أغبياء الشرطة والاعتقالات الكوميدية للقضاء على الثورة!
حازم سعيد
(29/08/2013)
محتويات
مقدمة
القتلة السفاحون أعوان الخائن السيسي يتحركون الآن ليل نهار (ويلوشون) باعتقالات من هنا وهناك يمنة ويسرة في كل أرجاء مصر وهم يتحركون بتعاون بين جهاز أمن الدولة المنهك والمخابرات الحربية القادمة من سنة 54 !
وهم يظنون أنهم باعتقالاتهم التي تثير السخرية بين صفوف الإخوان خاصة ، وصفوف التحالف الوطني عامة قادرون على إيقاف لهيب الثورة التي انطلقت منذ اليوم الأول لانقلاب الخائن السيسي ، وتأججت بعد الدماء التي سالت ، وتصل لذروتها الآن بهذه الاعتقالات الفارغة من المضمون والمحتوى .
أولاً:من يقود الثورة ضد العسكر وضد الانقلاب
الذي لا يريد أن يفقهه الأغبياء أن الثورة (خلاص) لم تعد ثورة الإخوان المسلمين ، إنما هي ثورة مصر ، وكل شريف وحر وأبي فيها ، والذين يخرجون الآن بالملايين الهادرة الحاشدة ليسوا من الإخوان قطعاً وجزماً ، ولا يتخيل عاقل أبداً أن الإخوان بهذا الحجم الرهيب الذي يفجر ثورة وانتفاضة بكل أركان مصر ، وإلا لاكتسح الرئيس مرسي الانتخابات الفائتة من الجولة الأولي .
لقد ظهرت أطياف عديدة من أبناء الشعب المصري وشبابه وتياراته المختلفة ترفض حكم البيادة ، وترفض العبودية ، وفي تركيبتها الجينية كرات دم العزة والنخوة والكرامة ، وليسوا كبقية العبيد الذين فوضوا السيسي أو يتعشقون السادية ويتلذذون بالعبودية للعسكري الخائن .
والقيادة نفسها أقصد قيادة التحالف لا يمثل الإخوان فيها إلا نسبة محدودة جداً ، وهناك قيادات رائعة محترمة تقود الثورة وتسير بخطى ثابتة واضحة نحو إسقاط الخائن ، ونفسها طويل جداً، وحكيمة وعاقلة، وهي من خارج الإخوان قطعاً وجزماً .
ثانياً: داخل الإخوان أنفسهم
الذي لا يدركه الأغبياء ، ويجعلهم مثار سخرية واستهزاء لدينا نحن أبناء الإخوان ، أنهم يعتقلون الآن في كل مصر رموزاً محترمة وعاقلة وفاضلة ، ولها بين الإخوان المكانة والمنزلة والتاريخ مع كل الحب والاحترام وعمق الأخوة الإيمانية الصادقة ... ولكن كل هذا شئ ودورهم التنظيمي والحركي داخل الإخوان وقيادتها شئ آخر .
أقول لولا حزننا على الدماء التي سالت وسفكت من إخواننا لسودنا صفحات الدنيا بنكات وطرائف على اعتقالاتكم الخائبة ، ولكنه خشوع القلوب والأبدان مع فراق الأحباب .
أنتم يا أيها الأغبياء تعملون على (داتا بيز قديمة جداً ، هي مخابراتية عتيقة بنكهة وعبق الماضي) ، كقدم فكركم البالي وقدم من خطط لكم انقلاباً عسكرياً في زمن لا تصلح فيه الانقلابات ، والذين تعتقلونهم مع كل الفضل الذي قدمتهم به لا تبلغ نسبة من بهم من القيادات الحقيقية الفاعلة والمحركة 1 % .. نعم أقول واحد في المائة .
ولذلك فإن (تلويشكم) واعتقالاتكم التافهة الغبية الخائبة لن تؤتي لكم بأية ثمار ، لأنكم لا تعرفون شيئاً عن الإخوان ولا عن تنظيمها ، فبوؤوا بخيبتكم ، وعن قريب فشل ثورتكم .
ثالثاً: متى قوضت الإخوان أو انهدت عزيمتها؟
لقد مرت دعوة الإخوان وتنظيمها بضربات أمنية موجعة ، كانت كفيلة بالقضاء عليها وتفتيت أوصالها ، لولا أنها دعوة ربانية موصولة بالله سبحانه .
