أين نحن من مخططات ليبرمان!
بقلم : فادي أبو سعدى
جعجعة فارغة المضمون

منذ أن تولى بنيامين نتنياهو رئاسة الوزراء في إسرائيل،وعين لخارجيتها المتطرف القادم من روسيا أفيغدور ليبرمان ونحن "نجعجع" فقط كلما أتحفنا ليبرمان بتصريحاته بخصوص الاستيطان،أو حل الدولتين، أو المفاوضات، أو اللاجئين، أو أي كانت تصريحاته، وكأن المهم أن نرد نحن كذا الحال ولكن بالطريقة التي عهدها الجميع عنا "جعجعة" فارغة المضمون لا تلقى آذانا صاغية ولا تسمن ولا تغني من جوع!
ليبرمان قال أن الحاجة لأمريكا هي "مشكلة" إسرائيل الأساسية، أما بالنسبة لنا فالحاجة لأمريكا هو الإستراتيجية الأساسية! ورغم عدم وجود إشكالية في هذا الأمر،كون التوتر الحاصل الآن بين الولايات المتحدة وإسرائيل يندرج ضمن إستراتيجيتنا،إلا أننا لم نفعل شيء ليس لتعميق خلافات الطرفين،ولكن لنكون الطرف الأقوى ولو لمرة واحدة في ظل تدهور علاقات الطرفين التي كانت في أحسن حال طوال سنوات حكم بوش الأب والابن،كون الحديث بدأ بوقف الاستيطان وقد ينتهي بتجميده لفترة وجيزة، رغم إعلان إسرائيل بتسريع خطوات الاستيطان قبيل القبول بفكرة التجميد!
ليبرمان أيضاً،يرى أن الانسحاب من الأراضي المحتلة للعام 67 وفكرة حل الدولتين غير صائبة،أما نحن فإستراتيجيتنا التي نعتمد عليها هي الانسحاب من أراضي 67 وحل الدولتين،وبدأت حكومتنا بالعمل على التأسيس لهذه الإستراتيجية بإعلانها وثيقة "فلسطين: إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة" رغم أن ليبرمان شخصياً رد على هذه الخطة بالقول بأن إسرائيل سترد على هذه الخطة،لذا ينبغي علينا تسريع الخطوات لأجل إنجاز هذه الخطة كي نكون الطرف الأقوى وسط الاصطفاف الدولي الحاصل من حولنا.
ليبرمان الذي أعلن أن يريد محو "القضية الفلسطينية" من قاموس وزارته،وها هو يتوجه إلى إفريقيا في سباق مع الزمن،ويتحرك في كل اتجاه لإنجاز مهمته، بينما خارجيتنا نحن لم تتحرك بالمطلق سوى لاستقبال بعض الضيوف القادمين من هنا وهناك،وأيضاً العمل على ما جاء في وثيقة "العامين" التي أعلنتها الحكومة من تطوير للكادر الدبلوماسي وتعزيز وضع فلسطين دولياً وهذا لا يكفي مطلقاً، فعلى وزير خارجيتنا أياً كان التحرك على كل المستويات لتعزيز الموقف الفلسطيني وصد محاولات نظيره الإسرائيلي التي يعمل جاهداً على تحقيقها،وقد ينجح!
شعارات نستتطيع حملها والوفاء بها
علينا نحن كذلك حمل شعارات نستطيع الوفاء بها،وعلينا المحاربة لاتجاه تنفيذها والحصول على اصطفاف دولي لها،فما هو المضاد لدينا لفكرة محو القضية الفلسطينية من قاموس الخارجية الإسرائيلية؟
وما هو الحل الصائب الذي نملكه إذا كانت إسرائيل ترتئي حل الدولتين والانسحاب من أراضي 67 غير صائب؟ وأين تكمن "مشكلتنا" إن تخلصت إسرائيل من "مشكلتها" الرئيسية وهي الاحتياج لأمريكا،وبالتالي فقدت أمريكا سيطرتها على الحليف الاستراتيجي،أو الابن المدلل لها؟
هذه تساؤلات مطروحة على حكومتنا،وعلى الأغلب على وزارة الخارجية ومن يقودها،ليس فقط في سبيل الحصول على إجابات لهذه الأسئلة بل للتأكد من أننا نملك خططاً وبرامج وشعارات نستطيع تطبيقها على الأرض، وليس أيضاً في سبيل أن تشكل مضاداً للأفكار الإسرائيلية فقط،وإنما لتكون رافعة للأفكار الفلسطينية في سبيل إنجاحها والمضي قدماً فيما نفكر به،ونطمح بالحصول عليه،ونستطيع قيادته!
المصدر
- مقال:أين نحن من مخططات ليبرمان! موقع : المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات