ابراهيم متولى المحامى يكتب :بشريات تزيدك قوة .. تحققت علي الارض ..
كفر الشيخ اون لاين | خاص
لاتظن أن طول المدة من يوم الانقلاب وحتي الآن قد أضعف الثورة ، أو زاد من قوة الانقلاب ..
بل ان هناك بشريات وفوائد تحققت علي الارض تؤكد قرب كسر الانقلاب ومنها :
1ـ زيادة عدد الرواحل : لقد كانت شعبية الإخوان تتآكل بفعل الإعلام الذي ظل فترة طويلة يشوه صورتهم ، ويظهرهم علي أنهم فزاعة ، وكذلك بعض العوامل الداخلية .
ثم الآن : من كان قريبا منهم ، أو متعاطفا معهم وكان يكتفي بالدعاء لهم ، أو الثناء عليهم ، دون أن يكلف نفسه تضحية .
اليوم أصبح كثير من غيرهم يحملون همّ المشروع الإسلامي في قلوبهم ، ويعرّضون أنفسهم للقتل والاعتقال والإصابة من أجله ، عندما ينزلون إلي الشوارع كل يوم من تلقاء أنفسهم ، بل قد يصل الأمر بهم لأكثر من ذلك إذا طال الوقت .
2ـ زيادة صلابة الرواحل : إن هذا الضغط الشديد والمتلاحق زاد الشباب صلابة وقوة وعزيمة وإصرارا علي مواصلة الحراك لإعادة الشرعية وكسر الانقلاب ، مما يؤهل المشروع الإسلامي للتمدد في كافة الأقطار الإسلامية بدءاً من بلدان الربيع العربي .
إن التمكين للمشروع الإسلامي في مصر وحدها ، بما فيها من ضغوط داخلية فقط ، كان يكفيه أبناء الصحوة في مصر ، أما وقد ظهرت الضغوط والمؤامرات الخارجية ، فان الله تعالي قد هيأ للثورة ـ في ظني ـ هذه القاعدة الصلبة التي تم إعدادها في رابعة والنهضة ، وفي الحراك اليومي المتواصل حتي الآن ، أصبحتُ أشعر أنها قد باتت جاهزة لحمل راية المشروع الإسلامي العالمي بفضل الله سبحانه وتعالي ـ والله أعلم بمراده ـ مما يعني أن ساعة التمكين قد اقتربت وحانت ، وقبلها بات كسر الانقلاب وشيكاً جداً .. وليس معني ذلك الفرح ثم القعود ، ولكن المطلوب هو استمرار العمل والمجاهدة وكسب الأنصار والتربية في ميادين الجهاد المختلفة ، وهو ما يعجل بساعة النصر ويزيد المشروع الإسلامي قوة وصلابة .
3ـ سبحان الله قد ظهرت المرأة كقوة جديدة كانت كامنة ، ظهرت بمراحل السن المختلفة ، ليست متحدية للقتل أو الاعتقال أو السحل فقط ، بل إن ظهور المرأة حمّس الكثيرين من الرجال والشباب للنزول للشوارع ، كما أنه صنع تعاطفا واسعاً في أوساط كثيرة ـ داخلياً ـ لم تستطع النزول للشارع ، وكذلك صنع تعاطفا خارجيا مع الثورة ، وتغيرت صورة المرأة المشوهة لديهم .
4ـ ظهر الطلاب كقوة أخري تعتبر رقما صعباً في الثورة ، وقد زاد توحدهم متخطين التوجهات السياسية ، وهم قد حافظوا علي حيوية الحراك ، وكذلك بعثوا الأمل في توحّد الأطياف السياسية ، وفي كسر الانقلاب ولو طال أمده أو زاد بطشه .
