطر إلى 10 مناطق رياضية تشرف على المسابقات الرياضية وإعداد الفرق المختلفة.
د- كما اجتهد الإخوان فى الشعب بإنشاء الأندية الرياضية التى تمارس أكثر من لعبة، فأصبح تقريباً فى كل شعبة نادى رياضى.
وكان كمثال : لشعب الإخوان حوالى 99 فريق كرة قدم.
وكان الموسم الرياضى لفرق الإخوان يبدأ فى أول نوفمبر وينتهى فى شهر مايو من العام التالى، مع ملاحظة استمرار الأنشطة والتدريب على مدار العام.
كما شاركت فرق الإخوان فى الأنشطة الرياضية بالاتحادات الرياضية العامة حتى أنه –كمثال – قرر مراقب منطقة وسط الدلتا للمعارف أن يكون نادى الإخوان بطنطا مقراً لنشاط المدرب العام للمنطقة.
كما اعتمد اتحاد الملاكمة العام أن يكون نادى الإخوان مقراً لمنطقة الغربية للملاكمة.
كما أقيمت الكثير من المباريات بين فرق الإخوان بالقاهرة والفرق العربية والمصرية الأخرى مثل النادى الأهلى، ونادى الطيران.
6) فى مواجهة الكوارث والأزمات الكبرى
كان الإخوان أول من يتحرك، وكانوا فى مقدمة الصفوف يواجهون الخطر ويرفعون المعاناة ومن أمثلة ذلك:
أ- عندما انتشر وباء الملاريا فى صعيد مصر، جند الإخوان جميع أفراد جولاتها فى هذه المناطق لمواجهة هذا الخطر فعملوا جنباً إلى جنب مع موظفى الصحة والهلال الأحمر.
ب- قام الإخوان بحراسة الجسور ومتابعة أحوالها عندما داهمها الفيضان الذى عم القرى بالصعيد ودمرها، فقاموا بحراسة الجسور والتبليغ عنها والعمل مع الأهالى ورجال الإدارات فى إنشاء تحصينات تقى الكثير من القرى طغيان الفيضان، وكان هذا فى كلا الوجهين القبلى والبحرى.
جـ- فى عام 1947، عندما انتشر وباء الكوليرا وبخاصة فى الوجه البحرى انتشاراً شديداً وضع الإمام الشهيد الآلاف من جوالة الإخوان وشبابها تحت أمرة المسئولين فى وزارة الصحة والجهات المعنية ليعملوا فى دفع هذا الوباء، وأبلوا بلاءً حسناً فى ذلك.
لقد كان لدقتهم فى الاتصال وسرعتهم فى التبليغ عن الحالات المصابة،ـ ومحاصرة القرى الموبوءة ومنع دخول أحد او خروجه منها، وعزل الأصحاء عن المرضى ونشر الإرشادات الصحية، والقيام بأعمال النظافة وتطهير المساكن بالمطهرات الكيماوية وغيرها، لقد كان لهذه الجهود أعظم الأثر فى نجاح المقاومة ووقف انتشار هذا الوباء.
وكان من تقدير المسئولين فى ذلك الحين أن أعلن وزير الصحة الدكتور نجيب اسكندر عن الإشادة بجهود جوالة الإخوان، كما رأت وزارة الشئون الاجتماعية أن تقدم لشباب الإخوان مكافأت مالية تقديراً لدورهم، ولكن الإمام الشهيد رفض هذه المكافأت وذلك لأن الإخوان كانوا يقومون بواجبهم الوطنى. (راجع الإخوان المسلمون والمجتمع المصرى، د.محمد شوقى زكى)
7) مشاكل الريف المصرى
اهتم الإخوان بمشاكل الريف والفلاح، وكانت صحافة الإخوان هى المنبر الذى يهتم باحوالهم منذ عام 1933 فى جريدة الإخوان المسلمين، وفى مجلات النذير والدعوة فى سلسلة مقالات عن أحوال الفلاح المصرى.
