أمين عام مجلس عشائر العراق: الاحتلال لن يزول إلا بالمقاومة
[12-07-2004]
محتويات
مقدمة
- نرفض الحكومة العراقية الحالية لأنها وُلدت من رحم الاحتلال
- لابد من وجود ضمانات حقيقية لمحاكمة صدام
- عقود إعمار العراق باطلة وسيعاد النظر فيها
- اعتقلت أربعة أشهر وبترت ساقي لأني قلت لا للاحتلال
حوار- حسام محمود
محاكمة صدام حسين، وتسليم السلطة للعراقيين، ومستقبل العراق والمقاومة العراقية، ودور مجلس شيوخ العشائر في دعم الاستقلال، وكذلك دور اتحاد المستثمرين العراقيين في إعمار العراق، وموقف الشعب العراقي والعشائر العراقية من الحكومة الحالية بقيادة إياد علاوي؛ كل هذه الملفات الساخنة كانت جزءًا من الحوار الذي أجريناه مع رعد الحمداني- الأمين العام لمجلس العشائر العراقي ورئيس اتحاد المستثمرين العراقيين- والذي كشف عن الإعداد لمؤتمر وطني يضم كل الفصائل العراقية لترشيح شخصية عراقية متفق عليها من جميع الفصائل لتمثيل العراق.
مؤكدًا أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تخرج من العراق إلا بالمقاومة، ورفض رعدُ وصفَ المقاومة بالإرهاب، كذلك شدد على رفض مجلس شيوخ العشائر العراقي للحكومة العراقية الحالية؛ لأنها لم تولد من رحم الشعب العراقي، ولكنها ولدت من رحم الاحتلال الذي سيكون له دور كبير في تحريك هذه الحكومة، وطالب برحيل القوات الأنجلوأمريكية من العراق، واعتبر وجودها بعد تسلم السلطة لا مبررَ لها، كما أعلن الحمداني أن أية عقود وقعها رجال العرب والأجانب مع سلطات الاحتلال تعتبر باطلة بعد قيام حكومة عراقية منتخبة... فإلى تفاصيل الحوار
محاكمة صدام حسين
- ما تعليقك على محاكمة صدام حسين أمام محكمة عراقية واستجوابه بهذا الشكل الذي تمَّ؟
- صدام حسين حكم العراق أكثر من ثلاثين عامًا، وهو يمثل شموخ العراق، ولابد أن يُعامل معاملة كريمة، ولا يُحاكم إلا أمام محكمة دولية؛ لأن المحكمة العراقية ستظلمه؛ لأنها تعمل تحت سيادة الاحتلال، فلابد من توفير ضمانات حقيقية للمحاكمة، وسنقوم بمجهودات كبيرة لكي نوفر له محاكمة عادلة، كما سنتعاون مع المنظمات الدولية لحقوق الإنسان لكي تقف بجواره.
- هل ترى جديدًا في الوضع العراقي بعد نقل السلطة للعراقيين نهاية الشهر الماضي؟
- بدايةً شعارنا الأول إنهاء الاحتلال بأية طريقة، لكن يجب أن تكون واقعيين؛ فالعراق- الآن- محتل من قبل أكبر قوة، ولن تخرج إلا بالمقاومة، واعتبر أن نقل السلطة عملية رابحة ستؤدي إلى انقشاع خيمة الاحتلال، فالحوار سيتحول من أمريكي- عراقي إلى عراقي- عراقي، ونأمل من الحكومة العراقية الجديدة أن تعي مطالب شعبها، وتسانده، وتلملم جراحه، وتسعى للمصالحة الوطنية ومهمتها صعبة للغاية.
الحكومة العراقية الجديدة
- ماذا عن موقف مجلس شيوخ العشائر من الحكومة العراقية الجديدة بقيادة إياد علاوي؟
- الحكومة العراقية الحالية ليست بإرادة الشعب العراقي، ونحن كمجلس شيوخ لعشائر العراق نرفض هذه الحكومة المُعيَّنة من قبل قوات الاحتلال، ولكننا كما قلتُ ننظر إليها على أنها خطوة في سبيل الحوار العراقي.
