أحمد منصور يكتب:دي مستورا والمساواة بين الجاني والضحية

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
أحمد منصور يكتب:دي مستورا والمساواة بين الجاني والضحية


(20 أبريل 2016)

من يتابع الدور الذي يقوم به المبعوث الأممي في المفاوضات السورية يجد شخصية فارغة لا تحمل مشروعا أو تؤدي دورا منصفا وإنما الرجل مثله مثل معظم موفدي الأمم المتحدة لحل المشاكل يجلسون بين الأطراف يسمعون منهم أو يتخذون مستشارين عادة ما يكونون من الطرف الجاني أو يتبنون وجهة نظره ويظلون يطرحونها على الطرف الضعيف ويلحون في قبولها ثم يتهمون الطرف الضعيف أنه يضيع الفرصة، نفس الأسلوب الذي حدث ويحدث في كل القضايا التي تخص العرب أو المسلمين أو يكونون فيها طرفا تعالج فيها الأمور بهذه الطريقة.

حدث هذا في البوسنة والهرسك وأفغانستان وفلسطين وفي كل القضايا، وقد كان أغرب ما طرحه ديمستورا قبل أيام هو أن يبقى الأسد رئيسا ويكون له ثلاثة نواب، إذن لماذا قامت الحرب واندلعت الثورة قبل خمس سنوات وسالت كل هذه الدماء وكل هذا الخراب والدمار، بعد كل هذا الخراب والدمار والقتل والتشريد يبقي الأسد رئيسا؟ بدلا من أن يحاكم محاكمة عادلة لا تقبل حتى بعزله؟

أي تفاوض هذا وأي طرح فارغ يطرحه هذا الموفد الأممي الذي لم يحقق شيئا منذ قيامه بهذه المهمة سوى أنه جاء من قاع المكان الذي كان فيه ليتصدر شاشات التلفزة الإخبارية ويحصل على الامتيازات المادية ثم في النهاية لا يكتفي بالمساواة بين الجاني والضحية بل يكافئ الجاني بأن يبقيه في منصبة ويعافيه من المحاسبة والمساءلة ثم يقول للشعب المجني عليه يمكنك أن تصبح شريكا في الحكم.

إن قبول وفد المعارضة السورية بالدخول في مثل هذه الدوامة من المفاوضات يدخلها في مجال العبثية والعبث بالشعب والثورة والشهداء والضحايا والمشردين الذين يبتلع البحر منهم كل يوم ما يبتلع، وعلاوة على ذلك أية مفاوضات هذه في ظل أن النظام لم يوقف هجماته وتدميره وتخريبه لسوريا وقتل شعبها والسيد دي مستورا لم يكلف نفسه إدانة هذه الجرائم أو المطالبة بإيقافها احتراما للهدنة وللمباحثات الجارية في جنيف

وإلا فإن كل ما يجري عبث في عبث وحينما أوقفت المعارضة المفاوضات وطالبت بتأجيلها إذا بالسيد دي مستورا يخرج في مؤتمر صحفي بعدما أصبح عاشقا للكاميرات ليتحدث بكلام فارغ من المضمون والمعنى ولا قيمة له من الناحية السياسية أو العملية شأنه في ذلك شأن بان كي مون وكل مسؤولي الأمم المتحدة الذين قام منهجهم على المساواة بين الجاني والضحية

كل ما أعرب عنه المبعوث الأممي هو القلق، وأن العملية بحاجة إلى أشهر أو سنوات تتدفق فيها الامتيازات وأضواء الكاميرات على السيد ديمستورا في الوقت الذي يدفع فيه الشعب السوري الثمن غاليا في كل شيء. القوة هي التي تعيد الحقوق ومنطق القوة يجب أن يبقى منطق المفاوض السوري وإلا فإن الثوار على الأرض لن يقبلوا بغير ما قامت الثورة من أجله.

المصدر