أحمد فؤاد.. مراسل “كرموز” ضحية القبض العشوائي (بروفايل)
صحفيون ضد التعذيب
في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير/كانون الثاني، عام 2011، كأي صحفي، حرص أحمد فؤاد، مراسل موقع كرموز، على تغطية الأحداث في سيدي بشر بالإسكندرية، يرصد تجمع العشرات لإحياء ذكرى الثورة.
ألقت قوات الأمن القبض على الصحفي عشوائيًا، بالرغم من إفصاحه لهم عن هويته كصحفي يحمل كارنيه من جهة عمله، ومن ثم تم ترحيله لمديرية أمن الإسكندرية وحرر محضر ضده ورفضت الشرطة إثبات عمله الصحفي في المحضر.
وجهت له قوات الأمن اتهامات، بحيازة زجاجات مولوتوف، كما وجهت له النيابة عدد من الاتهامات منها “الانضمام لجماعة أُسست على غير أحكام الدستور وتهدف إلى تعطيل العمل بأحكام القانون, وقطع الطريق العام, وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة, وتكدير الأمن والسلم العام” في القضية التي تحمل رقم 1416 لسنة 2014 المنتزه أول.
قبيل القبض عليه، كان أحمد فؤاد يهرول من قوات الأمن، التي تطارده، ثم حادث مدير عمله هاتفيًا، وأخبره أن قوات الأمن تطارده بالسلاح، دون أن يفعل شيئ سوى تصوير ونقل ما يحدث: “والله العظيم ماعملت حاجه هما بيجروا ورايا بالسلاح”، ثم ينقطع الخط فجأة، ويقع في يد قوات الأمن.
فور عرضه على النيابة، في 27 يناير/كانون الثاني، بدأ مسلسل الحبس الاحتياطي، والتجديد، مع أحمد فؤاد، فعلى الفور قررت النيابة حبسه خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق، ثم تجديد الحبس مرات عديدة، وبعد أكثر من 11 شهر من حبسه الاحتياطي تم تحديد الدائرة السادسة جنايات الإسكندرية المنعقدة بمحكمة المنشية بنظر قضيته هو وآخرين والتي بدأت أولى جلساتها يوم الأحد 14 ديسمبر/كانون الأول، عام 2014.
28 وفي يوليو/تموز 2014 ، كتب أحمد فؤاد من محبسه رسالة بعنوان“أيها الراقدون فوق التراب”، جاء في متنها: “أيها الراقدون فوق التراب، أفيقوا فقد ملئت القبور بالشعر الأسود، ورملت النساء، ويتم الأبناء، وسجن الشيوخ والطلاب، بصنائع قلة من البغاة”.. تلك كانت مطلع رسالة لأحمد فؤاد،أرسلها من داخل محبسه، مخاطبًا ضمير العالم الخارجي، في يوليو/تموز 2014.
27 وفي 27 أغسطس/آب، 2014، كشف الإعلامي يسري فودة، عن قائمة أسماء، للمراسلين المحبوسين احتياطيًا،كان من بينهم، أحمد فؤاد، مراسل موقع كرموز، وفي سبتمبر/أيلول، تقدمت المحامية “ماهينور المصري” بخطاب إلى المستشار “سعيد عبدالمحسن عبدالشكور” المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، يحمل رقم 3306 لسنة 2014، حول دخول “أحمد فؤاد” مراسل موقع كرموز الإضراب الكلي عن الطعام؛ اعتراضًا على استمرار مسلسل تجديد حبسه على ذمة القضية رقم 1416 لسنة 2014.
وبالرغم من محبسه حرص أحمد فؤاد، أن يهدي والدته ساعة يد في عيد الأم الأخير، وقبل عامين أهداها “بوكيه ورد”، كما أوصى أصدقائه بعمل “برواز” يحمل صورة والدته ووالده وشقيقته؛ ليهديه لها العام الماضي.
وتقدمت عائلة مراسل موقع كرموز، بالعديد من الشكاوى، ضد إدارة السجن،والتي تتأخر أحيانا، وتمتنع أحيانًا أخرى عن نقل المتهمين في موعد الجلسة، لكن هذه الشكاوى لم تغير شيئ في حجم التجاوزات، التي لازالت مستمرة، كما أن أحمد فؤاد الطالب في كلية العلوم، تمكن من أداء امتحناته طوال 4 فصول دراسية قضاها في محبسه ، وقد حصل على تقديرات مرتفعة في جميع المواد إلا أنه معرض لإعادة السنة بسبب رسوبه في الامتحانات العملي، لأن إدارة السجن لا توافق على نقله للكلية لأداء الامتحانات العملي رغم كثرة مساعي الكلية في منحه فرصة لإتمام اختباراته.
لم يتجاوز مراسل كرموز، الواحد والعشرين من عمره، فهو من مواليد 10 فبراير/شباط 1995، وهو طالب في الصف الثاني بكلية العلوم، وتصر قوات الأمن على منعه من حضور الامتحانات العملي في الكلية.
وبعد 872 يومًا من الحبس الاحتياطي، حكمت الدائرة رقم 6 بجنايات الإسكندرية، والمنعقدة بالمحكمة الكلية بالمنشية، برئاسة المستشار عبد النبي محمد عبد المطلب، في جلستها التي انعقدت يوم 14 يونيو/حزيران 2016، بسجن “فؤاد” 3 سنوات ومثلهم مراقبة، وذلك مع تغريمه 100 ألف جنيه، وذلك في القضية رقم 29446 لسنة 2014 جنايات منتزه أول، المقيدة برقم 2723 لسنة 2014 كلي شرق إسكندرية.
وينتظر المحامي “حمدي خلف”، دفاع “فؤاد، صدور حيثيات الحكم، لتقديم النقض بشأن السنوات الثلاث التي أقرتها هيئة المحكمة لمراقبته بعد إنهاء مدة السجن، بينما الغرامة المالية فيمكن تقديم طلب بتقسيطها، أو استمرار حبس “فؤاد” 3 شهور إضافية على الحكم عوضًا عن المبلغ، لافتًا إلى أنه إذا تم تقديم النقض على سنوات السجن؛ فمن المحتمل أن تنعقد جلسة النقض بعد انتهاء المدة؛ خاصةً وأن الصحفي تجاوز العامين والنصف في الحبس الاحتياطي.
المصدر
- تقرير:أحمد فؤاد.. مراسل “كرموز” ضحية القبض العشوائي (بروفايل)موقع: مرصد صحفيون ضد التعذيب