أحمد منصور يكتب : صناعة الإشاعات فى مصر؟

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
أحمد منصور يكتب : صناعة الإشاعات فى مصر؟

بتاريخ : الثلاثاء 25 يونيو 2013

الاعلامى أحمد منصور

صناعة الإشاعات وترويجها حرفة، فمن الممكن أن تصنع إشاعة لكنك تعجز عن ترويجها، وفى مصر يتم صناعة عشرات الإشاعات كل يوم وترويجها بشكل عالى المستوى، وتتوقف نوعية الشائعات وشكلها على الجهات والأشخاص المستهدفين من ورائها.

أما الجهات التى تصنع الشائعات وتروجها فإنها تتنوع بين أجهزة أمنية أو أحزاب سياسية أو صحفيين من الذين يستأجرون لمن يدفع فيصنعون الشائعة ثم يروجونها ويتركون الطرف المتضرر منها ينفى أو يسكت، حتى صارت بعض الجهات فى مصر وعلى رأسها الجيش ومؤسسة الرئاسة ليس لها عمل كل يوم سوى نفى الشائعات التى تروج عنها.

وعلى سبيل المثال لا الحصر حينما اجتمع الرئيس مرسى مع وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسى مساء الأحد الماضى صورت بعض وسائل الإعلام الاجتماع وكأنه شبه انقلاب عسكرى، ربما تكون الظروف التى تمر بها مصر دعت صانعى الشائعات إلى ذلك.

كما أن حجم الشائعات التى نشرت بعد الاجتماع لا حدود لها وكثير منها يضر بالأمن والاستقرار فى البلاد، ولا نستطيع هنا أن نطلب من صانعى الشائعات أن يكفوا فهذه حرفتهم لاسيما إذا كان من ورائها جهات تلعب فى أمن مصر واستقرارها ويهمها أن تبقى البلبلة والأكاذيب والوقيعة قائمة فى المجتمع لخدمة جهات وأطراف خارجية أو داخلية لا يهمها أن تستقر مصر أو تنجح ثورتها أو يدخل شعبها مرحلة الإنتاج واستعادة مجد مصر ومكانتها، ولعل الرئاسة تتحمل القسط الأكبر من مسئولية سلبية نشر هذه الشائعات بسبب أسلوبها فى علاج الأزمات التى تمر بها البلاد.

لا يمر يوم دون أن يستهدف الجيش أو المؤسسات الأمنية بالشائعات، ومن يتابع هذه الشائعات يجد أن صناعها يضربون أمن مصر القومى بعمق، وإذا راقبنا أداء الجيش المصرى خلال العام المنصرم نجد أن عملية إعادة بناء الجيش تجرى على قدم وساق من خلال التدريبات والمناورات وإعادة التسليح بعدما ترهل الجيش لسنوات طويلة فى ظل مبارك.

كما أن الجيش لم يعد يتدخل بشكل مباشر فى مجريات السياسة رغم محاولات الساسة الفاشلين جره إلى الساحة من جديد، إن حماية جيش مصر هى مسئولية كل مصرى وإن كل الشائعات والأقاويل التى تريد النيل من الجيش أو جره إلى ساحة السياسة مرة أخرى وإبعاده عن استراتيجية إعادة بنائه مصدرها هو إسرائيل وأعداء مصر ومن يروجها فإنه يخدم أعداء مصر ويجب أن يحارب المصريون الشائعات وأن يتفرغوا لبناء بلدهم.

يكفى أن الذين حكموا مصر خلال الستين عاما التى سبقت الثورة أخرجوها من الوجود وهمشوا دورها فى كل المجالات، وقد كانت مصر على مدار التاريخ منارة للعلم والثقافة والمعرفة والحضارة، وآن لشعب مصر أن يعيد لمصر ما كانت عليه، وأن يحارب الإشاعات وصانعيها، الشعوب المنتجة العاملة لا مجال للشائعات فى حياتها.

أما الشعوب الفارغة فإنها تصنع الشائعات وتعيش فى أوهامها حتى تبقى بعيدة عن صناعة الحياة، وشعب مصر ليس كذلك ولن يكون، وجيش مصر يجب أن يبقى مصونا حتى يتفرغ لحماية البلاد من المكائد والمؤامرات.

المصدر