أحمد منصوريكتب:هلوسات ديفيد كاميرون
(2 يونيو 2016)
يبدو رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون في حالة غير طبيعية تهدد مستقبله السياسي أوصلته إلى مرحلة من الهلوسة في التصريحات، حيث تتصاعد في بريطانيا الحملة الداعية لاستقالته من رئاسة الحكومة والحزب قبل الاستفتاء الذي سيجرى في بريطانيا في 23 يونيو الجاري حول بقاء بريطانيا أو خروجها من الاتحاد الأوروبي
وبسبب سياساته الفاشية وتصريحاته العنصرية يعاني كاميرون من انقسامات كبيرة داخل حزب المحافظين الذي يدعو بعض الوزراء فيه علناً إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي وسط دعوات لم تتوقف وتهديدات للبريطانيين يقودها كاميرون نفسه تحذر البريطانيين من أن الخروج من الاتحاد الأوروبي يعني نهاية بريطانيا وتفشي البطالة وارتفاع الأسعار
وقد حاولت أن أرصد بعض هلوسات ديفيد كاميرون في ظل اقتراب الاستفتاء وتساوي استطلاعات الرأي حتى الآن بين المؤيدين للخروج والمؤيدين للبقاء فوجدت أن هلوساته بدأت مبكراً وليس هذه الأيام، ففي 28 فبراير الماضي قال كاميرون محذراً البريطانيين: "إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قفزة في غياهب الظلام"..
وذهب أبعد من ذلك حينما قال: "إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سوف يؤدي لحرب عالمية ثالثة "وحذر البريطانيين من الإرهاب الذي هو أكبر صناعيه وداعميه من خلال سياساته، فقال: "هل يريد دعاة خروج بريطانيا من الاتحاد أن نتخلى عن شبكة التعاون الأمني مع الأوروبيين"..
وحينما وجد أن كبار السن هم الذين يقودون الحملة للخروج من الاتحاد سارع بمخاطبة الشباب وحشدهم في خطاب ألقاه في 7 أبريل قال فيه "اذهبوا إلى هناك سجلوا أسماءكم، صوتوا، أبلغوا آباءكم وأجدادكم وأصدقاءكم وزملاءكم أن هذا الاستفتاء سيساعد حقاً في تحديد ما إذا كان جيلكم سيكون أقوى وأكثر أمناً وثراء" ولم يترك كاميرون رئيساً أو زعيماً أو مؤسسة اقتصادية إلا وناشدها أن تعلن أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يشكل خطراً عظيماً على بريطانيا والعالم
وربما يؤدي إلى انهيار الأسواق وتدمير الاقتصاد العالمي وهذا ما صدر بالفعل عن رؤساء البنك والصندوق الدوليين حتى أن الرئيس الأميركي أوباما انضم ليطلب من البريطانيين التصويت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي هؤلاء أصدقاء كاميرون يعلمون أنه سوف يطاح به فوراً انتصار الطرف المنادي بالخروج من الاتحاد، الشرق الأوسط نشرت في 10 مايو عن مصدر مقرب من كاميرون أنه "متوتر" لاسيما أن الحزب قد تمزق، هلوسة كاميرون بلغت ذروتها
حينما قال في منتصف مايو الماضي إن خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي قد يفرح أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى جانب الرئيس الروسي فيلاديمير بوتن، الكل ينتظر 23 يونيو القادم، لأنه لن يكون تصويتاً على بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي فحسب، ولكنه سيكون تصويتاً على ديفيد كاميرون نفسه الذي يبدو أنه سيقفز في الظلام إذا قرر البريطانيون أن يخرجوا من الاتحاد الأوروبي.
المصدر
- مقال: أحمد منصوريكتب:هلوسات ديفيد كاميرون موقع كلمتي