ابنة معتقل لـ"الحرية والعدالة": صمودهم قهر الانقلاب
من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
(12/07/2016)
حوار: سماح إبراهيم
- "الحرية والعدالة" تحاور ابنة وكيل مديرية القوى العاملة بالقليوبية
- قصص مبكية لأصحاب الياقات العلمية خلف أسوار الانقلاب
"اشتباه في لحية"، تهمة جديدة تضاف لقاموس الاعتقالات المليء بالسخافات والاختلال في مصر، الذي يرى حبس كل ما يرمز للالتزام الديني من قريب أو بعيد حتى وإن كانت "لحية". 5 أفراد من عائلة واحدة، حظهم العلمي أوضعهم بمناصب اجتماعية مرموقة، حتى كتب لهم القدر فرصة سيئة للالتحام مع عدد من بلطجية بشوارع القاهرة، ليتناوبوا عليهم ضربًا وسحلاً، لكون أحدهم "طليق اللحية" وقد يشتبه في انتمائه للإسلاميين "أصحاب اعتصام النهضة"، ومن أقسام الشرطة وسجون طره والنطرون بدأت رحلتهم غير المتوقعة.
"الحرية والعدالة" تحاور "إسراء المليجي" ابنه المهندس "مصطفى محمد علي المليجي"، مدير عام ووكيل مديرية القوى العاملة بالقليوبية، وأحد معتقلي القضية الهزلية، بعدما أكمل عامه الثالث بسجون الأنقلاب؛ فإلى التفاصيل:
- صِفي لنا ملابسات يوم اعتقال والدكِ وأشقائه الاثنين وأبنائهم.
- يوم ١٦ أغسطس 2013م، التف عدد من البلطجية حول أبي وأعمامي معترضين طريقهم بمنطقة "السبتية" بالقاهرة، كان الهدف هو اختطاف "عمي" المهندس "سامي" لهيئته؛ حيث كان مطلق الحيته حينها، تزامنًا مع أحداث فض ميداني "رابعة والنهضة" وكان القبض في تلك الآونة يتم بشكل عشوائي من شوارع القاهرة والجيزة، انهالوا عليه ضربًا بالأدوات الحادة بسبب لحيته؛ فحاول أشقاؤه وأبناؤهم إنقاذه من أيديهم، فقاموا بضربهم والاعتداء عليهم، ثم تم تسليمهم جميعًا للشرطة.
- أما عن المعتقلين فهم: أبي المهندس مصطفى محمد علي المليجي من مواليد ٤ يوليو 1956، وعمي الأوسط الدكتور"علاء محمد عليالمليجي" طبيب بشري من مواليد ١ يونيو 1964، وعمي الأصغر المهندس "سامى محمد علي المليجي" مهندس إلكترونيات من مواليد ١٤ مارس 1966 . والابن الأكبر لعمي الدكتور "علاء" وهو "عبد الرحمن علاء محمد على المليجى" طالب بكلية التجارة جامعة بنها من مواليد 21 أبريل 1993م، وشقيقه الطالب "معاذ علاء محمد علي المليجي" طالب بالمعهد العالي للبصريات مواليد 21 سبتمبر 1994م.
- هل وثقتم اعتداءات البلطجية؟ وماذا عن معاملة رجال الشرطة بأول يوم اعتقال؟
- مساء 16 أغسطس كانت قوات الأمن قد استخدمت بالفعل أسماءهم بضمهم لقضية بها ١٠٤ متهمين، تعرف إعلاميًّا بقضية أحداث بولاق أبو العلا، وقد تم عرض الأشقاء الثلاثة على مستشفى بولاق أبو العلا "أبي وأعمامي" لإثبات إصابتهم في المحضر، إلا أن النيابة العامة لم تأخذ بالتقارير الطبية ولم تلتفت إليها.
- هل من انتهاكات بمقار التعذيب الأمني وسجني "طره والنطرون"؟
- في الأول، نقل أبي وأعمامي وأبناؤهم يوم ٣٠ أغسطس 2013 لسجن وادي النطرون، وظلوا هناك مدة تجاوزت ٤٣٠ يومًا لم يتعرضوا خلالها لتعذيب، إلى أن صدرت أوامر بإعادة ترحيلهم لقسم بولاق أبو العلا مرة ثانية، وهناك تعرضوا للتعذيب بأنواعه على أيدي ضباط المباحث، حتى تم ترحليهم في آخر نوفمبر 2013 لسجن وادي النطرون "١"، قبل أن يستقروا حاليًّا في استقبال طره.. من شدة التعذيب لم نتعرف علي ملامحهم بسهولة خلال زياراتنا، كانت ملامحهم متغيرة من الكدمات والسحجات.