- لكن هل ترى أن الشعب سيقبل بالحوار مع حكومة من صنع الاحتلال؟
- لا خيارَ أمام الشعب العراقي، فلابد أن يبدأ الحوار أولاً بهذا الشكل المؤقت لحين إجراء انتخابات حرة، وعندها سنعطي الفرصة للشعب لينتخب مَن يمثله أما الآن فمن الصعوبة رفض الحوار؛ لأن العراق بلد محتل، وحاكمه حاكم مدني أمريكي، ويمتلك القوة والسلاح.
- لكن الشعب اختار المقاومة، فمع مَن تقف؟
- نحن مع المقاومة بكل أنواعها؛ مع السلمية والتي تهدف إلى الحوار، ومع المقاومة المسلحة التي وُلدت من رحم الشعب العراقي لوجود احتلال واعتقالات ومعاملة سيئة، والأمريكان هم الذين أتوا إلينا، واحتلوا أرضنا، والاحتلال لن يزول إلا بالمقاومة، فنقول لهم أخرجوا من أرضنا وأعطونا سيادتنا، ولا دخل لنا بكم، فنحن لسنا إرهابيين، وكل ما نطالب به استقلال العراق والحصول على سيادته.
- أما ما يحدث من تفجيرات وعمليات انتحارية ضد العراقيين، فهي ليست من أبناء العراق، ولكن وراءها أصابع خفية تريد تشويه صورة المقاومة، لكن مهما حدث فالعراقيون لن يساوموا على كرامتهم، ولن ينهزموا، وإن لم يرحل الأمريكان فسيفقدون الكثير.
- وماذا عن أبو مسعد الزرقاوي في العراق؟
- لا وجودَ له، والعراقيون هم الذين يواجهون بأنفسهم.
مقتدي الصدر
- وماذا عن مقاومة الشاب مقتدى الصدر؟
- مقتدى الصدر شاب وطني يُطالب بحقوق وطنه، ومقاومته مقاومة مشروعة؛ لأن الاحتلال لن يزول إلا بالمقاومة، ولكننا ضد العمليات العشوائية التي تسيء للمقاومة.
- يرى البعض أن الموساد يقف وراء كثير من الانفجارات والعمليات الانتحارية؟
- بالتأكيد لقد دخل الكثير من عناصر الموساد إلى البلاد في ظل حماية الاحتلال، وأصابع الاتهام تُشير إليهم في أحداث العنف التي تحدث ضد العراقيين، والآن هناك شركات تتعامل مع الكيان الصهيوني، لكن هذه الشركات بعد استقرار العراق لن تستمر، ولن يكون لها أي أثر في العراق؛ لأننا رفضنا ونرفض أي تعاون مع الكيان الصهيوني.
- البعض يرى أن إيران تقوم بإدخال بعض العناصر للعراق لإشعال الموقف؟
- لا تقع أي مسئولية على إيران إذا دخلت عناصر منها للعراق؛ لأننا أصبحنا بلدًا مفتوحًا، ومن الصعب التحكم في ضبط الحدود، ونطالب الحكومة الإيرانية بالعمل في اتجاه المصالحة والتآلف بين الشخصية العراقية والإيرانية للوقوف في مواجهة الاحتلال.
الأنتخابات
- يرى البعض صعوبة إجراء انتخابات قريبًا في العراق؟
- لا أعتقد ذلك؛ لأن الشعب العراقي يستطيع أن يطالب بسيادة العراق، وقد اختاروا الحل السلمي للمطالبة بذلك، وإن لم تتم انتخابات قريبًا فسيشهد الأمريكان حربًا ضاريةً من كل الشعب العراقي حتى يطرد المحتل؛ لأنه لا يقبل إلا بسيادة كاملة.
- هل تحاورت مع الأمريكان؟
- نعم تحاورت معهم على الهواء، وسُجِّلَت كل حواراتنا، وكانت مطالبنا تتمثل في إنهاء الاحتلال، وتشكيل حكومة عراقية منتخبة، ورفض تقسيم العراق ولكنهم في حوارهم معنا كانوا متغطرسين.
- هل هناك تنسيق بينكم وبين باقي الجهات العراقية؟
- بالفعل هناك تنسيق حدث نتحاور معهم، ونحن بصدد عقد مؤتمر للوطنيين العراقيين قريبًا لاختيار ممثل للشعب العراقي.
