الأهلى فى اختبار الأعصاب!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الأهلى فى اختبار الأعصاب!

18 اكتوبر 2010

بقلم: حسن المستكاوي

يكتبون سيناريوهات، ويتوقعون نتائج.. ثم تأتى الكرة بمؤلفات، يستعصى إخراجها على ألفريد هيتشكوك، مخرج الروائع والرعب.. هكذا بدأت مباراة الأهلى والترجى بهدف سجله لاعب كرة السلة «مايكل جوردون»، عفوا مايكل إينرامو، الذى كان الحارس الثالث فى الملعب. عندما ارتمى باحثا عن الكرة وسددها بيده. فى خطأ فادح وواضح لم يشاهده الحكم جوزيف لامبتى.. بدأت المباراة بظلم.. وتعقدت الأمور بطرد بركات.. ثم بهطول الأمطار، التى كانت بالنسبة لجماهير الترجى ماء الخير من السماء، وكانت عند جماهير الأهلى دموع القهر والألم.

قالوا: سجل محمد فضل فى مباراة الذهاب هدفا بيده، فلماذا الضيق من هدف إينرامو؟ هذا شأن الكرة الجدلية العربية، فلكل خطأ ما يبرره. نحن فقط الذين نبرر خطأ يقع بخطأ وقع، وبخطأ سيقع. كرتنا وملاعبنا أصبحت كرة من الأخطاء.. التى باتت أكبر من كرة الثلج، التى تسقط من فوق التل، فالهدف الذى سجله فضل بيده أشرنا إليه هنا نصا وتسجيلا، لكنه لم يكن بتلك الصورة الفاضحة التى سجل منها إينرامو.. وهذا ليس مبررا، فالترجى كان أفضل ويستحق الفوز بما صنعه من فرص، ومن سيطرة ميدانية، ومن ضغط ومحاصرة.. بينما فسدت كرة القدم فى اللقاء، وزاد من غياب اللعبة المطر والجو العاصف، والأقدام الغليظة والعنيفة.. والقرارات غير المنصفة من مندوب العدالة المرسل من الكاف.

لا أبرر أيضا سلوك لاعبى الأهلى وعصبيتهم، فهم، يفترض، أنهم من أصحاب الخبرة. فأين كانت حين كان يجب أن تكون وتستدعى.. كيف استسلم لاعبو الأهلى للتمثيل والمشاهد التمثيلية التى أثارت الجماهير، وأثرت على الحكم.. يا خسارة على الروح الرياضية وعلى المباريات العربية المشحونة بالغضب والتوتر.. ألا تعرفوا أن تلك اللعبة فيها فوز وخسارة.. لماذا أصبحت مبارياتنا كلها إما فوز وإما فوز.. وإلا؟

المباراة غابت عنها كرة القدم.. كانت مثل سباقات الجياد العربية فى الصحراء المتربة، كر وفر، ودفع وسقوط، وضرب والتحامات، وعصبية وتعصب، وادعاءات، واختراقات.. وقد فشل لاعبو الأهلى فى اختبار الأعصاب مائة فى المائة.. مهما كانت قرارات الحكم.. فشل اللاعبون فى الاختبار.. واستسلموا لاحتراق أعصابهم، فتجاوز بعضهم، وأولهم حسام عاشور، بلكمات، يظن أنها بعيدة وخافية ومخفية.. عن الأعين والكاميرات، بينما العدسات فى هذه الأيام ترى كل شىء وتعرضه ولا يمكن أن تخفيه.. هارد لك للأهلى لخروجه من بطولة أفريقيا، وأسفى على فشل لاعبيه فى اختبار الأعصاب.. والأسف أكبر وأعمق على الفوز بأى ثمن وبأى وسيلة، ولو.. حتى بإخفاء الكرة وابتلاعها عند خروجها من الملعب..؟!

المصدر