كما قامت الجماعة بإنشاء قسم خاص بالفلاحين، كانت لائحته تنص على :
1. تنظيم نشر الدعوة فى محيط الفلاحين،وإيجاد جو إسلامى فى المزارع والنقابات الزراعية.
2. توجيه الفلاحين إلى الاستفادة من النقابات وإلى ما يحفظ حقوقهم .
3. تنظيم التعاون بين الفلاحين والقيام على حاجاتهم ومطالبهم.
4. دراسة مشاكل الفلاحين وإيجاد الوسائل الصالحة لحلها، والعمل على التقريب بين الفلاحين والملاك.
5. دراسة نظم الاستغلال الزراعى، ومحاولة تصحيحها وردها إلى أصل إسلامى .
6. تثقيف الفلاحين ثقافة إسلامية وتوجيههم إلى ما يرفع مستواهم التعليمى والخلقى والاجتماعى والصحى.
وقد ترجم الإخوان هذه المبادئ إلى صور متعددة من الخدمات وواقع عملى تقوم به شعب الإخوان، فساهموا بجدية فى محو الأمية بالقرية، وفى تقديم الرعاية الصحية والاجتماعية، بل والثقافية والرياضية.
كما قدمت الجماعة تصوراً كاملاً لما يجب أن تكون عليه حالة الفلاح المصرى والقرية المصرية، موضحة مدى الاستفادة منهم فى تحرير البلاد سياسياً واقتصاديا (راجع أعداد مجلة الإخوان المسلمون سنوات 1946، 1947، 1948)
وهذه نماذج من عناوين مقالاتها : صوت من الريف – بين مطارق الاستغلال - الإقطاع يتداعى –الفلاح .. الخ (الإخوان المسلمون والجماعات الإسلامية د. زكريا سليمان بيومى)
بل إن مشروع الإصلاح الزراعى الذى تقدمت به الثورة المصرية كان فى الأصل جزءاً من مشروع الإصلاح الذى تقدمت به الجماعة، لكنهم اجتزأوا منه، وخفضوا الحد الأقصى للمساحة الزراعية، وأساءوا التطبيق.
8) كما تبنى الإخوان مطالب الفلاحين فى مواجهة الظلم
وسقط منهم شهداء فى التصدى لظلم الإقطاع وهذه نماذج مختصرة لمواقف الإخوان:
أ- فى محافظة الدقهلية، وفى قرية بدواى، وقرية كفر البرامون، تصدى الإخوان بالشعبة – يؤيدهم الأهالى – للعمدة وكبار الإقطاعيين، وتدخلت الشرطة و اشتبكت مع الأهالى، وسقط شهيدان.
ب- وفى تفتيش سخا وقف الإخوان بجانب الفلاحين المضطهدين .
جـ- بل إنه من الأسباب التى أبداها عبد الرحمن عمار مسئول البوليس السياسى كمبرر لحلّ هيئة الإخوان فى مذكرته، والتى جاء فيها عن هذا الموضوع ما نصه: ( ثانى عشر : وفى 26 أبريل 1948 حرّض الإخوان المسلمون عمال تفتيش زراعة محلة موسى التابع لوزارة الزراعة على التوقف عن العمل مطالبين بتملك أراضى هذا التفتيش، الأمر الذى سجلته تحقيقات القضية رقم 921 لسنة 1948 جنح مركز كفر الشيخ ". ( راجع الإخوان المسلمون فى ريف مصر للأستاذ أحمد البس)
د- وكذلك الشهيد "ريان" البلطجى سابقاً فى سجن الطور – وقد هداه الله على يد الأخ المرحوم اللواء صلاح شادى، وانضم بعدها للإخوان وواجه فى قريته استغلال أصحاب النفوذ ورجال الإقطاع، فما كان منهم إلا أن قتلوه وقد نعاه الإمام حسن البنا ( صفحات من التاريخ – حصاد العمر – صلاح شادى صـ 60) هـ- و الشهيد " الشيخ عنانى" وكيل شعبة الإخوان فى كفور نجم، والذى تصدى لظلم الإقطاع وقاد ثورة الفلاحين ضد تجاوزات الإقطاعيين فأطلقوا عليه الرصاص.