نعم في مجال الإداريات والقرارات قد تخطئ اجتهاداتها أحياناً ، ولكن مثل هذه الأخطاء المأجورة (لأنها تأتي بطرق تحري ونيات صلاح وأسباب شرعية) لا تجعلها بمنأى عن رضا الله سبحانه ، بل أقول أن الاجتهادات مأجورة ، فلا تقصم الجماعة أبداً ...
وبناءاً على ذلك فإن هذه الجماعة تؤيد دائماً وفي أحلك الظروف والأوقات بمددٍ من عند الله يفضح الظالمين ، ويوفر لها الله سبحانه بالإمكانيات والأسباب ما يقيم شأنها ويرفعها من كبوتها مرة أخرى .
هكذا هي سنة التاريخ التي أجراها الله مع الإخوان ، منذ الملك فاروق عندما اغتال مؤسسها الأول الإمام البنا رحمه الله ، وحبس رفاقه ثم مع مذابح عبد الناصر وأهواله في السجون الحربية ، ثم مع مبارك ومحاكماته العسكرية .
وفي كل مرة الإخوان هي هي ، بل تزيد وتتقد شعلتها ، ويتوهج ضوؤها ، وما استطاع الظالمون نيلاً منها ، لأنها جماعة ربانية شاء الطغاة أم أبوا ، أدركوا ذلك أم عميت قلوبهم وأبصارهم وأسماعهم .
ومن أدبياتنا المشهورة جداً: ضع في يدي القيد ألهب أضلعي، ضع عنقي على السكين، لن تستطيع حصار فكري ساعة، أو نزع إيماني ونور يقيني ، فالنور في قلبي ، وقلبي في يدي ربي ، وربي ناصري ومعيني . أتظنون من يتربى على هذا الكلام يعبأ باعتقالاتكم التافهة ، (جتكم خيبة) .
رابعاً: أغبياء الأمن لا يتعظون
ولم يدرك الأغبياء أن الأيام دول ، وأن الممالك متقلبة ، وبالذات في مثل هذه الأيام التي نحياها ، إنهم يناضلون لاعتقالنا وإحكام قبضتهم الأمنية علينا بشراسة في زمن لم يستتب لهم فيه الملك ، فهم على شفا جرفٍ هارٍ .
أقول: من الجائز عقلاً تقبل فكرة تسلطك وأنت متربع ومتسيد ومالك أمرك ، أما وأن الأمر متزلزل تحت قدمك ، حتى أنك تضطر في جل الأحيان للاستعانة بالبلطجية والمسجلين خطرك (حتى يسندوك) ؛
فكيف لك بكل هذا الفجور وادعاء الخصومة ، وأنت لم تنفرد بالحكم بعد ولم تتمهد لك أركانه ولم يبنى لك أساسه ، أيها المغفل ممن يسعى ويقود ويتحرك بهذه القبضة الأمنية التافهة ، إن بناءك على (لا شئ) ليس لك أساس ولم يتمهد حكمك ، ولن يكون ، لأن ثورتنا تجري في عروقنا ، لسنا نحن الإخوان فقط ، بل كل المصريين الشرفاء ، وسترى غداً الجمعة 30 / 08 كيف سيكون ذلك ، فبؤ بخيبتك في الدنيا ، وخزيك في الآخرة لما تقترفه مع عباد الله الصالحين .
وما أحداث 25 و 28 يناير منك ببعيد ، وما الضباط الذين (تم تجريدهم) من ملابسهم بالكامل في عديد من المدن والمحافظات والاستهزاء بهم على يد الغاضبين منكم ببعيد ، فاعتبروا إن كان لديكم عقل ، ولا تظنوا أن قنابل الغاز أو الأسلحة أو البلطجية سيعصمونكم ، فلدى الثوار من المفاجآت (وبرضة بالسلمية) الكثير .
خامساً: الملثمون (المنتقبات)
أعلم أن كثيراً منكم أيها الخائنون مرتعشون ، وما لثامكم أثناء الاعتقالات إلا آية من الآيات وعلامة من العلامات .
أعلم أن النقاب تلبسه المرأة بين اقتناعها أنه فريضة أو سنة ، وفي حكمته كثير من المعاني منها أنه لخشية افتتان الرجال من النساء على خلفية أن الرجل زين له شهوة النساء ، فلماذا تنتقب ؟! أترك لك الإجابة إن كنت رجلاً .