- حدثينا عن الوضع القانوني لمعتقلي أحداث بولاق أبو العلا
- ثلاث سنوات من تجديدات، لم يصدر حكم ببراءة أو إخلاء سبيل أيًّا من المعتقلين بالقضية، رغم أن إجراءات التجديد مخالفة للقانون، ولا تمتلك النيابة دليل إدانة واضحًا، القضية برمتها بلا سند قانوني، والصدمة التي لم يتوقعها أبي وأشقاؤه، هو اعتقادهم بإنصافهم فضائيًّا من اول جلسة ومعاقبة من قاموا بالاعتداء عليهم، فكان عكس تصوراتهم، بتلفيق اتهامات وتعذيبهم وهم أصحاب ياقات علمية ولهم حظ من الأدب والخلق.
- كيف استقبلت العائلة خبر اعتقال "العائلة"؟
- لم تتحمل "جدتي" خبر اعتقال أبنائها الثلاثة وحفيديها الصغار، حالتها الصحية كانت لا تسمح بزيارتهم، ولو لمرة واحدة منذ اعتقالهم، وازدادت حالتها تدهورًا، إلى أن توفيت في مطلع شهر مايو 2015.
- هل تعرضتم لمضايقات أمنية خلال الزيارات؟
- المضايقات كثيرة، العائلة الآن بالكامل في سجن استقبال طره، يكفى انتظارنا أمام البوابة الخارجية للسجن لأكتر من 4 ساعات، حالات الإغماء متكررة بسبب الازدحام وشدة الحرارة، التفتيش قذر جدا، وأعني بذلك التفتيش الذاتي وتفتيش الزيارة نفسها، نتعرض فيه للإهانة الجسدية.الطعام غير مسموح لنا بدخوله، لدرجة أننا أحضرنا عدد من المصاحف ولم يسمحوا بدخولها، بعد محاولات عدة ومحايلات تم السماح بدخول مصحف واحد .وحاليا الزيارة متكدسة بشكل "غبي " لدرجة عدم وجود مكان للوقوف.
- حدثينا عن أبرز المواقف المبكية التي حدثت لهم.
- فى سجن وادى النطرون بمكان الزيارة كان يوجد بقعة لونها اسود كبيرة على البلاط، ابن عمى قال : " عارفين ايه دى " ! قولناله : ايه ؟! قال : " بيلموا لبسنا ويجوا يحرقوه هنا ويخلونا نلف حوالين النار، عشان واحنا فى الزيارة نفضل فاكرين اللى بيعملوه فينا".
- ماذا عن المشاركة في إضرابات السجون؟ وهل لها أثرها؟
- بالفعل شارك أبي وإخوته المعتقلين في عدد من الإضرابات، كان آخرهم منذ فترة ليست ببعيدة، والإضراب وسيلة تعبيرية لرفض معاملة غير آدمية والكف عن تجريدهم بحملات أمنية مؤذيه، قد تأتي بأثار سلبية ولكن مما بلغت سلبيتها فهي وسيلتهم الوحيدة للتعبير.
- إسراء.. إن اردتِ الآن توجيه رسالة للوالد بالمعتقل، ماذا تقولين له فيها؟
- منذ أيام كانت ذكرى ميلاده الـ ٦٠، أدعو الله أن يطيل عمره ويحسن عمله ويرزقه سعادة الدارين، بتلك الأيام كان من المفترض ان نحتفل بخروجه علي المعاش، للأسف قتل النظام أشياء جميلة، رفضوا أن تكتمل، تخرجت وأختي تزوجت، وأخي الصغير انهي مدة خدمته بالجيش، أمي نال منها المرض، يارب فك اسر أبي الغالي واحفظه لنا.
المصدر
- حوار: ابنة معتقل لـ"الحرية والعدالة": صمودهم قهر الانقلاب موقع بوابة الحرية والعدالة