س- وكذلك تكرر الأمر فى حوادث قرية فضالة مركز أجا بمحافظة الدقهلية، وقرية بهوت مركز طلخا بمحافظة الدقهلية عام 1951 .
وأمثلة ذلك كثيرة ومسجلة فى صحف الإخوان وقد شنت حملة ضد هذه الاضطهادات وقيام الشرطة بضرب الأهالى لإخضاعهم للإقطاعيين .
وكان الإمام الشهيد أول مصرى يرتفع صوته بخصوص ممتلكات الأسرة المالكة فى مصر فى دروس الثلاثاء الأسبوعية – والتى كان يحتشد فيها الآلاف من الشعب المصرى – تكلم عن كم تملك الأسرة المالكة فى مصر ؟ وطالب بإعادة النظر فى نظام الملكيات فى مصر، وحصر الملكيات الكبيرة وتشجيع الملكيات الصغيرة، وأن توزع أملاك الحكومة فوراً على الفلاحين المعدمين ورأى أن مصر لا تشكو من قلة الموارد بقدر ما تشكو من سوء توزيع الثروة، وكان للإخوان رأى محدد فى الإقطاعيات الكبيرة وأن يكون تحديد الملكية بخمسمائة فدان كحد أقصى.
ومع هذه الجهود، كان الإخوان يرفضون الصراع الدموى بين الطبقات والذى تنادى به الشيوعية، بل يهدفون إلى التقريب بين الطبقات وإقرار العدل... ( راجع كتاب دور الحركة الإسلامية فى تصفية الإقطاع محمد مورو قرقر )
9) قطاع العمال
حيث أنشأ الإخوان قسماً لهم بالجماعة،وكان لهم دور فعال فى الحركة العمالية سبق بذلك الشيوعيين الذين لم يتحركوا بقوة أو يتواجدوا بفعالية فى هذا المجال إلا بعد ضرب الإخوان والتضييق عليهم وتمكين الثورة لهم فى عهد عبد الناصر من هذه المنافذ .
لقد كانت القاعدة الأساسية من أفراد الإخوان هم الشباب ومن الفلاحين والعمال وذوى الشهادات المتوسطة فى حينها، مما يدل على شعبية الحركة وقوة انتشارها ، وفى الوقت الذى خلت فيه مناهج الأحزاب من الاهتمام بالعمال وقضاياهم، فقد اهتمت الجماعة بهذا المجال مبكراً وتبنت صحفها ووسائل إعلامها مشاكل العمل وما يعانون منه وطالبت بتحسين أوضاعهم وأحوالهم وتشغيل العاطلين منهم، وحثت الرأسمالية الوطنية بافتتاح شركات لهذا الغرض... (راجع أعداد مجلة النذير عام 1939)
كان تصور الإخوان فى الارتقاء بهذا القطاع يقوم على المبادئ الآتية:
1. النظرة الشمولية لجميع وحدات المجتمع.
2. الاهتمام ببناء الإيمان فى النفوس وتحقيق الوعى الصحيح لديهم كأساس لتفعيلهم والتقدم بهم.
3. التعاون والتكافل بين الطبقات والإحساس بحاجة كل منها للأخرى .
4. تآخى وحدات المجتمع والأخذ بيد الضعيف.
5. اعتبار العمل مكافئاً لرأس المال وشريكاً له وتشجيعه وحمايته وإزالة كل المعوقات من طريقه.
وترجم الإخوان هذه القيم والمبادئ إلى سياسة عملية بشأن العمال والفلاحين تمثلت فى :
1. المحور الإعلامى وتبنى مشاكلهم ومطالبهم.
2. تقديم حلول عملية وتصوراً كاملاً يرتقى بهذه الفئة.
3. مواجهة صور الظلم التى يتعرضون لها بالوسائل المناسبة والوقوف إعلامياً وقانونياً بجانبهم.
