أ. د. عادل عبد الجواد: شتاء ساخن وصيف بارد

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
أ. د. عادل عبد الجواد: شتاء ساخن وصيف بارد
20-07-2005


الشارع السياسي اضطراب وركود

إذا كانت أشهُر الشتاء تُعد من الأشهر الأكثر سخونةً في الحراك السياسي لدى الشباب، ففي أشهُر الصيف تتراجع هذه السخونةُ لتصل إلى أقل معدلاتها، وبالرغم من تراجع الدور السياسي للشباب بصورة عامة إلا أنه بعيدًا عن فترة الدراسة يأخذ مزيدًا من التراجع..

شتاء ساخن وصيف بارد

الدكتور عادل عبد الجواد - رئيس هيئة أعضاء التدريس بجامعة القاهرة- يطرح لنا في هذا الحوار رؤيته حول تراجع الدور السياسي للشباب صيفًا وشتاءً.

  • تراجع دور الجامعة خلال السنوات الأخيرة حتى أصبح دورُها محدودًا مقارنةً بمؤسسات المجتمع المدني.. ما السبب في ذلك؟

هناك أسباب كثيرة بعضها يخص الأساتذة وبعضها يخص إدارة الجامعة، وهناك أسباب تخص الأمن داخل الجامعة، وهذا كله يؤثر على الشباب الذي يكون هو الضحية في النهاية؛ فأما الأسباب التي تتعلق بالأساتذة الجامعيين فإنه لا يوجد لديهم الوقت الكافي للتحاور مع الطلاب؛ وذلك نتيجة انشغالهم وجريهم وراء لقمة العيش؛ لأن راتبهم لا يكفي ولديهم أعباء، ويريدون أن يوفروا لأهلهم حياةً كريمةً، فهم يبحثون عن فرص عمل أخرى، وبالتالي بدأ اهتمامهم بالطالب يقل.
أما الأسباب الخاصة بإدارة الجامعة فتتمثل في اقتصارها على الدور التعليمي، وتغضُّ الطرف عن الأمور الأخرى، مثل تربية الشباب، وتوعيته ثقافيًا وسياسيًا ودينيًا، وهو ما انعكس بالسلب على الشباب الذين انشغلوا بالامتحانات والمذاكرة وغيرها.
بل تتعامل الإدارة مع أي نشاط سياسي في الجامعة على أنه نوعٌ من الخروج عن الحق الطبيعي للطلاب؛ مما جعل الشباب ينصرفون عن أي نشاط سياسي إلى أنشطة أخرى، مثل الرحلات والنوادي والمسابقات الرياضية؛ لأن الشباب طاقةٌ، وهو يريد أن يوظِّفَها فإن لم نساعده فسيؤثر ذلك عليه بالسلب.
  • هل ترَون تراجعًا في دور الشباب في العملية السياسية؟
غياب النقاش مع الشباب وتهميشهم يرجع لأسباب سياسية وأمنية بحتة، فنلاحظ أن الفصل الدراسي يكاد يصل إلى بضعة أسابيع بسبب الإسراع في موعد الامتحانات تحسبًا لأي حدث سياسي.
فنحن نجد الطالب عندما يأتي من المرحلة الثانوية إلى الجامعة يكون مفعمًا بالهمة والنشاط، ويريد أن يوظف هذه الطاقة التي لديه في شيء معيَّن، مثل دخول نشاط معيَّن، فيبدأ رجال الأمن في التضييقات وشعارات "ممنوع الكلام في السياسة"، وتبدأ الاعتقالات والاستبعاد من المدن الجامعية، والتهديد بالويل والثبور لكل من تسوِّل له نفسُه أن يعارض، ولا يُسمح للشباب بالحديث والتعامل إلا فيما هو مسموح به، وتكون هناك موضوعات وبرامج موجَّهة لا تخدم الصالح العام بقدر ما تخدم جهةً بعينها.
  • ألا ترون أن تراجع الدور السياسي لأساتذة الجامعات كان له تأثير في تراجع دور الشباب؟
كما قلت لك إن الغالبية العظمى منهم مشغولون بالبحث عن فرصة عمل لسدِّ احتياجات أسرهم من خلال العمل في أماكن أخرى، ولا ننكر أن هناك مَن يحاول الإصلاح السياسي، ولكنهم قلةٌ، وتأثيرهم ضعيفٌ في مقابل الذين يعطون دروسًا خصوصيةً، ويقومون بتحريض الطلبة على عدم الانخراط في العمل السياسي، ويهددونهم بأن الذي يعمل بالسياسة يكون مصيره السجن.
  • يُتهم الشباب بالسلبية والسطحية السياسية، ويظهر هذا في الإقبال على الانتخابات الطلابية، فإقبالُهم ضعيفٌ في الندوات والمؤتمرات السياسية.. كيف نتفادى هذا الواقع؟
باحتواء واحتضان الدولة للشباب ورعايتها له، والسماح له بالمشاركة السياسية التي تعبر عن الرأي ولا تضر الآخر، وألا نخوِّف الطلاب ونهددَهم حتى لا يفقدوا الانتماء لهذا الوطن.

الجامعات تنتفض ضد الفساد السياسي

  • ظاهرة عدم وجود تيارات واتجاهات فكرية داخل الجامعة باستثناء التيار الإسلامي هل يعد ظاهرةً صحيةً أم العكس؟
لصالح مصر أن يتكاتف أبناؤها ويتعاملوا مع بعضهم بما يرونه في مصلحة مصر، كما أن الحركات السياسية تُثري المجتمع وتجعله مجتمعًا حيًّا نابضًا، ولا يمكن القول بأن هناك فصيلاً واحدًا وهو التيار الإسلامي، فهذا معناه أن البلد لا يوجد بها مَن يتحمل مسئولية العمل السياسي غير الإسلاميين، وهذا خطير جدًّا لأن الخاسر في ذلك هو الوطن الذي يخسر شباب اليوم وقادة المستقبل، فلا بد من تضافر الجهود بين كل الاتجاهات الفردية؛ لأن ذلك معناه نهضة الوطن ورفعته.
  • هل تخلى الشباب عن حب المغامرة؟ ولماذا تفشَّت فيهم اللامبالاة؟
ماذا تريد من شبابٍ عندهم إحباطٌ وعدم انتماء.. نحن الذين لم نربِّه على التفكير ولم نعوِّدْه على المشاركة أو اتخاذ القرار بالإضافة لحملات الاعتقالات للطلبة.. الأمر الذي قد يصل إلى درجة الحرمان من الامتحانات.
لقد تحول الشباب بفعل الضغوط إلى واقعٍ ظاهرُه فيه الرحمةُ وباطنُه من قِبَله العذاب.

المصدر