الأردن: أسرى محرَّرون يطالبون الحكومة باعتماد صفقة حزب الله
من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
[30-10-2004]
مقدمه
الأردن- خاص
دعا أسرى أردنيون محرَّرون الحكومةَ الأردنيةَ لاعتماد صفقة حزب الله مع الكيان الصهيوني طريقًا للإفراج عن الأسرى الأردنيين في سجون العدو الصهيوني وقبول إدراج قوائم الأردنيين ضمن القوائم التي يفاوض عليها حزب الله.
والأسرى المحررون حيدر رشيد، وأحمد عريقات، وفادي فرح، وشاهين مرعي شقيق الأسير منير مرعي يدعون المجتمع الأردني ومؤسساته إلى التفاعل مع قضية الأسرى، واعتبارها قضيةً وطنيةً.. وفيما يلي الحوار:
نص الحوار

- حيدر: ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فإن كان لحكومتنا النية الصادقة في مسألة الأسرى الأردنيين فلا بُدَّ لها من استخدام أوراقها الدبلوماسية للضغط على الكيان الصهيوني، ولكنَّ دبلوماسيتنا الأردنية لا تَستخدم هذه الأوراق وتتعامل مع ما يسمى ببوادر حسن النية من الطرف المقابل وليس كطرف نِدِّي، ودخولها على حزب الله عطَّل صفقة الإفراجات.
- وكان الأجدر بحكومتنا أن تشترط الإفراج الفوري عن أسراها إذا أرادت أن تستثنيهم من الصفقة مع حزب الله، وأعتقد لو بقي الأمر مع حزب الله لتمكن من الإفراج عن أسرانا.
- فادي: يجب أن نرحب بصفقة حزب الله لتداخل العلاقة مع الأشقاء اللبنانيين، فاليهود لا يفهمون إلا منطق القوة، فالموضوع لا بد أن تعاد دراسته من الحكومة؛ بحيث تسمح لجهات خارجية عربية بالتدخل لصالح تحرير أسرانا.
- أحمد: أي أسير يتمنى الإفراج عنه في أقرب فرصة ممكنة، سواء كان من حكومته أو من غيرها، وأنا أستغرب موقف الحكومة الرافض لذهاب أهالي الأسرى لحزب الله للتوسط للإفراج عن أبنائهم، فأتمنَّى من الحكومة تسهيل الموقف؛ لأنها لا تملك الأوراق الكافية لذلك، وأعتقد أنه من الصعب على حكومتنا تحرير أسرانا بطرقها الدبلوماسية.
- كيف ينظر أهالي الأسرى لهذه القضية؟
- شاهين: أدهش لهذا الموقف كثيرًا، فلسان حال الحكومة "ممنوع الذهاب إلى حزب الله ونحن غير قادرين"، وأذكِّر بقول الناطق باسم الحكومة بأننا حكومة نتعامل مع حكومات، ومنعت أهالي الأسرى من التوجه إلى لبنان، وبأن الحكومة استخدمت كل الوسائل لتحرير أسرانا، ولكن حكومة العدو تتعنَّت.
- فإن كانت حكومتنا لا تستطيع فعل شيء باعترافها وغيرُها يستطيع، فلماذا لا تفتح المجال لغيرها ما دامت عاجزة، ونرجو من الحكومة توضيح موقفها من صفقة حزب الله وشمول الأردنيين في هذه الصفقة.
- ما فائدة الإضرابات للأسرى؟! وهل من الممكن تحقيق شيء في الإضراب الأخير؟!
الإضراب ومعركة الأمعاء الخاوية
- حيدر: الإضراب هو نقطة الفيصل عند الأسير؛ فإن وصلها يكون قد استنفد جميع الوسائل السابقة لتحصيل حقوقه من إدارة السجون، فيكون الأسير قد بنَى معظم آماله على معركة الأمعاء الخاوية حتى ولو بلغ الشهادة.
