أنور شحاته: الإسلاميون جعلوا النقابات مؤسسات وطنية
[30-10-2003]
محتويات
[أخف]مقدمة
• العمل الجماهيري سبيل ناجح لإصلاح المجتمع
• الإسلاميون حولوا النقابات إلى مؤسسات وطنية جادة
• العنصر البشري وسيلة التغيير الأساسية إذا تربَّى جيدًا
• حُبنا للدعوة يزداد مع كل سجن حكومي نتعرض له!
"أصبحت مؤمنًا بأن الإنسان يجب أن يعمل في المجال الذي يحبه بصرف النظر عن الكلية التي تخرج فيها، وأرى أن تحقيق نصف الربح من عمل يحبه الشخص أفضل كثيرًا من تحقيق ربح كبير في مكان لا يستغل إمكاناته".
هذا ما يؤكده الدكتور "أنور حسن شحاته" أمين صندوق نقابة الأطباء المصرية في حوار مع موقع: "إخوان أون لاين. نت"، الذي استعرض فيه تجربته الثرية مع العمل الخيري والنقابي التي تستحق التسجيل.
يقول الدكتور "شحاته:" إنه لو تم إطلاق يد الإخوان في النقابات لتحولت إلى مؤسسات رائدة في المجالات النقابية والخيرية، فالتجربة خير دليل إذ أثبتت الأيام أنهم حولوا النقابات إلى خلايا نحل، وأماكن لخدمة أبناء الوطن، ومصادر إشعاع استعصت على مَن حاولوا إطفاء هذا النور الذي كشف عجز من يملكون الإمكانات والأموال لكنهم لم يفلحوا إلا في جر البلاد إلى التردي الاقتصادي والاجتماعي".
ويشدد على أن التجربة أثبتت أن العنصر البشري وسيلة التغيير الأساسية في أي مكان، وإذا تربَّى هذا العنصر على الصلاح والأمانة والقوة والحرية فسنحصل على نتيجة ممتازة في أي عمل يقوم به، ويتابع : "كانت الحكومة تتصور أن السجن يبعد الأخ عن دعوته لكن ثبت لها أن ذلك أمر خاطئ، إذ زاد السجن حبنا لهذا الطريق"!
وفي السطور التالية نطوف مع محاورنا في دهاليز رحلته مع الحياة:
بطاقة تعارف
- في البداية سألته: من هو الدكتور أنور حسن شحاته؟
- اسمي "أنور حسن شحاته" من مواليد فبراير 1955 في زفتى- محافظة الغربية، ولي سبعة إخوة منهم خمسة ينتمون إلى الإخوان المسلمين، وزوجتي طبيبة أمراض جلدية، ولدي خمسة أولاد: عمر بكلية التجارة، وأسماء خريجة آداب صحافة، ومصطفى طالب بكلية العلاج، ومحمد ثانية ثانوي، وسندس بالصف الرابع الابتدائي.
- تخرجت في كلية طب طنطا عام 1979م ثم أقمت في شبين الكوم حتى 1980م، وتخصصت في التحاليل الطبية، وحصلت فيها على درجة الماجستير، إلا أنني اتجهت لإدارة المستشفيات والتجارة في الأجهزة الطبية وتركت هذا التخصص منذ فترة طويلة.
التغيير المفيد
- يُلاحظ أنك قمت بتغيير مهنتك والابتعاد عن تخصصك الطبي الدقيق، فكيف ترى ذلك بعد مرور تلك الفترة الطويلة؟
- أصبحت مؤمنًا بأن الإنسان يجب أن يعمل في المجال الذي يحبه بصرف النظر عن الكلية التي تخرج فيها، وأرى أن تحقيق نصف الربح من عمل يحبه الشخص أفضل كثيرًا من تحقيق ربح كبير في مكان لا يستغل إمكاناته.
- وإن كان هذا الأمر يصطدم بالنظرة الاجتماعية، فالناس لم تتعود على ذلك، كما أن بعض الكليات لها قيمة اجتماعية وأدبية مميزة لكن يجب ألا يكون كل ذلك عائقًا عن العمل في المجال المفضل.. المهم أن يأخذ الشخص القرار مبكرًا.
- وهل ترى أن تغيير مجال العمل يمكن أن يكون قاعدة؟
- لا بالطبع، ليست هذه هي القاعدة، ولكن تحيط بالإنسان ظروف قد تدفعه إلى ذلك، وهناك نماذج رائعة من رجال الأعمال الناجحين الذين حصلوا على شهادات من كليات الطب والهندسة إلا أنهم اتجهوا للتجارة وحققوا فيها نجاحًا كبيرًا، ويدعم تلك الفكرة كثرة عدد الخريجين والأوضاع الاقتصادية التي تؤمن بالتخصص.