- استقلال العراق أصبح حلمًا للعراقيين.. هل تظنه قريب المنال؟
- استقلال العراق أصبح هدفًا قوميًا؛ لأن استقلاله واستقراره استقرار للبلدان العربية المجاورة، وإذا ما تمت انتخابات حرة وأتت حكومة عراقية وطنية ستطالب حتمًا بإنهاء الاحتلال وبسيادة العراق؛ لكن يجب أن نكون واقعيين فأمريكا لم تدخل العراق اعتباطًا، لكن لها أهدافها التي تحاول من خلالها السيطرة على منطقة الشرق الأوسط؛ لأنها منطقة إستراتيجية بالنسبة لهم؛ لذلك لن يترك الأمريكان العراق بسهولة.
سجن ابوغريب
- ما حدث في سجن أبو غريب سيظل وصمة عار ليس في جبين العراقيين وحدهم، ولكن في جبين العرب والمسلمين.. فماذا قدَّم مجلس شيوخ العشائر لإيقاف هذه الانتهاكات، وهل أنت راضٍ عنها؟
- الأماكن التي بها الشيوخ لم تحدث بها أية انتهاكات، وقد أدنَّا ذلك، وطالبنا بإطلاق سراح السجناء، ولدينا صحيفة متخصصة تناولت ذلك كله، ولكننا لا نمتلك القوة العسكرية لإجلاء المحتل ومقاومته، وهناك كثير من الشيوخ في السجون لأنهم وطنيون شرفاء، وأيضًا قد تمَّ اعتقالي أربعة أشهر في سجون المحتل، وبترت ساقي لأنني قلتُ لا للمحتل.
- هل هناك تواصل من جانب مجلس شيوخ العشائر مع المقاومة؟
- لا أحد يتصل بها أو يعرفها، وهي تتولد عفويًا، ولو توفرت الفرصة لأي مواطن عراقي شريف فسينضم إليها.
- ماذا عن الاتفاقيات التي عقدتها بعض الشركات مع الإدارة الأمريكية من أجل إعمار العراق؟
- كل الشركات التي أخذت عقود من الإدارة الأمريكية ليس لها أية حقوق، وما تم من إبرام عقود فهي باطلة؛ لأنها عقدت مع طرف غير ذي صفة، وسيعاد النظر في هذه الاتفاقيات بعد استقلال العراق
- ما دور مجلس شيوخ العشائر في الترتيب للانتخابات القادمة ؟
- الآن هناك جداول يقوم بإعدادها بعض السياسيين والوطنيين والقوميين للترتيب للعملية الانتخابية التي من المفترض أن تتم قريبًا، وسنعقد مؤتمرًا للقوى الوطنية لاختيار مَن يمثل الشعب العراقي.
- هل أنت راضٍ عن موقف الأنظمة العربية من عملية دعم العراق؟
- الأنظمة مقيدة، ولم تقدم شيئًا للعراق، ولكننا نناشد كل الحكومات العربية أن يأخذوا موقفًا إيجابيًا تجاه العراق الذي يعد الآن في مسئولية هؤلاء الحكام.
المستثمرين العراقيين
- ماذا قدَّم اتحاد المستثمرين العراقيين للعراق في أزمته؟
- نحن مع المقاومة العراقية الشريفة، ولكننا نرفض عمليات الاختطاف التي تتم للعمالة داخل العراق، والتي تأتي من قبل بعض العصابات والمنظمات التابعة للمافيا، ولهذا فنحن لا نريد تشويه سمعة العراقيين؛ لأن هناك أناسًا دخلوا إلى العراق دون وجه حق، وهذا راجع إلى أن البلد أصبح مفتوحًا ولا توجد سيطرة علي أي شيء الآن، وكاتحاد مستثمرين رفضنا قانون الاستثمار الذي أعده الحاكم المدني، وشددنا على أن يشارك رجال أعمال عرب في الإعمار.
- لو عُرض عليك المشاركة في الحكومة العراقية هل ستوافق؟
- لن أقبل لأني أحب أن أكون بعيدًا عن هذه المسئولية، وأحب العمل في منظمات المجتمع المدني.
المصدر
- حوار: أمين عام مجلس عشائر العراق: الاحتلال لن يزول إلا بالمقاومة موقع اخوان اون لاين
