الإخوان المسلمون" يشاركون في جبهة العمل الوطني
كتبت- هبة مصطفى:
أعلنت رموز النخبة المصرية بمختلف أطيافها، وبمشاركة جماعة الإخوان المسلمين؛ تشكيل جبهة للعمل الوطني المشترك، للعمل على مكافحة الفساد وتحقيق الإصلاح في مصر.
ومثل الإخوان في مؤتمر "تدشين الجبهة" بنقابة الصحفيين، مساء أمس، النائبان الدكتور أحمد دياب الأمين العام للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب، وصبحي صالح الأمين العام المساعد، والذي أكد أن الإخوان سيواصلون نكران الذات، والمشاركة الفعالة في كافة الفعاليات والجبهات الوطنية، مقدمين كافة التضحيات، ومواجهين كل التحديات من أجل تقوية العمل الوطني مهما كانت النتائج.
وأضاف في كلمة حازت على تصفيق الحضور: "نعم لتوحيد الجهود.. نعم لنكران الذات، سنكون معكم دائمًا في المقدمة، وسنتجاوز المعوقات، ونمضي في طريق الإصلاح مهما كان الثمن والنتائج من أجل هذا الوطن الحبيب".
وقال د. أحمد دياب في تصريح خاص لـ(إخوان أون لاين): إن الإخوان يمدون أيديهم لأي تجمع مخلص وحر ينادي بالإصلاح، ولم يتشكل أي تجمع بهذه المواصفات، وتخلى عنه الإخوان؛ إيمانًا بأهمية التغيير، وأنه لا يستطيع فصيل واحد أن يتحمل أعباء التغيير وحده، وأن الوطن بحاجة لجهد وعرق الجميع.
وألقى الإعلامي الكبير حمدي قنديل منسق الجبهة بيان التأسيس، داعيًا كافة القوى الطامحة في التغيير للانضمام للجبهة التي تضم معظم الأحزاب والتيارات السياسية وحركات الاحتجاج، مشيرًا إلى أن هناك حالة من الحراك السياسي، والرغبة في التغيير تعيشها مصر الآن، رغم أن بعض الأحزاب ما زالت تراوغ في الانضمام.
وحدَّد قنديل في البيان الذي حمل عنوان (لم يعد الصمت ممكنًا) المطالب الفورية للقوى الوطنية، وهي: طرد السفير الصهيوني من مصر، والوقف الفوري للاجتماعات بين المسئولين العرب والصهاينة، ومنع استمرار ضخ الغاز المصري إلى الكيان، وملاحقة مجرمي الحرب وإعلاء راية المقاومة، مستنكرًا سيطرة النظام الحالي على السلطة والمال، كما أعلن عن بدء حملة توقيعات هائلة على بيان الانضمام للجبهة؛ لحشد أكبر عدد ممكن من عموم المواطنين للمشاركة.
وأكدت منار الشوربجي أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية أن أهم مؤشرات التغيير التي تشهدها البلاد حاليًّا؛ هي موت السياسة داخل المؤسسات الرسمية وولادتها خارجها، معتبرةً احتكار الحزب الوطني للسلطة لعدة عقود متواصلة وقانون الطوارئ، نتج عنه ضمور الحياة السياسية داخل المؤسسات الرسمية؛ حيث أصبح من المستحيل الفصل بين الحزب والسلطة.
وأضافت أن النفوذ الهائل لأصحاب المال في مسيرة الحياة السياسية وضعهم في مكانة صناع القرار، وهو الذي يجب أن يُشكل جبهة ضغط لإصدار القرارات، بدلاً من وضع معايير قانونية تخدم مصالحهم واستثماراتهم.
وأوضحت أن المطالبة بتغيير الدستور غاب عنها وجود قوى وطنية، تطالب بتغييره بشكل يعبر عن مصالح السلطة، وأن النخبة لها دور في التغيير، وبدون الوفاق الوطني يصبح دور النخبة معوقًا، وبررت ذلك بأن "التغيير يبدأ من أسفل وليس من أعلى"، وهو ما يعكس دور القوى الوطنية والنخب المثقفة بتوعية المواطنين.
وقال أبو العز الحريري أحد قيادات حزب التجمع ساخرًا؛ ما دار في كواليس مؤتمر ائتلاف الأحزاب الأخير وقرارهم خوض الانتخابات سواء كانت نزيهة أم لا: الصفقة "معمولة من زمان"، وتابع قائلاً: "لو أحد مرشحي حزب التجمع فاز في الانتخابات القادمة ستكون وصمة عار على جبين الحزب مما يسيء من شكل الحزب".
وطالب جورج إسحاق أحد قيادات حركة كفاية القوى الوطنية بنسيان خلافاتها الداخلية، ووضعها جانبًا والاتحاد من أجل التغيير، قائلاً: الصمت لم يعد ممكنًا، وحدد المعوقات الديمقراطية في مصر في الحزب الحاكم وقيادته، قائلاً: "إنه لم يظلمنا أحد إلا هذا النظام وهذا الحزب".
ولفت إلى أن مصر تعيش الآن حالة من الحراك السياسي الحقيقي، معربًا عن رغبته في جمع توقيعات بالملايين لينضموا للجبهة الوطنية للتغيير، مشيرًا إلى أن د. البرادعي يتبنى أجندة فريق المعارضة المصرية، واختتم حديثه مطالبًا بالتخلص من الكابوس الموجود منذ 30 عامًا، وإلغاء ما يسمى "الحزب الوطني".
ورفض الأديب بهاء طاهر إلقاء اللوم على الشعب بأنه يقف عائقًا في وجه التغيير باستمرار، متهمًا الإعلام الموجه بتبني ذلك لخدمة مصالح أصحاب المال والسلطة.
ودعا القوى الوطنية إلى الاهتمام بتوعية المواطن أولاً؛ فالحديث عن النخبة أحيانًا لا يكون نعمة، لكنه قد يتحول إلى نقمة إذا لم تتم ترجمته إلى أفعال إصلاحية ملموسة على أرض الواقع.
المصدر
- خبر:الإخوان المسلمون" يشاركون في جبهة العمل الوطنيإخوان أون لاين