- وفي ظل البطالة الشديدة وتقليص فرص العمل أنصح الشباب بالبحث عن فرص عمل أخرى بعيدة عن شهاداتهم إذا لم يتمكنوا من تحقيق ذاتهم في مجال دراستهم؛ لأنه لو لم يحدث ذلك ستتكدس الأعداد وتزداد البطالة.
- ألم يعاودك الحنين لممارسة العمل الطبي مرة أخرى؟
- أنا لم أبتعد عن العمل الطبي بالرغم من أني لا أمارسه؛ حيث إن عملي كمدير لمستشفيات خيرية بالمنوفية وعملي بنقابة الأطباء أتاح لي الاقتراب من العمل الطبي، ولكن لم أشعر بحنين للعودة لهذا العمل مرة أخرى فمشاغلي تسيطر على وقتي وأنا سعيد بذلك.
الاتحادات الطلابية
- كانت الفترة التي التحقت فيها بالجامعة ثرية بالأحداث والنشاط الطلابي، فما الدور الذي أديته في تلك الأثناء؟
- كنت نائبًا لرئيس اتحاد طلاب طنطا منذ عام 1977م حتى عام 1979م، وبالفعل كانت تلك الفترة حافلة بالعمل الطلابي، واستطعنا أن نجعل من الاتحادات مؤسسات مفيدة للطلاب بعد أن كانت بدون دور، وبعد دخول التيار الإسلامي إلى الاتحادات الطلابية، قمنا بعمل تطوير للمفاهيم لصالح المهنة والطبيب والعمل الطبي، فضلاً عن الخدمات التي قدمناها للطلاب، والأهم هو المشاركة في قضايا الوطن بفاعلية.
- في رأيك: ما الأثر الذي تركه الإخوان في الاتحادات الطلابية خلال تلك الفترة؟
- كانت الصحوة الإسلامية خلال نهاية السبعينيات قوية، وأثبت الشباب المسلم عن طريق القدوة والسلوك أنه قادر على تحمل المسئولية وتغيير المجتمع، بعد أن كانت تلك الأماكن خاصة بإنهاء المصالح الشخصية، فانتقلت نتيجة وجود هذا الشباب المتحمس من الإخوان إلى بذل أقصى الجهد في خدمة الزملاء، فقمنا بنشر عدد من الكتب والمذكرات رخيصة الثمن، فضلاً عن الاهتمام بالرحلات الهادفة والرياضة، ونشر الحجاب بين طالبات الجامعة، والقضاء على السلوكيات المشينة التي كانت تحدث داخل أروقة الجامعات.
- وباختصار قامت الاتحادات الطلابية بنشر فكر الإسلام الصحيح، كما أن وجود شباب الصحوة أيقظ الاهتمام بالقضايا الإسلامية، وأضاف لنا على المستوى الشخصي خبرة كبيرة في التعامل مع الناس؛ حيث اختلطنا بالأساتذة مما كان له أثر كبير في اتساع الرؤية وتكوين كوادر ممتازة من الإخوان قادت العمل في النقابات المهنية بعد ذلك.
عمل نقابي مميز للإسلاميين
- ما قصتك مع العمل النقابي؟
- التحقت بالعمل النقابي من خلال عضوية مجلس نقابة الأطباء الفرعية بالمنوفية منذ عام 1986م حتى عام 1988م ثم أمينًا عامًا لها حتى عام 1990م، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن توليت منصب أمين صندوق النقابة العامة للأطباء، كما توليت أمانة صندوق اتحاد المهن الطبية منذ عام 1990م ولمدة خمس سنوات، وأرى أن العمل النقابي عمل خدمي من الدرجة الأولى يعمل فيه الإخوان المسلمون تنفيذًا لحديث النبي "صلى الله عليه وسلم": "خير الناس أنفعهم للناس"، وكان ذلك منهم امتدادًا لمسيرة كبيرة في خدمة الناس والعمل النقابي، وهو عمل شاق ومتعب لكن له لذة خاصة، لأنه يعبر عن مدى صفاء النفس التي تقبل على العمل التطوعي لخدمة الآخرين دون استفادة شخصية، فالإسلام يدفعنا إلى خدمة الناس في كل المجالات، والنقابة إحدى روافد هذا العمل الخيري.