4. محور الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية من قوافل طبية – ومحو أمية .. الخ، وتحقيق التكافل الاجتماعى ومد يد العون لهم
5. الضغط السياسى على الحكومة لإعطاء العمال والفلاحين حقوقهم وسن التشريعات لحمايتهم.
6. السعى إلى تشكيل نقابات واتحادات عمالية، واتحادات للفلاحين كذلك .
7. نشر السلوكيات الإسلامية، والوعى الإسلامى لديهم، والتوعية السياسية الوطنية، وإيقاظ الوعى فيهم بحقوقهم.
8. تشجيع إنشاء الصناعات الصغيرة
تشجيع إنشاء الصناعات الصغيرة وتكوين شركات مساهمة يشترك فيها العمال والطبقات الكادحة بدلاً من الشركات الرأسمالية التى يحتكر فيها أصحاب الأموال الكبيرة مئات الأسهم.
ومن أمثلة هذه الشركات : "شركة الإخوان المسلمين للنسيج" حيث بلغت قيمة السهم فيها 25 قرشاً يدفعها العامل شهرياً، وبذلك امتلك الشركة مئات الآلاف من العمال وصغار الموظفين.
ومن الأمثلة الأخرى على تلك الجهود نذكر:
1. طالبت الوزارة بسن تشريعات تتضمن إنصافهم وحمايتهم بضمانات اجتماعية فى الشيخوخة والعجز والضعف.
2. وجهت الجماعة نقداً قوياً لقانون النقابات الذى صدر عام 1940 لكونه حرم العمال من تكوين اتحادات عمالية، وطالبوا بتكوين نقابات للفلاحين ( العمال الزراعيين).
3. عقب الحرب العالمية الثانية، حاول الإخوان إقامة نقابة عمالية تستوحى مبادئها من التصور الإسلامى لقيم العمل، وحققوا نجاحاً نسبياً فى ذلك حيث أعلنوا تأسيس نقابة عمال النقل، لكنها واجهت حرباً شديدة عليها.
4. كما أصبح للإخوان تواجداً وتأثيراً فعالاً على عمال البترول فى السويس ومجموعات من عمال النسيج فى المحلة وشبرا الخيمة وكفر الدوار.
5. خصصت مجلة الإخوان فى سنة 1947 باباً ثابتاً للعمال ناقشت فيه العديد من قضاياهم، وطالبت الحكومة بتشجيع الصناعات الصغيرة ومدها بالمعونات لكسر احتكار الرأسماليين والحد من البطالة.
6. افتتاح قسم ليلى بالشعب لتعليم العمال القراءة والكتابة ومبادئ الدين بخلاف المحاضرات الأسبوعية فى الشعب وكان هذا القسم الليلى فى أغلب الشعب، بالإضافة لمن استطاع إنشاء مدرسة للتعليم فكان للبنين مدرسة غار حراء وللبنات مدرسة أمهات المؤمنين، وقد بدأت مبكرا فى الإسماعيلية تحت اسم مدرسة التهذيب ، وفى فترة الثلاثينات والأربعينات انتشرت مدارس او فصول محو الأمية الليلية فى جميع الشعب والتى وصلت حتى أسوان ورأس غارب وفى عام 1941 أعلن مكتب الإرشاد عن مشروع "المعلم الجوال" لمحو الأمية وكانت أماكن التدريس هى المحال العامة بمختلف أنواعها ومن ذلك المساجد والمقاهى والمتنزهات والحدائق إلخ .. (راجع التفاصيل فى مجلة التعارف الإخوانية عدد 13) وفى يوليو 1943 دشن الإخوان حملة كبيرة للتطوع للمساهمة فى مشروع محو الأمية وخصصت لهذه الحملة لجنة مركزية على مستوى القطر (راجع التفاصيل فىمجلة الإخوان عدد 19 يوليو 1943) وفى يونيو عام 1944 عندما بدأ اهتمام وزارة الشئون الاجتماعية بهذا الأمر، أرسل الإخوان توجيهاتهم لجميع الشعب بالتعاون مع الوزارة ، ووضعت خبرتها بالجماعة تحت تصرفها ، وقد أفاد الإخوان أنهم قد جربوا فى مدارسهم طريقة "وست" الإنجليزية فى محو الأمية وأشادوا بما حققته هذه الطريقة من نجاح (راجع مجلة الإخوان بتاريخ 10/11/1945) وفى عام 1946 عندما اهتمت وزارة المعارف التى تولاها محمد حسن العشماوى بموضوع محو الأمية طلب رسمياً من الإخوان فى خطاب أرسله إليهم أن يساعدوا الوزارة فى ذلك لما لهم من خبرة وانتشار فى هذا الميدان ثم شكر لهم هذا التعاون بعد ذلك.
