إخوان المنوفية: التعاون أساس بناء مصر
أكد الدكتور محمد علي بشر عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، أن ثورة 25 يناير عبرت بالشعب المصري كله من اليأس إلى الأمل، مشيرًا إلى أن بناء مصر بعد زوال النظام البائد حملٌ ثقيلٌ لا يقوى عليه فصيلٌ واحد، وإنما يجب التوحد والتعاون من أجل بناء مصر المستقبل.
جاء ذلك خلال حفل الإفطار السنوي الذي نظَّمه الإخوان بالمنوفية بالتعاون مع حزب "الحرية والعدالة" بالمحافظة، أمس.
وبدأ د. بشر حديثه مداعبًا الحضور قائلاً: "استغفروا لرئيسكم فإنه الآن يُسأل"، ثم نقل تحيات الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمون للحضور الذي بلغ أكثر من 3000 من مختلف الأطياف والقوى السياسية والأحزاب وممثلي الأزهر الشريف والكنيسة وأساتذة الجامعات ومدير أمن المنوفية اللواء شريف البكباشي، بالإضافة إلى أعضاء المكتب الإداري للإخوان بالمنوفية وأعضاء الأمانة العامة لحزب "الحرية والعدالة"، والحاج لاشين أبو شنب عضو مكتب الإرشاد السابق والحاج محمد أبو السعود من الرعيل الأول للإخوان المسلمون.
كما قدَّم د. بشر اعتذارًا نيابةً عن الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام، والذي كان مقررًا أن يحضر الإفطار وحال دون حضوره ظروف طارئة.
وأضاف د. بشر: "ومن أجل مصلحة مصر وحرص الإخوان على التوحد، شكَّل الإخوان مع الأحزاب السياسية تحالفًا ديمقراطيًّا من أجل نهضة وبناء مصر، مطالب الجميع بالاعتصام بحبل الله والتعاهد على العمل جنبًا إلى جنبٍ لبناء مصر.
وأكد أن المستقبل يحتاج إلى الوقوف في وجه كل معوقات الثورة التي أراد الله لها أن تنجح بفضله وتأييده؛ لأن أمام الكل مشوار طويل، مشيرًا إلى أن الإخوان حريصون على أن يتلاقى كل أبناء مصر، وأن تتوحد جهودهم.
وطالب د. بشر الجميع بأن يتوافقوا على قوائم في الانتخابات التشريعية والمهنية لخدمة مصر وأهلها.
وقال د. بشر إن الإخوان ضحوا من أجل هذه الحرية؛ لأنهم يوقنون أنها فريضة من فرائض الإسلام، وأنهم سوف يستمرون في مسيرة البناء لا يريدون من أحد جزاءً ولا شكورًا.
وفي كلمته، أكد المهندس نجيب الظريف مسئول المكتب الإداري للإخوان بالمنوفية، أن هذا الملتقى هو ثمرة من ثمار ثورة 25 يناير المباركة، وقدَّم التحيةَ لشهداء الثورة وأثنى على دور المجاهدين الذين ضحوا بدمائهم وأموالهم وحريتهم من أجل هذه اللحظة المباركة.
ووجَّه م. الظريف نداءً إلى كل الغيورين على بلدهم مصر وبلدهم الصغير المنوفية أن يتعاونوا مع الإخوان من أجل العمل لنهضة مصر ونهضة إقليم المنوفية، كما قدَّم التحيةَ للجيش المصري الباسل وطالبه بأن يستمر في العطاء حتى يُسلِّم الأمانةَ كما وعد لحكومة منتخبة.
وقال الحاج لاشين أبو شنب عضو مكتب الإرشاد السابق: "كم كنا نتمنى من قبل هذا اللقاء، ولكن حالت بيننا وبينه صور من الظلم وألوان شتى من التحدي لإرادة الحق، ولكن الآن قد أذن الله أن يزول هذا الظلم لتبقى لكلمة الحق دولة، وسيظل علم الإسلام خفَّاقًا قويًّا بهمة المسلمين وعزيمتهم".