- ماذا أضاف الإسلاميون إلى نقابة الأطباء خلال الفترة التي تولوا إدارتها فيها؟
- في البداية لابد أن أُشير إلى أن النقابة أسهمت في تكوين كوادر وقيادات نقابية على أعلى مستوى من خلال الاحتكاك المباشر بالمجتمع، وتقديم خدمات متميزة لأعضاء النقابة، وأستطيع القول إن المهنة انتقلت خلال 15 سنة أدار فيها الإخوان النقابة انتقالاً كبيرًا من ناحية الخدمات التي تقدم للأطباء أو التعليم الطبي المستمر، كما تم رفع مستوى الطبيب مهنيًا واجتماعيًا، فضلاً عن الدور الذي قامت به النقابة في خدمة القضايا الوطنية، لاسيما الإغاثة، ومن أهمها الدور الذي أدَّته بعد وقوع الزلزال بمصر، وكذلك دورها الإغاثي على مستوى المسلمين في فلسطين وإريتريا والصومال والعراق وغيرها، كما كانت النقابة سباقة في العمل العام، وقد أعطينا نموذجًا طيبًا للمسلم حينما يتبوأ مكانًا في إحدى المؤسسات، هذا غير المشروعات الكبيرة التي قام الإسلاميون بتطبيقها في النقابة مثل مشروع التكافل، والعلاج، والمراكز العلمية.
- وما المشكلة الكبرى التي واجهتكم خلال تلك السنوات؟
- عدم إجراء الانتخابات هو المشكلة الرئيسة التي واجهتنا، وأدَّت إلى حرماننا من الدماء الجديدة في العمل النقابي، وزادت من الأعباء التي علينا فبعد أن كُنا 24 فردًا يحملون العمل تقلص العدد إلى 7 أفراد تقريبًا، وبالطبع يمثل القانون 100 لسنة 1993م الذي ضرب العمل النقابي أزمة كبيرة بالإضافة إلى أن أعداد المقبولين بكليات الطب التي تزداد سنويًا مما يضعف مستوى الطبيب نتيجة ضعف التدريب في المستشفيات فضلاً عن تناقص فرص العمل.. فهل تتخيل أن نسبة الأطباء للشعب المصري تصل إلى طبيب لكل 600 مواطن في حين تصل في إنجلترا إلى طبيب لكل ألف مواطن، وهذه الزيادة تهدد بعدم التمكن من دفع المعاشات للأطباء إذا استمرت.
- بعد مرور أكثر من 16 عامًا على ممارستك للعمل النقابي.. ماذا أضاف إليك على المستوى الشخصي؟
- اتساع الرؤية ونضج الفهم لكثير من القضايا نتيجة انفتاحنا على المجتمع، فضلاً عن تكوين شبكة كبيرة من العلاقات الاجتماعية بمختلف الأطباء من مصر كلها، كما تكونت لدي رؤية وخبرات إدارية كبيرة نتيجةً للاحتكاك بنماذج وكفاءات رفيعة المستوى، لم أكن أستطيع الاستفادة منها بعيدًا عن النقابة، واتحاد المهن الطبية.
- وماذا أضفت إلى العمل النقابي؟
- قمت خلال الفترة التي توليت فيها أمانة صندوق النقابة بعدد من المشروعات التي لم تكن موجودة قبل ذلك بالتعاون مع بقية زملائي، أهمها إنشاء مقرات مستقلة للنقابات الفرعية وإقامة عدد كبير من الأندية التي تليق بالأطباء، وأهمها نادي الأطباء بالجيزة، كما أنني أشرف على مشروع العلاج في اتحاد المهن الطبية، وقمت ببناء مقر للاتحاد بالأزبكية، كما ساعدت في إقامة نادي اتحاد المهن الطبية بمدينة نصر.
- ومن ضمن الأعمال التي أعتز بها إشرافي على لجنة إغاثة فترةً؛ حيث قمت فيها بتطوير العمل وزيادة حركة التبرعات بشكل كبير، كما أسهمت في زيادة المعاشات، فبعد أن كان معاش الطبيب لا يزيد عن 30 جنيهًا، استطعنا رفعه إلى 200 جنيه.
الانفتاح ضرورة
- العمل النقابي قمة الانفتاح على المجتمع لكن يُلاحظ أن هناك عددًا كبيرًا من الملتزمين يتخوفون من ذلك الانفتاح، فما الضوابط التي تحدده في رأيك؟
- الانفتاح على الناس شيء مهم للأخ المسلم، فكثيرًا ما نتكلم نظريًا في المفاهيم، ولكن لا تظهر العيوب إلا ساعة التنفيذ والاختلاط بالناس، وحينئذ نستطيع إصلاح تلك العيوب فضلاً عن تأثيرنا الضروري في المحيطين بناءً عن طريق الأخلاق والسلوك والقدوة والوعظ والإرشاد، ولكن يجب أن نلتمس الأعذار للناس ونتعامل معهم بتواضع شديد، ولا ننسَ أن أفضل الناس مَن يخالط الناس ويصبر على أذاهم، كما أن التغيير في سلوكيات المجتمع لم يكن أبدًا بالقانون، فتأثيرك على الناس هو السبيل الوحيد لإصلاحهم، ويجب أيضًا أن نتعامل معهم وفقًا لمنهج الوسطية الذي تعلمناه من الإخوان، فلا ننظر إلى الناس من عل، بل نصبر عليهم وندفعهم إلى فعل الخيرات، ونقدم لهم ما نستطيع من خدمات؛ لأن خدمة الناس هي الوسيلة لاختراق قلوبهم.