7. اتخذت الجماعة خطوات عملية عام 1948 لكوين شعبة عمالية تتولى تشكيل جبهة من نقابات العمال،وذلك بمعاونة أعضاء ورؤساء النقابات المنتمين إليها لكن قرار حل الجماعة والحرب التى شنتها عليها بعد ذلك الحكومة أحبط ذلك. ( راجع كتاب الحركة العمالية فى مصر رؤوف عباس)
خاتمة
لقد تميزت سياسة الإخوان وبرامجهم فى هذا المجال – العمال والفلاحين – بوضوح التصور وشموله ومصاحبته للجانب العملى الاجتماعى، والقدرة على التأثير والنفاذ بين أفراد هذه الشرائح.
إن مطالعة تفاصيل هذه الأعمال وتلك الخدمات يجعلنا ندرك مدى الجريمة الكبرى التى وُجهت – وما زالت تُوجه – لهذا المجتمع باضطهاد جماعة الإخوان ومنع عودتها وعودة منافذها وشعبها وممارسة كامل دورها، مما أدى إلى منع وعرقلة دورها الحيوى والمؤثر فى النهوض بهذا المجتمع وحل مشاكله. ورغم هذا المنع والتضييق، فما زال جهد الجماعة مستمراً، فمع أى كارثة كان الإخوان هم أول من ينهض لمد يد العون كما حدث فى كوارث : الزلزال والسيول وانهيار العمارات .. الخ، بل ويدفعون ثمن ذلك العون من اعتقالات لأفرادها والقائمين بذلك.
كما كان لهم دورهم الرئيسى – وما زال – فى إطفاء كل فتنة تهدد المجتمع، وقد سجل التاريخ دورهم فى محاصرة الفتنة الطائفية بالزاوية الحمراء، واستمر كذلك دورهم الاجتماعى الذى تشهد به أحياء المدن والنجوع وقرى مصر، فى مجال البر والخدمة العامة والإصلاح بين الناس، وفى النقابات المهنية، برغم الحرب الشعواء التى تشن عليهم.
وهم أيضاً بفضل الله يشكلون السد القوى ضد الأطماع والمؤامرات الصهيونية والاستعمارية بالمنطقة. لقد أصبح الإخوان – حقيقة- هم أمل هذا الشعب وسياج الأمان له رغم إنكار البعض لذلك ورغم التزييف والتضليل.
ومازالت المنهجية والخطوات التى رسمها وطبقها الإمام البنا مناسبة وهامة للتحرك بها فى إصلاح المجتمع المصرى ومواجهة مشاكله والذين يطالبون الإخوان بالمزيد، ينسون ما تواجهه الجماعة من تضييق ومطاردة وحصار ولا يُترك لها الا هامش بسيط، لولا صمود الإخوان وإصرارهم ومثابرتهم على مبدأهم، لانكفأوا على أنفسهم، وتركوا المجتمع ومشاكله .
وعلى هؤلاء المطالبين، أن يطالبوا ويضغطوا لفك الحصارعن الجماعة وإتاحة الحق الدستورى لها فى الحركة والإصلاح.
إن الأيادى التى تُوجه الضربات لدعاة الإسلام وتحيك المؤامرات والأكاذيب ضدهم إنما تمثل خيانة كبرى لهذا الوطن ولهذه الأمة وللإسلام قبل ذلك.
- والله أكبر ولله الحمد