وأضاف: "ما كان الإخوان المسلمون يومًا يخشون بأسًا ولا سلطانًا إنما كانوا يتحملون في سبيل دعوة الإسلام كل صنوف العذاب والأذى والاضطهاد، فمات منهم مَن مات، واستشهد منهم من استشهد، ورغم ذلك لم تلن لهم قناة ولم تضعف لهم عزيمة، وظلوا على الدرب سائرين لا يخشون في الله لومة لائم، وسيظلون هكذا إلى أن يلقوا ربهم غير مفرطين ولا مقصرين".
وأكد الحاج محمد أبو السعود من الرعيل الأول للإخوان، أن شهر رمضان هو شهر التقوى وموسم الطاعة، ويجب أن يتزود منه المسلمون نقائصهم الإيمانية، ودعا إلى اغتنام فرصة رمضان.
وفي كلمته، قال الدكتور عاشور الحلواني أمين حزب "الحرية والعدالة" بالمنوفية: "إنه من يمن الطالع أن نلتقي اليوم في ذكرى عزيزة علينا وهي ذكرى العاشر من رمضان، وهي ذكرى انتصار جيشنا الباسل على العدو الصهيوني الغاصب".
وأضاف: "نلتقي اليوم في جوٍّ من أجواء الحرية التي نتمنى أن تدوم علينا وأن تستقر أوضاع بلدنا وأمتنا كي نستأنس حياة الرقي والتقدم والحضارة من جديد"، شاكرًا الحضور وعلى رأسهم الأزهر الشريف والقوى السياسية والكنيسة والإعلام وقيادات الأمن، على تلبية الدعوة.
وأكد أن وجود كل الأطياف السياسية دلالة على التوحد بعد أن زال الكابوس والظلم الذي أراد أن يورث السلطة لهؤلاء الأزلام، مشيرًا إلى أنه لولا دماء الشهداء منذ جهاد المناضلين من الإخوان وغيرهم طيلة عشرات السنيين حتى شهداء 25 يناير لما عشنا هذه اللحظة وهذه الأجواء من الحرية.
وأضاف د. الحلواني: "باسم حزب الحرية والعدالة أقول إن قلوبنا وعقولنا مفتوحة ومستعدون للتعاون مع كل مخلص ومصلح يريد الاستقرار لمصر والريادة والعزة لهذه الأمة"، كما دعا د. عاشور إلى نسيان الماضي بآلامه وهمومه وفتح صفحة جديدة يتعاون فيها الجميع من أجل بناء مصر.
وأكد الشيخ محمد الإبياري رئيس الإدارة المركزية بالمنطقة الأزهرية بالمنوفية أن ثورة 25 يناير لم يكن لها أن تنجح إلا بإرادة الله الذي هيَّأ لها جندًا من عنده هم شباب وشيوخ ونساء مصر كلها.
وطالب الجميع بأن يخلصوا في العبادة لله وحده بعد أن تحرروا من عبادة الفرد، مشيرًا إلى أن الريادة لمصر منذ قديم الأزل.
وقدَّم كلمة الدعوى السلفية أسامة عبد المنصف الذي أكد أن ما حدث في ثورة 25 يناير ليس وليد اللحظة وإنما هو وليد كفاح مرير خلال سنوات طوال من رجال يحبون بلدهم بذلوا أرواحهم وحرياتهم وأموالهم، فكلل الله جهودهم وتضحياتهم بهذه الثورة المباركة.
وقدم التحية لشهداء الثورة، وطالب بأن تكون دماؤهم الذكية التي سالت، دافعًا إلى التوحد والألفة والمحبة بين الجميع.
وأكد د. أحمد نصار عضو لجنة التنسيق بين الأحزاب والقوى السياسية بالمنوفية أن بناء الوطن مهمة مشتركة لن يستطيع فصيل بمفرده القيام بها، مؤكدًا أنه لا خلاف على قومية مصر وهويتها الإسلامية، وأن مَن يتصور غير ذلك فهو مغرض.
المصدر
- خبر: إخوان المنوفية: التعاون أساس بناء مصر موقع اخوان اون لاين