أحمد منصور يكتب:الهدنة تنعش الثورة السورية في ذكراها الخامسة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
أحمد منصور يكتب:الهدنة تنعش الثورة السورية في ذكراها الخامسة


(13 مارس 2016)

رغم الخروقات اليومية للطيران الروسي وقوات نظام الأسد للهدنة التي رعتها الأمم المتحدة للأطراف المتحاربة في سوريا إلا أن الثورة السورية عادت في الذكرى الخامسة لانطلاقتها إلى أيام مجدها الأولى وشعاراتها القوية التي من أبرزها "مالنا غيرك يا الله".. "الموت لا المذلة".. و"الشعب يريد إسقاط النظام" ..

وغيرها من الشعارات والأهازيج التي اعتقد كثير من الناس أنها ماتت تحت أنقاض مدن سوريا وقراها، لكن الإنسان السوري الذي رفض أن يترك بلاده رغم خمس سنوات من الدمار والخراب واستخدام كل أنواع الأسلحة الفتاكة من قبل النظام العلوي والإيرانيين والروس والميليشيات، فاجأ الدنيا كلها حينما ظهر بقوة مرسلا رسالة قوية فحواها أن الثورة مستمرة حتى تحقق أهدافها وأولها إسقاط النظام وإذا كانت الدنيا تخلت عنا خلال السنوات الخمس الماضية فإننا من البداية وإلي الآن نقول "مالنا غيرك يا الله"..

وإننا نثق في نصر الله، هذا الظهور القوي وهذه الهتافات الرنانة أصابت النظام العلوي والإيرانيين والروس في مقتل فقد تصوروا أنهم بعد قتلهم لـ 400 ألف سوري وتهجير 12 مليونا داخل سوريا وخارجها قد أجبروا الشعب السوري على الرضوخ والخنوع والقبول بالأسد ونظامه، لكن الصدمة كانت في استمرار الشعب السوري على نهج الثورة وطريقها، وأعتقد أن هذا المشهد وهذه الرسائل هي أقوى ما أفرزته الهدنة حتى الآن

وأعتقد أنها ترسل رسالة قوية لكل التحالف الذي يقف ضد الشعب السوري والذي تقوده روسيا وإيران، بأن هذا الشعب لن يستسلم ولن يتنازل عن ثورته ومطالبها الأساسية وعلى رأسها رحيل الأسد، وهنا أعود إلى التصريح الذي أدلى به أنس العبدة الرئيس الجديد للائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة الذي أكده لي في حواره بلا حدود في الأسبوع الماضي قائلا: "إن لم يرحل الأسد ونظامه فإن الثورة قد تستمر مائة عام".

هناك جانب هام لم يفهمه كثير من الناس الذين اعتقدوا أن الثورات قد انتهت وأن الشعوب قد هزمت هو أنه خلال السنوات الخمس الماضية سواء في عمر الثورة السورية أو الثورات الأخرى ولد ونشأ وترعرع جيل جديد فالذي كان عمره خمس سنوات عند اندلاع الثورة أصبح عمره عشر سنوات الآن وهكذا هذه الأجيال التي نضجت وكبرت ولم تر سوى الدمار والخراب والظلم والتهجير هي التي تتولى الراية الآن إلى جوار الأجيال التي قامت بالثورة، عودة زخم الثورة سيقوي موقف المفاوض السوري كما أنه سيجبر الروس والإيرانيين والميليشيات على أن يدركوا أن الشعب السوري لن يقبل بغير إسقاط النظام.

المصدر