أعلم أن الجبن والخوف هو الذي يقودكم إلى هذه الحالة ، أن تخفوا وجوهكم ، وهي أيضاً دلالة قاطعة على اقتناعكم بأن الأمر غير ممهد لكم ، فأنتم تدركون وشبه متيقنين أن الأمر لن يستتب لكم ، فتخافون أن نعرفكم فنحاكمكم بعدها وننتقم منكم ، وسوءاً انتقبتم كالنساء أم لم تنتقبوا فإن انتقامنا قادم وعن قريب أيها الجبناء .
سادساً: الجمعة 30 / 08 وبداية حقيقية للثورة
ولكم في غدٍ الجمعة إن شاء الله بداية حقيقية للثورة الهادرة التي ستملأ ربوع مصر عن يمينها ويسارها وأوسطها ، سنهز كل شبر بمصر ، وسيصل صوتنا للعالم خفاقاً أن العسكر ميحكمش .
وأن الأمن والبيادة والقهر والاضطهاد ، لن يعودوا من جديد ، لقد ذقنا طعم الحرية سنتين كاملتين ، منهم سنة (ملاكي) في عهد الرئيس الشرعي المحترم الذي ما زال رئيساً وسيظل إن شاء الله ، ولن نتراجع عن هذه الحرية ما حيينا .
وأدلكم على شفرتنا أيها الأغبياء إن كنتم تريدون الفهم:تستطيعون القضاء علينا بس بشرط:اقتلوا ملايين المصريين بالشوارع حتى توقفوا هذه الثورة ، ولن تستطيعوا ، لأن كل قطرة دمٍ تجلب مزيداً من الأحرار والثوار .
إن الأوضاع كلها في غير صالحكم بعد خيانتكم المزرية ، اقتصادياً البلد إلى انهيار وجاء السيسي الخائن بثلة مبارك ليحكموا من جديد بعد سنتين دمار لمصر بسبب أفعالكم وخيبتكم ومؤامراتكم ، وهم قد فشلوا ثلاثين سنة كاملة من قبل وليس لهم أي تصور للحكم ، ولم تكن الأوضاع كما هي الآن ، فالوضع الاقتصادي المأزوم والمتفجر سيرديكم ويخيب سعيكم .
الانفلات الأمني الرهيب والبلطجية الذين سمنتموهم على أيدكم سيأكلونكم وسيكون أول أسباب هلاكم وهذه إحدى المفاجآت .
الثورة الرهيبة والحنق الشعبي الخانق الذي تحول في الصدور إلى نار مشتعلة نتيجة المذابح والخطايا التي اقترفتموها ، ستفتك بكم .الحصار الدولي الذي ينتظركم ويفشل السيسي خاصة بعد انسحاب البرادعي (الوجه الملمع لثورتكم) سيقضي عليكم .
وأخيراً برؤيتنا الإيمانية التربوية: ظلمكم ، فإن الله سبحانه قد قيض في سنته الكونية أنه يقيم الدولة العادلة ولو كانت كافرة ، ويقصم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة ، وأنتم اقترفتم من المظالم أقصاها ، وبلغتم من الفجر في المظالم والخصومات مداه .
كل هذه الأسباب كفيلة بأن تقوض دعائم ملككم التي لم تقم من الأساس ، فاعملوا حساب بكرة أيها الأغبياء ، والله أضحك على منظركم الآن وأنا أراه بعين البصيرة غداً بعد نجاح ثورتنا الذي أوشك إن شاء الله ، وأراكم وأنتم عيونكم مكسورة وفي سلاسلكم مجرورين إلى المحاكم الثورية ، أراها بعين البصيرة وكأني أشاهدها الآن .
أيها الفاشلون الانقلابيون الخائنون ، غداً الجمعة موعدنا مع بداية حقيقية للثورة تعرفون فيه حجمنا وحجمكم ، وتتيقنون فيه أن انقلابكم الغادر فشل وانتهي وأعلن إعدامه .. وإن غداً لناظره قريب .
المصدر
- مقال: أغبياء الشرطة .. والاعتقالات الكوميدية للقضاء على الثورة ! موقع نافذة مصر