إغلاق المجال الجوي المصري: الحالات والتفسيرات

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
إغلاق المجال الجوي المصري: الحالات والتفسيرات


الحالات والتفسير.jpg

محمود جمال

( 19 يونيو، 2016)

تمهيد

المجال الجوي هو مصطلح في مجال الطيران ويقصد به المساحة من الفضاء الجوي الخاصة بدولة ما، وتقوم الدولة بتقديم المساعدات الملاحية اللازمة لأي طائرة تطير في نطاق مجالها الجوي، بشرط أن يكون مصرح لها مسبقا بدخول المجال الجوي لهذه الدولة، وإلا اعتبرت طائرة معادية تتعامل معها قوات الدفاع الجوي.وعادة ما تكون حدود المجال الجوي للدولة متطابقة مع حدودها السياسية، في حين قد تمتد بعض المجالات الجوية للدول الساحلية لتغطي بعض مساحة البحر أو المحيط الذي تطل عليه، طبقا لما أوصت به المنظمة الدولية للطيران المدني “إيكاو”.

وحالات إغلاق المجال الجوي من جانب الدول المختلفة، تكون إما بسبب التدريبات العسكرية وفيها يكون غلق المجال الجوي “مسبق”، حيث تخطر السلطات بموعد التدريبات فتقوم بإغلاق المجال الجوي، ويكون إغلاق المجال الجوي في هذه الحالة “إغلاق جزئي” بنسبة 90%، أي إغلاق منطقة معينة أو ارتفاع معين، أو في مناطق النزاعات المسلحة مثل اليمن وليبيا، إلخ. أو في حالات وصول شخصيات مهمة مثل رؤساء الدول، ويكون الغلق جزئيا، أي لمنطقة معينة ووقت معين.

أولاً: حالات الإغلاق في مصر بعد 2013

شهد المجال الجوي المصري منذ انقلاب 3 يوليو 2013 حالات متكررة من إغلاق السلطات العسكرية في مصر للمجال الجوي لمطار القاهرة الدولي وصاحب ذلك تصريحات من مصادر رسمية داخل المطار تؤكد أن سبب الإغلاق يرجع إلى تدريبات عسكرية تجريها القوات المسلحة المصرية في سماء القاهرة، يتزامن ذلك مع تدخل عسكري روسي في سوريا، وصراعات عسكرية في ليبيا، وتدخل سعودي في اليمن، ومواجهات شديدة بين الجيش المصري وتنظيم الدولة الإسلامية في سيناء.

وخلال الفترة من 3 يوليو 2013 إلى 10 يونيو 2016، تم رصد 35 حالة إغلاق للمجال الجوي في مصر، كما هو مبين في الجدول التالي:



ثانياً: أسباب إغلاق المجال الجوي

تعددت التفسيرات حول تكرار حالات إغلاق المجال الجوي المصري، ومن ذلك:

1-الاستعداد والتدريب لعروض القوات الجوية بمناسبة الاحتفالات ببعض المناسبات التاريخية مثل ذكرى حرب أكتوبر وتحرير سيناء وذكري ثورة يناير. وهو في الأغلب احتمال ضعيف لا يفسر تكرار غلق المجال الجوي حيث أن الاستعداد للاحتفالات يعد أمر روتينياً تقوم به القوات الجوية كل عام ولا يحتاج إلى تكرار غلق المجال الجوي بهذا الشكل.

2-القيام بتدريبات عسكرية مكثفة للقوات الجوية وهو احتمال قائم في ظل الوضع الإقليمي المضطرب، ولكن غلق المجال جزئيا في هذه الحالات هو الأقرب للتنفيذ حتى لا تتأثر حركة الملاحة الجوية بتكرار التدريبات العسكرية، وهو ما لم يحدث في كل الحالات المتكررة لغلق المجال الجوي حيث كان غلق المجال الجوي كليا.

3-مشاركة القوات الجوية المصرية في عمليات عسكرية أو الإمداد بتعزيزات عسكرية داخل الأراضي الليبية، والتي سبق أن قامت بها في وقت سابق، في إطار الدعم العسكري الذي تقدمه مصر إلى قوات “حفتر” في ليبيا. وهو أيضاً تفسير يتسق وتطورات الأوضاع في الداخل الليبي، وما تم الكشف عنه من وصول تعزيزات عسكرية لقوات حفتر خلال الفترة الأخيرة، كمنح من مصر والإمارات والأردن.

4-استخدام المجال الجوي المصري في عمليات نقل التجهيزات العسكرية والجنود التي قامت بها روسيا أثناء تنفيذ عمليات داخل الأراضي السورية، وهو احتمال قائم أيضاً في ظل التقارير الإعلامية والتصريحات السياسية التي تشير لوجود علاقات وتنسيق بين نظام السيسي ونظام بشار في سوريا، بل وبين نظام السيسي والنظام الروسي في سوريا أيضاً.

خاتم

التعدد في التفسيرات لتكرار حالات إغلاق المجال الجوى المصري منذ انقلاب 3 يوليو 2013 وحتى الآن، لا يعني تعارضها أو تناقضها، ولكن يمكن الجمع بينها لتقديم تفسير أشد تماسكاً لهذا التكرار، وهو ما يعني منطقية هذه التفسيرات وصلاحياتها لبيان أسباب الإغلاق، وإن اختلفت الأوزان النسبية لها، مع أولوية تأثير التحالفات الإقليمية والدولية للنظام على هذه الحالات بدرجة أكبر من الحديث عن الاحتفالات الموسمية أو التدريبات العسكرية.

المصدر