- فادي: الإضراب بالنسبة للأسير معركة متواصلة، وتحدٍّ بين الأسير والسجان في انتزاع أي أمر من مقومات حياة الأسير، كالإهمال الطبي، وسوء التغذية والتهوية في الغرف؛ مما يضطَّر الأسير إلى الإضراب والمواجهة للحفاظ على مقومات حياته وعلى حقوقه التي نصَّت عليها المنظمات والمواثيق الدولية، فالإضراب ليس المقصود منه الإفراج؛ بل لأجل الحصول على شيء من الحياة، ولا بد من التفاعل الخارجي مع أي إضراب.
- أحمد: الإضراب له فائدة إيمانية، تتمثل في العلاقة بينه وبين الله عز وجل، فالأسير مظلوم بسبب التضييق من كل النواحي، كذلك فالإضراب يُجهَّز له من فترة كالإضراب الأخير الذي هُيِّئ له منذ 7 شهور وبتنسيق بين كل السجون، ويستطيع الأسرى تحقيق إنجازات لم تحققها منظمات دولية ولا دول.
- شاهين: أعتقد بأن الإضراب سلاح إستراتيجي ووحيد بالنسبة لأي أسير، وأي إضراب يحتاج إلى دراسة شاملة تشمل الأفراد وإدارة السجن، ونحن- كأهالٍ وأسرى- ندرك أن راحة الأسير تأتي بعد هذا الألم المعدود.
- ما مدى التفاعل الشعبي والرسمي مع الإضراب الأخير وقضية الأسرى عمومًا؟
- حيدر: بكل أسف الناس لا يعلمون شيئًا عن الإضراب، فردود الفعل ماتت مع وجود المهرجانات والحفلات، ولا نرى اهتمامًا إلا من أهالي الأسرى وبعض المهتمين، وأما النقابات فكان دورها مميزًا؛ مقارنةً ببقية مؤسسات المجتمع المدني.
- فادي: الموقف الشعبي العام يحبط الآمال، ولم نرَ تحركًا إلا من الأهالي الذين قاموا بالاعتصام بجهدهم الذاتي بخلاف دول حولنا مثل لبنان، وكذلك ما حصل في غزة، ونحن ندعو إلى ضرورة التفاعل مع هذه القضية؛ فنحن نرى أن البعض يتدخل للإفراج عن أجانب في العراق وينسون أسرانا.
- أحمد: الموقف الشعبي مصاب بالخمول، وأنا- كأسير سابق وخُضت إضرابًا سابقًا- كنت أتمنى أن أرى من عوام الناس تفاعلاً مع الإضراب الذي وصل فيه الأسرى إلى درجة الموت، وقد ساعد الإعلام الأردني في زيادة الإحباط وصرف الناس عن موضوع الإضراب، والموقف الرسمي لم يوجِّه إعلامَه في الطريق السليم، وحكومتنا لم يكن دورها كافيًا في المطالبة بتحسين أوضاع الأسرى الأردنيين.
- شاهين: أنا أرى أن المقصد الأول هو الحكومة التي باستطاعتها إثارة الرأي العام، ولنأخذ مثالاً الحكومة الفرنسية التي لم تُثِر الرأي العام الفرنسي لموضوع المختطفين في العراق، وإنما أثارت الرأي الدولي لقضيتها، فالحكومات لها التأثير الرئيسي على شعوبها، فالكثير من أبناء الشعب لا يعلمون أصلاً بوجود أسرى أردنيين في سجون العدو الصهيوني، وحكومتنا لا تتحرك إلا بالضغط من الأهالي، ومطلوب من الحكومة تهيئة الأجواء، والسماح بإقامة فعاليات لتحريك الرأي العام.
المصدر
- حوار: الأردن: أسرى محرَّرون يطالبون الحكومة باعتماد صفقة حزب الله موقع اخوان اون لاين