5ـ صُنعت قيادات بديلة ومتعددة : بعد تغييب القيادات المعروفة في السجون أو بالملاحقة ، واكتسبت القيادات الجديدة الخبرة من الواقع الفعلي ، والحراك علي الأرض ، وأصبح لديها قدرة علي العمل تحت تأثير الضغوط المتعددة ، والعمل في ظروف الأزمات ، وهو ما يهئ قيادات تناسب مرحلة التمكين للمشروع الإسلامي العالمي التي سيستمر معها الجهاد .
6ـ ولعل في تغييب عدد كبير من القيادات وغيرهم داخل السجون ، ليكون ذلك للعودة للنفس وإعادة صياغتها وإعدادها للمرحلة الجديدة .
وكذلك لدراسة بعض متطلبات المرحلة الجديدة في جو من الهدوء والحديث مع النفس ، ومراجعة ودراسة ماتم في الفترة السابقة بميزان محايد ودقيق بعيدا عن ضغوط الإعلام أو لوم كثير من الناس ، ليكون ذلك بين يدي صانع القرار في الفترة المقبلة إن شاء الله .
7ـ تعتبر هذه الفترة مقياس لكل شخص مع نفسه علي الأقل ، حيث سمعنا وحفظنا وتكلمنا كثيراً عن الجهاد والتضحية بالنفس والمال ، وعن الثبات والصبر وخلاف ذلك ، وهي معاني جميلة تربينا عليها .. ولكن كان ينقصنا أن نعيشها بالفعل في واقع عملي لننال الأجر .. أجر العمل وأجر التمكين إن شاء الله ..
وبدون شك عندما يخلو كل واحد مع نفسه يستطيع أن يحدد موقعه من الله ، عندما يحدد موقعه من ميدان الجهاد ، ويستطيع أن يتدارك ما فاته قبل فوات الأوان .
8ـ تميّز المجتمع إلي فريقين : إما حامل للمشروع الإسلامي وداعم له ، وإما حامل للمشروع العلماني وداعم له ، وقد يكون الداعمون علي غير دراية ، ولكن المعول عليه هم حملة كل مشروع .
وقد ظهر أصحاب المعادن النفيسة ، والمغاوير الذين يضحون بكل ما يملكون لنصرة الحق ، وأشخاصا لم يكن يخطر ببالك أنهم يؤيدون الحق أو يضحون من أجله .
وعلي الجانب الآخر ظهر ضعاف النفوس والمخاوير وإن كانوا من أدعياء الإسلام ، وظهر الكارهون الحاقدون ، كما ظهر الجهلة البلهاء .
وتستطيع أن تحدد لكل نوعية شكلاً للتعامل معها من الآن.
9ـ تميزت القوي السياسية وانصهر العديد منها مع بعضهم البعض تحت راية الشرعية والشريعة ، مما زاد قاعدة المشروع الاسلامي السياسية ، والتي تمكنه من فرض نفسه سياسياًعلي الأرض ، وتستطيع حمايته من المتربصين به في الداخل والخارج .
10ـ تم تهيئة الرأي العام الشعبي دولياً لقبول المشروع الإسلامي والتعامل معه لدي وصوله للحكم ، كما ظهرت الحكومات الغربية أمام شعوبها وأمام الشعوب العربية بمناهضتها للقيم والأخلاق ، والكيل بمكيالين عند التعامل مع الأمة الإسلامية وقضاياها ، مما أكسب المشروع الإسلامي تعاطف هذه الشعوب ، الأمر الذي سيؤثر حتما حال اختيار حكومات جديدة .
11ـ اكتسب المشروع الإسلامي خبرة في الدبلوماسية في التعامل مع الخارج ، سواء مع المؤيدين للمشروع الإسلامي أو المعارضين له ، وأصبح لديه القدرة علي التأثير خارجياً لصالحه .
اللهم احفظ عبادك الصالحين في كل مكان.. واكتب لهم النصر والتمكين ..
{ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً} من الآية 51 ـ الاسراء
اللهم آمين ..
المصدر
- مقال:ابراهيم متولى المحامى يكتب :بشريات تزيدك قوة .. تحققت علي الارض ..موقع:كفر الشيخ أون لاين