الإخوان: غياب القادة العرب عن القمة خلل خطير
بقلم:أحمد رمضان
أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانًا حول مؤتمر القمة العربية المنعقد في دمشق اليوم تضمَّن رؤية الجماعة في عددٍ من النقاط: أولها أن عدم حضور جميع الزعماء مؤتمر القمة، واكتفاء البعض بإرسال مندوبين عنهم يعطي انطباعًا قويًّا بأن هناك خللاً قائمًا في نظر هؤلاء الزعماء؛ مما يستلزم ضرورة مراجعة الأصول والقواعد التي بُنيَت عليها هذه المؤتمرات، وإعادة النظر في إستراتيجيتها، وبحث الآليات التي تساعد على تعظيم أدائها والاستفادة منها، فضلاً عن تحديد الأهداف التي تتمنَّاها الشعوب من وراء هذه المؤتمرات، وأن يتم ذلك بمنتهى الصراحة والشفافية والوضوح، خاصةً في هذه المرحلة المهمة من تاريخ أمتنا.
وأكَّد البيان أن المؤتمرات تنعقد للنظر في المشكلات والتحديات التي تواجه الأمة، وإذا كان ثمة مشكلة موجودة- كأزمة الرئاسة اللبنانية مثلاً، ودور سوريا فيها- فهذا أدعى إلى حضور مؤتمر القمة وليس إلى مقاطعته.
وأشار إلى أن الأصل أن تخضع كل أمورنا للمناقشة والحوار والمواجهة الشجاعة وصولاً إلى التوافق، لا إلى الاستسلام للتنافر والتدابر، وإلا فسوف تظل هذه المشكلة أو تلك قائمةً أو عالقةً، فضلاً عن استمرار حالة التشرذم التي يعاني منها القادة العرب.
وشدَّدت الجماعة على أنه لا يجوز أن تكون التحذيرات التي أطلقتها الإدارة الأمريكية للزعماء العرب قبل حلول موعد المؤتمر- بأن يفكروا جيدًا قبل الذهاب إليه أو التروي- أي تأثيرٍ على موقف هؤلاء الزعماء؛ حيث إن الإدارة الأمريكية حريصة على ألا يجتمع الزعماء العرب، وألا يظهر أي نوع من التوافق أو التضامن بينهم، كما أنها حريصة أيضًا على ألا يناقش العرب قضايا الأمة العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والكارثة العراقية، والأزمة اللبنانية؛ حتى تنفرد الإدارة الأمريكية- ومعها الكيان الصهيوني- بالتدخل السافر في الشئون العربية وتوجيه السياسات وفرض حلول معينة على المنطقة وفق الأجندة الأمريكية والصهيونية، والتي تستهدف في المقام الأول تفكيك المنطقة وتقسيمها إلى محورَي اعتدال وتطرف، وإعادة رسم خريطتها من جديد، وبما يؤدي إلى تركيع الأمة وكسر إرادتها وسلب خيراتها ونهب ثرواتها.
وتساءل الإخوان: أوليس من حقنا أن يكون لنا المشروع المشترك الذي تتبناه الدول العربية في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني؟!
وأوضح بيان الجماعة أن معالجة قضايا الأمة العربية تستلزم تضافر كافة الجهود وتكاتف كل القوى وفق أجندة عربية وإسلامية صميمة، كما تحتاج إلى إرادة قوية وصلبة من القادة والزعماء العرب، كما أن دعم المقاومة كحقٍّ مشروع ضد الاحتلال في فلسطين والعراق وأفغانستان، فضلاً عن فك الحصار ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني يتطلَّب وقفةً جادةً.
وأكدت الجماعة في بيانها أن مؤتمرات القمة لا تستطيع أن ترقى إلى المستوى القادر على التعامل مع المشكلات وحل الأزمات والخروج من حالة العجز والشلل العربي ما لم يستجب الزعماء والقادة العرب لدعوات الإصلاح الداخلي، وأن يتقوا الله في شعوبهم كي يتعاون الجميع شعوبًا وحكامًا في تحقيق الإصلاح المنشود بإقامة ديمقراطية حقيقية تحقق التعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة واعتبار الأمة مصدر السلطات، وأن الشعوب هي صاحبة الحق الأصيل في اختيار حكامها ونوابها والبرامج التي تعبر عن طموحاتها وأشواقها.
- المصدر :الإخوان: غياب القادة العرب عن القمة خلل خطير موقع إخوان أون لاين