الإخوان المسلمون.. أين الحقيقة؟!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الإخوان المسلمون .. أين الحقيقة؟!


طالعنا الصحف الحكومية منذ بدء أحداث غزة بأخبار القبض على أعدادٍ من أبناء جماعة الإخوان المسلمين ، سواءٌ كانوا مجتمعين أو منفردين من بيوتهم، مع وصفهم بالتنظيم الخطير على أمن البلاد، ليتمَّ سجنهم على ذمة قضية من قضايا أمن الدولة، ثم يحكم القضاء المصري الشامخ بإخلاء سبيلهم، فتمتنع وزارة الداخلية عن تنفيذ حكم القضاء وتُصدر قرارًا باعتقالهم، فيمكثون في السجون إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولاً، وفي حالاتٍ أخرى يتم إحالة بعضهم (من المدنيين) إلى محاكماتٍ عسكرية، فتصدر الأحكام عليهم ليقضوا مدة العقوبة، ويستمر المسلسل بلا انقطاع.

ومن أشهر التهم التي توجَّه للإخوان: الانتماء لجماعة محظورة، وتعكير صفو الأمن في البلاد، وزعزعة الاستقرار، وإثارة الفتنة والبلبلة بين أفراد الشعب، وأضيف إليها حديثًا: تشجيع الإرهاب، وتعطيل الدستور، وتمويل جماعة محظورة فضلاً عن غسيل الأموال، والاشتراك في تنظيم دولي لجماعة محظورة يهدف إلى.....

ما الحقيقة؟ ومَن هم الإخوان ؟ وماذا يريدون؟ ولماذا الحكومة في صدامٍ شبه دائم معهم؟ وما حقيقة التهم التي توجَّه إليهم؟ وإن كانت غير حقيقية فلماذا يحدث كل ذلك؟!

وقبل الرد على هذه التساؤلات نودُّ توضيح حقيقة رئيسية في كل هذه الأحداث، خاصةً في الفترة الأخيرة (عام 2009م) ، وُجِّهت لجميع المعتقلين من الإخوان منذ بدء أحداث غزة تهمةُ المشاركة في جمع أموال للشعب الفلسطيني وأهل غزة، وتقديم مساعداتٍ لهم، كما وُجِّهت إليهم تهمة اعتبار النظام المصري عميلاً لـ"إسرائيل"، ولعل ذلك يبين طرفًا من القضية التي نحن بصددها.

أما عن التهم التي توجه للإخوان المسلمين ، فالرد المختصر عليها، مع وضوح تهافتها وتناقضها من خلال القراءة المتأنية لما يُنشر بالإعلام على أنه مذكرة تحريات أمن الدولة، كالآتي:

  1. لا يوجد قرار رسمي واحد منذ قيام ثورة يوليو يحظر الجماعة أو يحلُّها، أو يمنع وجودها، وقد فشلت الحكومة المصرية في إثبات وجود مثل هذا القرار على مدى 30 عامًا.
  2. إن تهمًا مثل تعكير صفو الأمن وزعزعة الاستقرار وإثارة الفتنة وتعطيل الدستور، ذات صياغة عامَّة مطَّاطة غير محددة بوضوح.. أضِفْ إلى ذلك أن المقبوض عليهم أساتذةُ جامعات وأطباء ومهندسون ورجالُ أعمال يعملون في مؤسسات الدولة أو معها، ويدعمونها بأنشطة متنوعة وخدمات في النقابات وغيرها، كما أنهم يربُّون أجيالاً من أبنائنا وأبناء هذا الشعب، ويشاركون قدرَ طاقتهم في بناء مصرهم الحبيبة، وخدمة الشعب المصري بكل طوائفه، فما معنى هذه الاتهامات، خاصةً مع عدم وجود أدلة على أيٍّ منها؟! أما تشجيع الإرهاب فما معناه؟ وما تعريف الإرهاب تحديدًا؟ هل المقصود استخدام العنف في الدعوة والتغيير وفرض الرأي؟ أيًّا كان ذلك فالجميع يعرفون موقف الإخوان المسلمين من العنف وبراءتهم منه، ويشهد بذلك المخالف والعدو قبل المؤيد والمحب لهم. أما إن كان المقصود بالإرهاب جهادَ المحتلِّين ومقاومةَ المعتدِين في كل مكان، فمساندةُ هؤلاء واجبٌ على كل أصحاب المبادئ والشرف والنخوة، وبالتالي فإن الإخوان يفخَرون بمشاركتهم للشعب الفلسطيني في غزة قدْرَ طاقتهم، ويَحتَسبون عند الله ما يلاقونه من جرَّاء هذا الموقف.ومما هو جديرٌ بالذكر أن الحكومة "الإسرائيلية" وجدت أن المساندة لغزة في العدوان الأخير كسرت العزلة التي فرضتها على قضية فلسطين عالميًّا؛ إذ تعاطف الكثيرون في أنحاء العالم مع أهل غزة وفلسطين، وخرجت المظاهرات تطالب بإيقاف العدوان الغاشم على غزة، وتفضح الممارسات الإجرامية "للإسرائيليين"، وتقدِّم المساندات المتنوعة للشعب الفلسطيني؛ مما دعا الحكومة "الإسرائيلية" إلى رصد الشخصيات والمؤسسات والمنظمات الإغاثية التي تدعم القضية الفلسطينية وتتعاطف معها، وممارسة الضغط على الحكومات (خاصةً العربية والإسلامية) لاتخاذ إجراءات حاسمة توقف هذا الدعم!!.
  3. وتهمة أخرى، هي تمويل جماعة محظورة، فلا هي محظورة كما سبق ذكره، وما أدلة هذا التمويل؟ ولا دليل أيضًا على استخدام أي أموال في أنشطة مجرَّمة قانونًا، فما التهمة بالضبط؟!
  4. أما الفضيحة الحقيقية في تهمة غسيل الأموال؛ إذ الغسيل يعني وجود مصادر مالية مشبوهة، تُوضع في مؤسسة مشروعة؛ لتصبح هذه الأموال بالتبعية مشروعة، والشركات التي يتحفَّظ عليها أمن الدولة بزعم أنها تقوم بالغسيل شركات ذات وضع قانوني سليم وصحيح، وتمارس عملها، وتقدِّم إقراراتها لسنوات عديدة، وتحت رقابة الحكومة، فمتى يتم الغسيل؟ وكيف؟ ولماذا لم تقُم وحدة غسيل الأموال بالبنك المركزي بمراجعة ملفات هذه الشركات قبل إغلاقها دون سبب بواسطة أمن الدولة، وبسرية تحافظ على سمعة وعمل هذه الشركات وأصحابها كما يشترط القانون حتى ينتهي التحقيق والمراجعات؟! وأين أدلة وجود مصادر مالية مشبوهة؟ وما المصادر؟ وبل ما المصارف المخالفة كما يزعم جهاز أمن الدولة؟إن الفرض من هذا الاتهام الباطل سياسيٌّ في المقام الأول، وهو توجيهُ ضربة اقتصادية عنيفة للإخوان- جماعةً وأفرادًا- وإضعاف المؤسسات والمنظمات الإغاثية التي قد تشارك في مساندة أهل فلسطين ماديًّا ومعنويًّا، وكذلك توجيه رسالة إلى جماعة الإخوان وقيادتها بتغيير أو تخفيف موقفها تجاه غزة وفلسطين في المقام الأول، وكذلك تغيير موقفها تجاه التوريث في مصر .هل إغلاق مثل هذا العدد من الشركات دون وجه حق، وتشريد الآلاف من العاملين وأسرهم، وزيادة البطالة في مصر وإضعاف الاقتصاد المصري، والتشهير بالشركات وأصحابها ونشر الأكاذيب عنها.. هو مفهوم حماية الأمن القومي في مصر لدى وزارة الداخلية.
  5. أما تهمة التنظيم الدولي فهي تهمة غريبة، تمتدُّ لتشمل عددًا كبيرًا من مواطني دول أخرى، موزَّعة في عدة قارات، مثل رئيس البرلمان العراقي، وشخصيات محترمة لا غبار عليها في بلادها، كما تشمل مؤسسات إغاثية نشيطة، تعمل بشكل قانوني صحيح دون أي شبهة عليها، ثم تزعم علاقات موهومة لا دليل عليها، واتهامات لا أصل لها.