- هل نستطيع القول إن الإخوان قد نجحوا في تجربة النقابات المهنية؟
- أنا مؤمن بنجاح التجربة، وأرى أنه لو تم إطلاق يد الإخوان في النقابات لتحولت إلى مؤسسات رائدة في المجالات النقابية والخيرية، فالتجربة خير دليل، وقد أثبتت الأيام أن الإخوان حولوا النقابات إلى خلايا نحل، وأماكن لخدمة أبناء الوطن، ومصادر إشعاع استعصت على مَن حاولوا إطفاء ذلك النور الذي كشف عجز من يملكون الإمكانات والأموال لكنهم لم يفلحوا إلا في جر البلاد إلى التردي الاقتصادي والاجتماعي، كما أثبتت التجربة أن العنصر البشري وسيلة التغيير الأساسية في أي مكان وإذا تربى على الصلاح والأمانة والقوة والحرية فسنحصل على نتيجة ممتازة في أي عمل يقوم به هذا الشخص.
- وما أهم المحطات التي تعتز بها في حياتك؟
- أرى أن أهم محطة في حياتي هي العمل الخيري، إذ توليت رئاسة مجلس إدارة جمعية المواساة بالمنوفية حتى قُبض على عام 1995م، علمًا بأن العمل الأساسي لجمعية المواساة هو العمل الطبي، إذ تمتلك 6 مستشفيات خيرية، تقدم أرقى خدمات طبية للفقراء كما افتتحنا مركزًا ضخمًا لأصحاب الحاجات الخاصة، وأتمنى أن أختم حياتي بعمل يخدم القرآن الكريم، ودائمًا يدفعنا الإخوان إلى مثل تلك الأعمال؛ لأنها جزء أصيل من دعوتهم التي تقوم على الخير وخدمة الناس.
منحة الاعتقال
- مررت بتجربة الاعتقال والمحاكمات العسكرية، فما أهم الدروس التي خرجت بها من تلك المحنة؟
- في 8 أكتوبر عام 1995م، قبض بالفعل علي وحولت إلى المحكمة العسكرية فيما يسمى بالقضية العسكرية بتهمة المشاركة في إحياء جماعة الإخوان وتعطيل الدستور، وحكم علي بالسجن لمدة 3 سنوات، وخرجت من السجن في 9 أكتوبر عام 1998م، وتعاملت خلال هذه الفترة مع أكثر من 60 من أفضل الإخوان وأتقاهم، وأتممت حفظ القرآن، كما حصلت على دبلوم إدارة المستشفيات، وأضفت إلى رصيدي الثقافي والإنساني بشكل كبير، ومن رحمة الله علينا أنه أنزل الطمأنينة على قلبي وقلوب زوجتي وأبنائي، وكان السجن ابتلاءً لنا جميعًا نسأل الله أن نكون نجحنا فيه، وإذا كانت الحكومة قد تصورت أن السجن يبعد الأخ عن دعوته فقد ثبت لها أن ذلك أمر خاطئ، إذ يزيد السجن حبنا لهذا الطريق.
- ولدينا استعداد لأن نبذل أكثر، ولن يستطيع أحد أن يطفئ نور الدعوة، سواء في قلوبنا أو لدى الناس.. فهذه الدعوة المباركة تنتشر الآن في كل القطاعات، وبرغم التضييقات المستمرة إلا أن المطر ينزل من السماء فيروي وتنتشر الخضرة بين الناس ببركة الدعاء والمخلصين الملتزمين بدين الله تعالى.
الشباب والنصائح
- كيف تحدد للشباب أسباب النجاح؟
- لا شك أن قوة العلاقة بين الشاب وربه والتوكل عليه توكلاً مطلقًا أهم أسباب النجاح، ثم لابد من تحصيل الأسباب فمعظم الشباب- الآن- يركن إلى الراحة، ولا يرغب في التعب ثم إن الصبر مهم، فالنتائج لا تأتي بسرعة، كما أن العلم والدراسة المستمرة لهما دور كبير في تحقيق النجاح في أي مجال.
- أخيرًا: ما النصائح التي توجهها إلى أبنائك؟
- لديا شورى وديمقراطية داخل المنزل ودائمًا أنصح أبنائي بأن يلتزموا بطريق الله، وأن يكونوا رجالاً في كل أحوالهم، وألا يعتمدوا في إثبات الذات على عائلتهم بل على أنفسهم، وأخيرًا: أن يجدوا ويجتهدوا في اكتساب أدوات تساعدهم على خوض معركة الحياة.
المصدر
- حوار: أنور شحاته: الإسلاميون جعلوا النقابات مؤسسات وطنية موقع اخوان اون لاين