والأغرب أن الذي يدعي أنه قام بهذه التحريات ضابط واحد في جهاز أمن الدولة، وكأنه وحيدُ عصره في القدرات الخارقة، فكانت النتيجة مذكرةً للتحريات لا تحوي إلا كلامًا مرسلاً إنشائيًّا دون دليل واحد، وتحوي من التناقضات ما لا يُحصى.

والسؤال المهم: من الذي يهدِّد أمن مصر؟ هل هم هؤلاء الشرفاء المحترمون من أبناء هذا البلد أم هم البلطجية في كل مكان في مصر أم تجار المخدِّرات الذين أغرقوا شبابنا في هذا المستنقع أم هم نواب القروض أم المختلسون وسارقو خيرات مصر من أهلها أم هم مديرو شبكات الدعارة ورجال الأعمال الفاسدون الذين يهربون بثروات البلاد إلى الخارج أم عصابات الأراضي والمتلاعبون بقوت الشعب المقهور المسكين أم وأم.....؟!

أليس الأولى والأجدر أن يتوجه جهد رجال الأمن إلى محاصرة هؤلاء بدلاً من مطاردة أصحاب الرأي من الشرفاء؟!هل مفهوم الأمن هو ترويع الأسر الآمنة بزوَّار الفجر، وانتزاع الأب المحترم الوقور من بين أهله وأبنائه، ووضعه في السجن لتعيش هذه الأسرة حالةً من القلق والتوتر، وليتساءل الأبناء: من الذي يفعل ذلك؟ ولماذا؟ فضلاً عن التفاصيل المزعجة عند زيارة الأب المسجون، ثم إحباطات تلي رفض الداخلية تنفيذ حكم القضاء وإخلاء سبيل المسجونين!!، هل هكذا تتم حماية مصر مما يهددها؟!

إن جماعة الإخوان المسلمين قامت لتقييم الإسلام وتطبقه تطبيقًا صحيحًا كاملاً، وتدعو الناس إلى التمسك بدينهم، فتأمر بالمعرف وتنهى عن المنكر، وتهيِّئ الشعب لحمل رسالة الإسلام معها، وتقوده نحو خيرَيِ الدنيا والآخرة، وتعمل على إصلاح المجتمع بهذا القرآن وهذه الشريعة الغرَّاء في تدرُّجٍ وثقةٍ، وهي تمضي في طريقها محتسبةً عند الله، لا تبتغي أجرًا من أحد

ولا تخشى في الله لومة لائم، ويشهد تاريخها الناصع على مدى أكثر من ثمانين عامًا على ذلك، وتشهد دماء الشهداء على أرض فلسطين وأرض القناة وعلى أعواد المشانق وتحت سياط المجرمين على صدق عزيمتهم، شعارهم ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (51)﴾ التوبة، ﴿يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ (51)﴾ هود.

إنني أدعو الناس جميعًا إلى مساندة الإخوان في طريقهم، كل حسب طاقته وقدرته، وأدنى ذلك هو الدعاء والتعبير بالرأي وإرساله إلى الجهات والأفراد أمرًا بالمعروف ونهيًا عن المنكر، ﴿وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ يوسف: من الآية 21.

المصدر